تحليل مباراة انتصار ميلان على أودينيزي بهدف دون رد ... استعاد ميلان نغمة الانتصارات في الدوري الإيطالي بانتصاره على ضيفه أودينيزي في سان سيرو بهدف دون رد أحرزه والتر بيرسا بتسديدة ممتازة في الشوط الأول من لقاء الجولة الثامنة في البطولة. ميلان | تحسن ملحوظ، وظهور للإيجابيات ربما لا يبحث أي أحد في ميلان الآن بداية من الرئيس والمالك سيلفيو بيرلسكوني ونهاية بالمشجعين سوى على النقاط الثلاثة، فالفوز هو فقط المطلوب من مباريات المرحلة الحالية والتي بدأت اليوم بمواجهة أودينيزي، هذا لأن الفوز يُحقق الكثير من المكاسب بغض النظر عن الأداء ... فالفوز يهدئ الأجواء ويرفع معدلات الثقة في الفريق وبالفريق، ويُحسن من وضع الفريق في جدول الترتيب، ويمنح أليجري فرصة العمل في هدوء لتحسين الأداء وهو أخيرًا الإعداد النفسي والذهني الأفضل للمباريات القادمة خاصة مواجهة برشلونة في دوري الأبطال. ميلان لم يحقق الفوز فقط اليوم وإن كان ذلك كافٍ فقط ليُرضي الجماهير، لكن الجيد خلال المباراة أن الفريق تحسن بشكل ملحوظ وأظهر إيجابيات مهمة أبرزها العمل الممتاز في وسط الملعب والذي قاد الفريق للفوز على منافسه سواء ظهور مونتوليفو الرائع في عمق الملعب أو العمل الممتاز دفاعيًا لمونتاري في اليسار والقوي هجوميًا لبولي في اليمين، وقد ساعدهم بيرسا أيضًا في منح اللمسة الفنية لمجموعة الوسط وربطها بالخط الأمامي. من الإيجابيات أيضًا ظهور الدفاع بشكل أفضل ولو نسبيًا عن المباريات السابقة، صحيح أن أودينيزي قدم في تلك النقطة مساعدة كبيرة لكن هذا لا يمنع إيجابية أداء المنظومة الدفاعية في الفريق سواء من الطرف أو العمق وهذا يعود بشكل كبير لعمل الوسط في الضغط الدفاعي والتغطية الممتازة في الأطراف وحسن التمركز على حدود منطقة الجزاء وتحرك مونتوليفو بين الخطوط بشكل رائع، ومن الأمور الجيدة في الدفاع أيضًا تحسن التعامل مع الكرات الهوائية. من أهم إيجابيات المباراة للميلان هو تخطي الحارس "جابرييل" الاختبار الصعب واكتساب جرعة مهمة من الثقة قد تمهد له الطريق للبقاء في التشكيل الأساسي للروسونيري بعد تعافي أبياتي، فالحارس البرازيلي كان مطلب الجميع في ميلان بعد الأداء المتواضع لأبياتي وقد حصل اليوم على الفرصة لكن في توقيت صعب وظروف صعبة، ورغم هذا فقد لعب مباراة جيدة جدًا وكان على قدر المسؤولية في جميع اللقطات التي ظهر بها وإن لم تكن بالصعبة سوى في لقطة تسديدة دي ناتالي الثابتة ... خروج جابرييل بشباك نظيفة من مواجهة أودينزي إيجابية مهمة قد تظهر بقوة في المباريات القادمة. أداء ميلان هجوميًا تحسن قليلًا أيضًا على صعيد صناعة الفرصة، فاليوم التحركات من الطرفين كانت جيدة للغاية، ودور بيرسا في دعم الهجوم بعمله الفردي والجماعي كان ملموسًا، والجهد الفردي لبولي كان واضحًا ومثمرًا ومنتجًا، وعمل ماتري الجماعي كان مقبولًا تمامًا، وظهور روبينيو كان من الأفضل هذا الموسم، ومشاركة كاكا كانت جيدة جدًا وأظهرت بوادر إيجابية، ولكن النقطة السلبية كانت حاضرة فيما يخص اللمسة الأخيرة ومن الجميع ولولا تلك السلبية لخرج الفريق منتصرًا بفارق هدفين أو ثلاثة على الأقل .... تلك اللمسة السلبية حلها عودة بالوتيلي ربما، لأنه المهاجم الذي لا يهدر في ميلان إلا نادرًا، لكن في ظل غيابه فالمدرب أليجري عليه منح تدريبات خاصة لمهاجميه ولاعبي وسطه على التعامل مع الكرة داخل منطقة الجزاء وإلا فالثمن قد يكون غاليًا لمثل تلك الفرص الضائعة. أخيرًا أطرح نقطة لابد أن ينتبه لها المدرب أليجري، من يلعب في عمق الوسط، مونتوليفو أو دي يونج؟ ... ما شاهدناه هذا الموسم وتأكد اليوم أن مونتوليفو يتألق بشكل لافت في هذا المركز ويضيف له شيء مفقود لدى الهولندي وهو اللمسة الفنية الجميلة والقدرة على منح تمريرة هجومية أمامية ممتازة بعد استخلاص الكرة، فيما الهولندي يكتفي باستخلاص الكرة ثم منحها لأقرب زميل بتمريرة بسيطة إلا نادرًا. لكن في نفس الوقت دي يونج أفضل دفاعيًا من مونتوليفو خاصة في الالتحامات الفردية والجهد البدني بجانب قدرته الأفضل على إفساد هجمات المنافسين. في نفس النقطة علينا ألا نهمل المستوى الممتاز لأندريا بولي في الجانب الأيمن من الوسط وصعوبة جلوسه على الدكة وكذلك صعوبة تواجد القائد في مركز صانع اللعب مع تألق بيرسا وعودة كاكا !! هي "ورطة" على أليجري أن يجد حلًا لها، وباعتقادي أن الحل الأفضل إيجاد مركز آخر لدي يونج، إما في الجانب الأيسر من الوسط أو ربما في قلب الدفاع أو أن يُغير من طريقة اللعب لتتحول إلى 4-2-3-1 بتواجد الثنائي معًا ووضع بولي في اليمين وكاكا في اليسار وبينهما بيرسا خلف المهاجم بالوتيلي. أودينيزي | تراجع واضح، وخطأ متكرر أودينيزي ربما لعب أسوأ مباراة له أمام الميلان وأسوأ مباراة له هذا الموسم، فالفريق لم يقدم الكثير دفاعيًا وكاد أن يخسر بنتيجة كبيرة لولا سوء اللمسة الأخيرة للاعبي الميلان، ولم يقدم شيء يُذكر هجوميًا سوى ركلة ثابتة سددها دي ناتالي !! وفي وسط الملعب كانت المشكلة الأكبر والتي كانت خلف ضعف الدفاع وعقم الهجوم .... باختصار، أودينيزي نسخة سيئة جدًا ساعدت ميلان كثيرًا اليوم. الأداء الدفاعي السيء كان خلفه مجموعة الوسط بشكل خاص، فالطرفين باستا وسيلفا لم يُقدما الدعم المطلوب ولم يصمدا أمام أطراف ميلان المتحركة والقريبة من بعضها البعض سواء نتحدث عن أباتي وبولي وبيرسا في اليمين أو كونستان ومونتاري وروبينيو في اليسار، أما الثلاثي بينزي وآلان ولادزاري فلم يكن حالهم أفضل كثيرًا وخضعوا لأفضلية واضحة من ثلاثي وسط الميلان المقابل خاصة لادزاري الذي لم يستطع إيقاف خطورة بولي أبدًا فيما ظهر التوتر على أداء آلان على غير المعتاد وحرمه من مساعدة فريقه بتمريراته الطولية والبينية الممتازة. أداء أودينيزي العقيم والسيء جدًا هجوميًا لم يكن خلفه الأداء السلبي لمجموعة الوسط فقط، بل الأهم والأكثر تأثيرًا كان اختيار المدرب فرانشيسكو جيودولين وضع بيريرا خلف دي ناتالي في الهجوم ليقوم بأدوار صانع اللعب والمهاجم المتحرك ويترك القائد في الأمام ... هذا الخطأ المتكرر للمدرب المخضرم في المباريات هذا الموسم يؤدي لعقم الهجوم بأكثر من سبب، فأولًا هو يضع دي ناتالي فريسة قلبي دفاع المنافس في مواجهة صعبة على لاعب بخصائص وقدرات دي ناتالي البدنية، وثانيًا هو يحرم هجومه من خطورة التوتو وتحركاته بالسرعة والمهارة خارج منطقة الجزاء وخلق المساحات والتسديد من بعيد لأنه ببساطة يبقى في الأمام وسط الزحمة مما يحرمه كل تلك المميزات ويحد من أدائه كثيرًا، وبالتالي النقطة الأولى والثانية أدت لخسارة دي ناتالي في الهجوم وتلك خسارة لا تعوض. أما النقطة الثالثة فهي حرمان أودينيزي من مهاجم متمركز قوي داخل المنطقة ومهاجم متحرك ممتاز خارجها لأن توتو لم يقم بالمهمة الأولى وبيريرا صعب جدًا أن يقوم بالثانية، وكان الأفضل إما البدء برانيجي أو مورييل بجانب توتو واعتماد طريقة 3-5-2 صريحة بدلًا من 3-5-1-1. تغييرات جيودولين تستحق الإشادة لأنها أصلحت أخطاء الفريق، فالمدرب وإن تأخر كثيرًا جدًا في التغيير لكنه في النهاية خضع للمنطق وأشرك مورييل بدلًا من باستا وأعاد بيريرا للجانب الأيمن من الوسط، ومن ثم غامر أكثر للهجوم وأشرك زييلنسكي بدلًا من بينزا وإن كنت أرى أن الأفضل كان إشراك رانيجي في ذلك التوقيت بدلًا من تأخر إشراكه للدقيقة 89 لأنه ربما أفضل من يستغل ضعف تعامل دفاع ميلان مع الكرات الهوائية بطوله وقدراته الجسمانية وإجادته التعامل مع الكرات الهوائية.