الإيجابيات: رد الفعل الذي أظهره بارما عقب تأخره بالهدف كان رائعًا، فقد تحول الفريق من الأداء الدفاعي الملتزم للهجومي الخطير خلال دقائق وبلمسات بسيطة من المدرب روبيرتو دونادوني أبرزها إشراك بيابياني في الجانب الأيمن بدلًا من روزي ... بارما أوضح خلال ذلك التحول أنه قادر على الدفاع والهجوم وقتما يحب. يُحسب لمجموعة الوسط في بارما الأداء القوي جدًا خلال المباراة، دافعوا بشكل جيد خلال الشوط الأول ومنعوا الروسونيري من الوصول الجدي لمرمى ميرانتي والذي أيضًا يجب أن يُشاد به كثيرًا، وهاجموا بشكل جيد في الشوط الثاني بقيادة المتألق جالوبا الذي يُعد من نجوم المباراة. ربما أصبح الأمر مكررًا ومملًا لكن علينا مواصلة الإشادة بالتطور والنضج الكبير لنجم الميلان حاليًا "ستيفان الشعراوي"، وإن يُؤخذ عليه في بعض اللقطات الميل للفردية في الأداء رغم وجود حلول جماعية أفضل. عودة كيفن برينس بواتينج لتقديم الأداء الذي صنع اسمه في الميلان خاصة على صعيد بذل الجهد والتضحية والالتزام والأداء الجماعي، اليوم أداء الغاني لم يكن مثاليًا لكنه كان أفضل من الفترة السابقة كثيرًا والمطلوب المزيد والمزيد. أجاد الثنائي زاباتا ويبيس في قلب دفاع الميلان وصنعا ثنائيًا مميزًا أبعد خطر هجمات بارما عن مرمى أبياتي كثيرًا، أجاد اللاعبان التغطية في الأطراف والتعامل مع الكرات الهوائية والرقابة على مهاجمي بارما خاصة أماوري ولذا رأينا جل هجمات الجيالوبلو تنتهي بالتسديد من بعيد. السلبيات: رغم إشادة المعلق علي سعيد الكعبي، إلا أني أرى إشراك المهاجم الإسباني ذو البنية الجسدية الضعيفة "بويان كيركيتش" في قلب هجوم الميلان هو خطأ كبير من المدرب أليجري وقد حرم الروسونيري من عمق هجومي داخل منطقة جزاء منافسه، ذلك لأن مدافعي بارما تفوقوا تمامًا على بويان وقت استحواذ الميلان لكن لاعب البارسا السابق ظهر جيدًا حين وُجدت المساحات في الشوط الثاني وبدأ هو يخرج من منطقة الجزاء وذلك يُحسب له .... ما تم اكتشافه من تلك المعادلة أن بويان ربما يستحق الفرصة مع الميلان، لكن كأحد لاعبي الهجوم المساند خارج منطقة الجزاء وبجانب بادزيني ليس بدلًا عنه. أعتقد أن الميلان بحاجة للفوز أكثر منه للتعادل، ولذا كان الأفضل بدء المباراة بتشكيل يعج أكثر باللاعبين أصحاب القدرات الهجومية لا الدفاعية، فالفريق بدأ ب4 لاعبين من أصل 6 في الوسط والهجوم أصحاب نزعة وقدرات دفاعية أكثر ! وهذا غير مطلوب خاصة أن الظهيرين لا يتمتعا بالقدرات الهجومية الصارخة التي تُساعد الفريق وتحتاج للتغطية الدفاعية ! ... كان الأفضل البدء ببواتينج في وسط الملعب وإقحام مهاجم إضافي في الثلاثي الأمامي أو على الأقل تواجد كونستان أو مونتوليفو بدلًا من أمبروزيني أو دي يونج في الوسط لأن ذلك يعني زيادة الحلول الهجومية للفريق بدلًا من السلبية التي عاش بها طوال أحداث الشوط الأول رغم استحواذه الكامل على الكرة. تأخر بارما كثيرًا في الظهور بالوجه الهجومي الممتاز الذي أظهره خلال الشوط الثاني، ذلك التأخير منحنا شوط أول ممل وخالٍ من المتعة كما أنه كاد أن يخسر المباراة ونقاطها بالكامل بسبب ذلك رغم أنه قادر على مواجهة الميلان الند بالند. الفردية والأنانية التي ظهرت نسبيًا في بعض فترات الشوط الثاني من نجوم الميلان أضاعت على الفريق عدد من الفرص كان يُمكن أن تحسم الفوز لصالحه وتجلب ثلاث نقاط هو في أشد الحاجة إليها. هي حسابات خاصة بالمدرب، لكني أرى أن أليجري كان يجب أن يتمتع بشجاعة وجرأة أكبر بعد هدف التعادل لبارما وبأن يبحث عن هدف الفوز بقوة أكبر لا أن يقنع بالتعادل ! ... كان الإفضل تعزيز القدرة الهجومية للفريق بالحفاظ على بواتينج ولكن نقله لخط الوسط وإخراج نوتشيرينو صاحب الأداء المتواضع، وأيضًا الحفاظ على بويان في الثلاثي الأمامي وإقحام بادزيني ليكون في عمق الهجوم ليتواجد على أرض الملعب 5 لاعبين أصحاب قدرات هجومية جيدة جدًا تساهم في الأداء الهجومي الجماعي للفريق.