أيام قليلة و تنطلق مباراة مصر و غانا و التى كنا نتمنى ان تكون لقاء الحسم و لكنها للأسف ليست كذلك وهى ليست دعوة للتشاؤم ولكنه الواقع المؤلم فربما نفوز بهدف او هدفين و ربما ثلاثة على الأكثر و ننتظر رد الفعل عقب اللقاء بالحديث المعتاد بين المصريين "يااااااااااه لو مكنش دخل فينا اكثر من هدف ياااااااه لو فرصة فلان كانت دخلت كان زمنا صعدنا ". للأسف هى الكلمة المكررة عقب نهاية كل تصفيات و لنتذكر سوياً أن نفس الكلمة قد أنطلقت عقب صافرة نهاية مباراة مصر و المغرب على ملعب فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1986 وخرجت المصريين يتذكرون الفرص الكبيرة التى ضاعت فى المباراة الأولى بجانب ضربة الجزاء التى أضاعها جمال عبد الحميد فى لقاء الاياب بالمغرب ويتكرر نفس الامر عقب التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1994 عندما عض المصريين على أناملهم ندماً على ضياع فرصة مجدى طلبة امام زيمبابوى ، وعقب فوز مصر العريض على ليبيريا فى الجولة الأخيرة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1998 بخماسية. تذكر المصريون مباراة الذهاب امام نفس الفريق فى الجولة الثالثة والتى فازت خلالها ليبيريا على المنتخب الوطنى بهدف نظيف لجورج وايا والتى كانت السبب الرئيسى فى إضعاف حظوظ الفراعنة فى التاهل لكاس العالم خاصة وانها كانت الهزيمة الثانية خلال التصفيات. وكانت التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2002 مليئة بالندوم و الحسرة و لكن أبرزها كانت الفرصة الضائعة من طارق السعيد امام المغرب فى الجولة الثانية فى التصفيات بعدما راوغ الحارس بن ذكرى ثم وضعها بجوار القائم ومن بعدها الهزيمة امام نفس الفريق فى الدار البيضاء و الهدفان الذى منى به مرمى المنتخب الوطنى امام نامبيا فى المباراة التى انتهت بفوز الفراعنة بثمانية اهداف لهدفيين والفرصة الاشهر التى اضاعها محمد عمارة فى مباراة الجزائر بالجولة الاخيرة لنسمع الحديث المكرر بالندم والتحسر على تلك الفرص التى ضاعت و التى لو حافظنا عليها لكنا وسط الكبار. ولم تكن هناك ما نندم عليه فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2006 سوى التعادل مع بنين على ملعب الاخير و الهزيمة من كوت ديفوار فى استاد الاسكندرية وهو ما اضعف حظوظنا فى التاهل للمونديال و لكننا سريعا نسينا التصفيات مع اقتراب موعد بطولة الامم الافريقية 2006 . ولم تختلف التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 عن سابقيها فلم يلتفت احد الى اسباب الهزيمة وخرج الكثيرون يبررون اسباب الخروج بكرة بركات الضائعة فى الثوانى الاخيرة من الجولة السادسة فى التصفيات و التى لو جاءت ما أضطررنا لمباراة فاصلة و تذكر الجميع ان التعادل الغريب فى الجولة الاولى كان ايضاً احد اسباب الخروج ، وتلك المرة من الممكن نفوز بهدفين وربما بثلاثة و وقتها سيخرج الجميع يبدى حزنه الشديد للخروج ويتذكروا المباراة الأولى و تتكرر الكلمات الشهيرة " ياااااااه لو ضربة الجزاء بتاعت غانا كانت اتصدت يااااه لو الهدف السادس لم يحرز ". وسيخرج اعضاء اتحاد الكرة يعذرون عن المباراة الاولى و يختزلون الخروج المعتاد من المونديال بسوء الحظ الذى لازم الفريق فى مباراة كوماسى ويخرج الجهاز الفنى ليشكر اللاعبيين على مجهودهم و يصرح برادلى انه قضى فترة سعيدة فى مصر وينتهى الامر عند ذلك فى مشهد معتاد. ولن يلتفت أحد ان هناك منظومة فاسدة لابد من إصلاحها أن هناك اتحاد كرة ضعيف غير قادر على ان يكون اقوى او حتى تنظيم مسابقة ان هناك فساد فى لجان هذا الاتحاد وفى اختيار مدربى منتخبات الناشئيين و الشباب ولا ان هناك اندية لا تؤهل لاعبيها للاحتراف و الفكر الاحترافى ولن يتحدث احد عن كيفية التواجد الفعلى وسط الكبار وكل عام وانتم بخير و حتى نتقابل فى مقال أخر فى نوفمبر 2017 إذا ما كتب الله لى الحياة و ستكون بالطبع عقب الخروج من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018.