" دخلنا في حسبة برمة" ... هي جملة اعتيادية دائما ما تكون مرتبطة بموقف منتخب مصر في تصفيات كأس العالم منذ قديم الازل، ولكن ما السبب الرئيسي الذي يجعلنا دائما ما نقول هذه الجملة، ما الذي يحدث ليجعلنا من فريق مرشح للتأهل لفريق يصارع من اجل الترشح ودائما وابدا ما يفشل في النهاية؟ ان الاجابة ببساطة هي "عقدة الجولة الثانية". فبالعودة بالذاكرة الي الماضي سنجد ان الجولة الثانية في التصفيات دائما ما تكون هي السبب الرئيسي في تضاؤل امال المنتخب في تصفيات المونديال منذ تصفيات نسخة 1998 والتي اقيمت في فرنسا وحتي اخر تصفيات لنسخة عام 2010 والتي اقيمت في جنوب افريقيا. تصفيات 1998 في تصفيات نسخة المونديال الفرنسي لعام 98، وقعت مصر في المجموعة الثانية بعد ان تم اعفائها من خوض الدور الاول والذي اقيم بنظام الذهاب والاياب. وقعت مصر في مجموعة ضمت الى جانبها كل من تونس وليبيريا وناميبيا، وكانت دائما وابدا ما تكون افتتاحية مصر للتصفيات قوية للغاية حيث تمكنت حينها من اكتساح ناميبيا في القاهرة بنتيجة 7-1. المثير للغاية ان دائما وابدا ايضا ما يكون حظ مصر سيئا جدا في التصفيات عندما يتمكن منافسها المباشر من تحقيق فوز خارج الارض في الجولة الاولى كما حدث مؤخرا من فوز غينيا علي زيمبابوي بهدف نظيف في هراري. ففي تصفيات 98، حققت تونس فوزا متأخرا خارج ارضها علي ليبيريا بهدف نظيف وهي بالطبع انتصارات تعطي دفعة معنوية للمنافس الذي عادة ما يستضيف مصر على ارضه في الجولة الثانية. وذهب المنتخب المصري لملاقاة تونس في الجولة الثانية في التصفيات في العاصمة تونس ولقى خسارة معتادة بهدف نظيف كانت هي السبب الرئيسي في تقليص فرصه في التصفيات ليخسر بعدها امام ليبيريا بهدف جورج وايا الشهير لتذهب بطاقة الترشح فيما بعد لصالح نسور قرطاج. تصفيات 2002 في تصفيات نسخة عام 2002 والتي اقيمت في كوريا الجنوبية واليابان، خاضت مصر الدور التمهيدي حيث لاقت موريشيوس في مباراتين بنظام الذهاب والاياب تمكنت من الفوز فيهما بنتيجتي 2-0 و4-2. وفي دور المجموعات، وقعت مصر في واحدة من اصعب المجموعات في تاريخها وهي المجموعة الثالثة بجانب كل من المغرب والجزائر والسنغال وناميبيا. وكالعادة بدأت مصر التصفيات بقوة حيث حقق الفريق تعادلا ثمينا خارج الارض امام السنغال في داكار وكان هو الفريق الاقرب لتحقيق الانتصار لولا الهدف الصحيح الذي الغاه الحكم في الشوط الثاني. ولكن المنتخب المصري اضاع هذه البداية الجيدة في الجولة الثانية عندما اضاع نقطتين سهلتين للغاية في القاهرة بالتعادل السلبي امام المغرب في مباراة شهدت اشهر فرصة ضائعة في تاريخ الكرة المصرية لطارق السعيد عندما انفرد بالمرمي المغربي تماما وراوغ الحارس ولكنه وضع الكرة خارج الملعب والمرمى خالي من حارسه. صارع المنتخب بعد هذه الجولة كالعادة في "حسبة برما" ليضيع بعضها نقاط امام الجزائر وناميبيا لتذهب بطاقة الترشح في النهاية لصالح منتخب السنغال مفاجأة هذه التصفيات. تصفيات 2006 في تصفيات نسخة 2006 والتي اقيمت في المانيا، وقع المنتخب المصري في المجموعة الثالثة بجانب كل من كوت ديفوار والكاميرون وليبيا والسودان وبنين. وكالعادة بدأ المنتخب المشوار بقوة ثلاثية الدفع عندما تمكن من سحق السودان في ارضها ووسط جماهيرها بنتيجة 3-0. وتنبأ الجميع بمشوار جيد للمنتخب في رحلة التصفيات، ولكن هذه التنبؤات راحت هباء في الجولة الثانية "كالعادة" عندما لقى الفريق خسارة مفاجئة امام كوت ديفوار في مدينة الاسكندرية بنتيجة 1-2 ليبدأ الفريق ايضا "كالعادة" في الدخول في حسبة برما وحساب النقطة ليضيع نقاط بعدها امام بنين وليبيا والكاميرون وكوت ديفوار نفسها التي خطفت بطاقة الترشح في نهاية التصفيات. تصفيات 2010 في تصفيات نسخة 2010 والتي اقيمت في جنوب افريقيا، اعفي المنتخب المصري من الدور التمهيدي ليبدأ مشواره بداية من الدور الثاني حيث وقع في المجموعة الثانية عشر بجوار كل من مالاوي والكونغو الديمقراطية وجيبوتي. ولم تكن هذه المجموعة مؤهلة بشكل مباشر للنهائيات حيث كانت تؤهل متصدرها فقط للدور الثالث والذي اقيم بنظام المجموعات ايضا وهو ما سنتحدث عنه بعد قليل، ورغم ذلك الا ان المنتخب لقى الهزيمة الوحيدة فيه في الجولة الثالثة عندما خسر خارج ارضه في مالاوي بهدف نظيف قبل ان يحقق العلامة الكاملة في المباريات الخمس الاخرى. وتصدرت مصر المجموعة لتصعد الى الدور الثالث حيث وقعت في المجموعة الثالثة بجانب كل من الجزائر وزامبيا ورواندا. ولم تبدأ مصر التصفيات ببداية قوية كعادتها حيث خسرت نقطتين ثمينتين على ارضها عندما تعادلت مع زامبيا 1-1 ولكنها كعادتها خسرت في الجولة الثانية خارج ارضها امام الجزائر بنتيجة 3-1. ورغم تدارك المنتخب لموقفه بنهاية التصفيات وتمكنه من معادلة نقاط الجزائر الا انه خسر بطاقة الترشح في اللقاء الفاصل الشهير معه في السودان. ونحن الان قبل ايام قليلة من خوض المنتخب لمباراته الثانية في تصفيات نسخة 2014 والتي ستقام في البرازيل، هل يتمكن المدير الفني الامريكي بوب برادلي من كسر عقدة "الجولة الثانية" للتصفيات وعبور مطب كوناكري عندما يحل ضيفا علي المنتخب الغيني؟ سؤال سنرى اجابته بكل تأكيد عقب نهاية اللقاء المقرر لها يوم الاحد 10 يونيو. لمناقشة التقرير مع الكاتب والتواصل معه عبر الفيسبوك برجاء الضغط هنا