على قدم وساق يواصل حزب الله بناء قوته في جنوبلبنان عبر توسيع شبكة الأنفاق الخاصة به، ونقل مركز ثقله الاستراتيجي من شمال وجنوب نهر الليطاني إلى منطقة البقاع على الحدود السورية اللبنانية كي يستطيع استقبال شحنات السلاح المهربة له من إيران عبر الأراضي العراقية والسورية وصولا إلى لبنان. تصعيد متبادل بين طهران وتل أبيب.. ما سيناريوهات الرد الإيراني حال اندلاع حرب؟ من جانبها تنظر إسرائيل بعين الترقب والحذر من نشاط حزب الله ومواصلة تعزيز قدراته العسكرية وتطوير أساليب المواجهة لديه، وأصدر معهد "ألما" الإسرائيلي المتخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية تقريراً جديداً تطرّق فيه إلى شبكة الأنفاق التابعة ل"حزب الله" في جنوبلبنان، مشيراً إلى ما أسماه "المسار المحتمل للأنفاق" الذي يُقدَّر امتداده بنحو 45 كيلومتراً. ووفق التقرير، نفّذت القوات الإسرائيلية غارات جوية على منطقة إقليم التفاح الواقعة شمالي نهر الليطاني، في محيط مدينة النبطية وجنوب غرب منطقة جزين، موضحاً أنّ الضربات استهدفت "مركز تدريب يعود لوحدة الرضوان في حزب الله، إضافةً إلى مواقع لإطلاق الصواريخ". ويدّعي المعهد أنّ "المنطقة تضم بنية تحتية واسعة للأنفاق التابعة لحزب الله، تُعدّ بمثابة أنفاق استراتيجية"، لافتاً إلى أنّ "جزءاً من هذه البنية عبارة عن مقاطع تحت الأرض يصل مجموع أطوالها إلى عشرات الكيلومترات". كما أشار التقرير إلى أنّ "حزب الله أجرى منذ عام 2008 أعمال تحصين في تلك المنطقة، مستخدماً كميات كبيرة من مواد البناء، وأنّ الإنشاءات تحت الأرض نُفّذت بالتعاون مع شركة كورية شمالية متخصّصة في هذا النوع من المشاريع تُعرَف باسم (شركة كوريا لتطوير التعدين والتجارة)". ووفق التقرير ذاته، فإنّ "مؤسسة جهاد البناء التابعة لحزب الله تولّت تنفيذ عمليات التشييد، بالاستعانة بشركات هندسية مدنية تربطها علاقة بالحزب، بينما تولّى الإيرانيون الإشراف الكامل على المشروع". ويشير معهد "ألما" كذلك إلى دراسة كان قد نشرها عام 2021 حول أنفاق حزب الله في جنوبلبنان، معتبراً أنّ "هذه الأنفاق ليست مجرد ممرات محلية، بل منظومة مترابطة تمتد لعشرات الكيلومترات وتصل بين ثلاث مناطق يعتبرها الحزب استراتيجية: بيروت حيث مركز القيادة، ومنطقة البقاع التي تشكل العمود الفقري اللوجستي والعملياتي، وجنوبلبنان حيث المواقع الدفاعية الأساسية". ويتابع التقرير أنّ "هذه الأنفاق تربط أيضاً بين المناطق الفرعية في الجنوب، أي خطَّي الدفاع الأول والثاني، ممّا يمنح حزب الله قدرة على تحريك قواته بين مختلف النقاط بعيداً عن المراقبة وفي ظروف يُعتقد أنها أكثر أمانًا". ويأتي التقرير ضمن سلسلة من التقارير التي تبثّها وسائل إعلام ومراكز بحث إسرائيلية بشأن أنفاق حزب الله وأعمال الصيانة والتدعيم التي يُقال إنّ الحزب يجريها على منشآته العسكرية والميدانية.