مع اقتراب عام 2026، لم يعد الجدل حول الذكاء الاصطناعي في مجال الفن رفاهية فكرية، بل تحول إلى سؤال جوهري يفرض نفسه على صناع الإبداع والجمهور على حد سواء: هل نحن على أعتاب عام يشهد اقتحاما حقيقيا للتقنيات الذكية لعالم الفن، أم أن الإبداع الإنساني سيظل عصيا على الاستبدال؟. بين تجارب رائدة في الموسيقى والسينما والدراما والمؤثرات البصرية، ومخاوف تتعلق بقتل الخيال، وفقدان الروح الإنسانية، وانتهاك حقوق الملكية الفكرية، يفتح هذا التحقيق ملف الذكاء الاصطناعي في صناعة الفن، ويرصد آراء مخرجين وشعراء وخبراء، في محاولة لاستشراف ملامح المشهد الفني مع دخول عام 2026، وما إذا كان سيشكل نقطة تحول فارقة في تاريخ الإبداع أم مجرد مرحلة جديدة من تطور الأدوات. في البداية يقول د. أشرف مفيد، رئيس قطاع الذكاء الاصطناعي بشركة "ليوميديا"، الوكيل الإعلامي لراديو 90.90: من المتوقع أن يشهد عام 2026 اقتحاما حقيقيا للتقنيات الذكية في مجال الصناعة الفنية ممثلا نقطة تحول في علاقة الذكاء الاصطناعي بالفن، فالتقنيات الذكية دخلت بالفعل كل مجالات الإبداع، من الموسيقى وكتابة الأغاني، إلى السينما والدراما وكتابة السيناريو، بل وأصبح بالإمكان اليوم إنتاج عمل فني متكامل من الفكرة وحتى التنفيذ باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، فهو يفرض نفسه بقوة، وتبشر الفترة القادمة بنقلة نوعية خاصة مع انتشار Ai Agents القادرة على تنفيذ مهام متعددة في وقت واحد. وقد يصل الأمر إلى إنتاج عمل إبداعي كامل بشكل مستقل، مما يجعل هذا المجال واسعا ومتسارع التطور. ويشدد أشرف مفيد على أن توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة صناعة الفن دون قتل الإبداع يتطلب التدريب والتأهيل واكتساب المهارات اللازمة، حتى يكون الإنتاج آمنا وبعيدا عن الاستخدام العشوائي أو ما يعرف ب"هلوسة الذكاء الاصطناعي"، والتي تنتج غالبا عن إدخال أوامر غير دقيقة، فتكون النتائج مليئة بالأخطاء وغير مرضية. ويضيف قائلا: التوعية بكيفية الاستخدام الرشيد للذكاء الاصطناعي أمر بالغ الأهمية، إذ يمكن من خلاله تقديم أعمال عظيمة ومبهرة، كما يمكن في المقابل إنتاج أعمال زائفة تسيء للآخرين، لذلك يظل التدريب هو الوسيلة الأساسية للاستخدام الآمن، ولتحقيق النتائج المرجوة في مختلف المجالات وحماية المجتمع من الجانب المظلم للذكاء الاصطناعي. ويتابع: بصفتي رئيس قطاع الذكاء الاصطناعي في "ليوميديا" الوكيل الإعلامي لراديو 90.90، وهو أحد أهم المحطات الإذاعية في مصر، قمنا بالفعل بإنشاء أول مطربة بالذكاء الاصطناعي وتحمل اسم "روعة"، وقدمت أغنية تم إذاعتها خلال شهر أكتوبر الماضي، في تجربة رائدة نعتز بها، كما تم إنشاء مذيعين بالذكاء الاصطناعي يقدمون برنامجا إذاعيا أسبوعيا، يتحاورون فيه وكأنهم مذيعون حقيقيون، وهو ما يمثل شكلا جديدا من الإبداع. وجارى العمل حاليا على الإعداد لأول عمل درامي إذاعي بعنوان "الافتراضيين في العمارة ساكنين" يتناول قصة زوج وزوجته يناقشان سلبيات المجتمع من خلال الفجوة بين الواقع والعالم الافتراضي، حيث تم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في كتابة السيناريو والأداء الصوتي ونقل المشاعر بشكل يحاكي البشر. ويرى د. أشرف أن مصر دولة ثرية جدا في مجالات السوفت وير والإبداع والتكنولوجيا، بدليل أن كبرى شركات الذكاء الاصطناعي العالمية تضم فئتين أساسيتين من العاملين بها: الهنود والمصريين، مؤكدا أنه لا يرى خطرا على الفن المصري من هيمنة التقنيات الذكية، وإنما الخطر الحقيقي يكمن في سوء الاستخدام دون تدريب أو تأهيل. ويؤكد أن الحفاظ على الروح الإبداعية للعمل الفني يتطلب إشرافا بشريا واعيا، من سيناريست مدرك لأصول الكتابة، ومخرج مدرب قادر على تطويع التكنولوجيا بالشكل الصحيح، حتى لا يتحول الناتج إلى عمل مهلهل ضعيف فنيا. ويضيف: من مميزات الذكاء الاصطناعي توفير الوقت والجهد والنفقات الإنتاجية، ويضرب مثالا ببرومو مسلسل "جروبي"، المأخوذ عن رواية للدكتور يوسف حسن يوسف، حيث تم استخدام صورة قديمة لميدان طلعت حرب والعمل عليها بتقنيات الذكاء الاصطناعي لإنتاج برومو جذاب، وهو ما كان سيتطلب في الإنتاج التقليدي ميزانيات ضخمة. ويختتم حديثه بالتأكيد على ضرورة التفرقة بين الاستخدام الشرعي وغير الشرعي للذكاء الاصطناعي، موضحا أنه لا يجوز تقديم عمل عن شخصية عامة أو فنان مشهور دون الحصول على موافقته أو موافقة الورثة، احتراما لحقوق الملكية الفكرية وأخلاقيات المهنة. ويشير إلى أن الحل الأمثل هو خلق شخصيات افتراضية جديدة بصفات خاصة، كما حدث مع شخصية "روعة" التي أصبح لها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وجمهور متابع، فخلق شخصيات افتراضية للتمثيل وبطولة الأعمال الدرامية يحتاج إلى جرأة من المنتجين وإيمان حقيقي بأن هذا هو المستقبل، مشددا على أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل الإنسان، بل سيحل محل من لا يجيد استخدامه بشخص آخر أكثر وعيا وتدريبا. علاقة تكاملية وفي السياق ذاته، تؤكد خبيرة صحافة الذكاء الاصطناعي والإعلام الرقمي ومديرة مركز أخبار اليوم للتدريب والاستشارات د. رضوى عبد اللطيف أهمية الدور المتنامي للتقنيات الذكية في صناعة الفن، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي بات بالفعل حاضرا في عدد كبير من الأعمال الفنية، لا سيما في مجالات الجرافيكس ومشاهد الأكشن التي تعتمد على الانفجارات والمؤثرات البصرية المتقدمة، وتقول: " استخدام الذكاء الاصطناعي في هذه المجالات لم يعد أمرا مستقبليا، بل هو واقع قائم، ومن المتوقع أن يشهد عام 2026 توسعا أكبر في الاعتماد على التقنيات الذكية في مختلف أشكال الإنتاج الفني، وهو ما يعود إلى التطور المتسارع والمستمر لهذه الأدوات. وترى عبد اللطيف أن المخاوف المرتبطة بقتل الإبداع مبالغ فيها، مؤكدة أن الذكاء الاصطناعي لا يقصي الإنسان عن عملية الخيال والابتكار، بل يساعد صناع الفن على توسيع مساحات الإبداع، من خلال توفير الوقت والجهد، والعمل تحت توجيه مباشر من العنصر البشري مما يجعل فكرة إحلاله محل الإنسان أمرا مستحيلا. وتضيف: الذكاء الاصطناعي مهما بلغ مستوى تطوره يظل أداة مساعدة تفتقر إلى الخيال الإنساني الحقيقي. ففي مجال الكتابة يمكن لهذه التقنيات أن تلعب دورا داعما للكاتب، من خلال المساعدة في ترتيب الأفكار وتوليد المقترحات وعمليات العصف الذهني، إلى جانب المساهمة في رسم ملامح الشخصيات وبناء الحبكة الدرامية وضبط المشاهد وفق رؤية المؤلف دون أن تحل محل دوره الإبداعي الأساسي. وتؤكد أن العلاقة هنا تكاملية في جوهرها، حيث يظل الإنسان هو صاحب القرار النهائي بينما يقتصر دور الذكاء الاصطناعي على تطوير الأفكار وتنفيذها بالشكل الذي يرضي صانع العمل. أما في الموسيقى فتوضح، أن أدوات الذكاء الاصطناعي بدأت منذ سنوات في تقديم نماذج للتأليف الموسيقي الكامل، وصناعة مقطوعات وألحان، فضلا عن تحسين الصوتيات وإضافة نغمات ومؤثرات تمنح الأعمال طابعا مختلفا، ومع ذلك، تظل هذه المخرجات خالية من الروح الإبداعية للمؤلف والملحن، إذ يظل الإنسان هو المسيطر على العملية الفنية، وهو من يغذي هذه الأدوات بالأوامر والرؤية الفنية. وتشير إلى أن الذكاء الاصطناعي حقق تقدما ملحوظا في مجال تحسين الصوت، وإنتاج مؤثرات صوتية عالية الجودة يمكن الاستعانة بها في الأعمال الفنية المختلفة، بما يسهم في رفع مستوى جودة الصوت بشكل كبير. وعن فكرة الاستعانة بممثل افتراضي، ترى د. رضوى عبد اللطيف أن الصناعة لم تصل بعد إلى مرحلة النضج الكافي لتوظيف الذكاء الاصطناعي في هذا السياق، محذرة من الإشكاليات الأخلاقية والفنية المرتبطة بهذا الطرح، وتشير إلى أن عقود الفنانين في هوليوود باتت تتضمن بنودا صريحة تمنع استخدام صورهم أو أصواتهم أو محاكاة أساليب تمثيلهم بواسطة نماذج الذكاء الاصطناعي، سواء في حياتهم أو بعد وفاتهم. وتؤكد أن الذكاء الاصطناعي رغم قدرته على تقليد المشاعر، لا يزال عاجزا عن محاكاتها بشكل طبيعي أو إنساني صادق، مما يحد من إمكانية الاعتماد عليه في الأعمال الفنية المتكاملة التي تقوم في جوهرها على الإحساس والتفاعل الوجداني. وترى أن مجالات استخدامه تظل أكثر فاعلية في السياقات التي لا تعتمد على التعبير العاطفي العميق، مثل قراءة النشرات، أو إنتاج مقاطع فيديو قصيرة لمنصات التواصل الاجتماعي. وتختتم عبد اللطيف حديثها بالتأكيد على أن الكفة ما زالت وستظل في المستقبل لصالح العنصر البشري، بوصفه صاحب الفكر والخيال والقدرة الحقيقية على التعبير، مشددة على أن الذكاء الاصطناعي سيبقى أداة مساندة، لا بديلا عن الإبداع الإنساني". تكلفة أقل وفي المقابل، يقدم المخرج أمير رمسيس رؤية فنية أكثر تحفظا، مؤكدا أن العلاقة بين السينما والتكنولوجيا هي علاقة توأمة تاريخية لا تنفصل، ويقول: "الذكاء الاصطناعي يمثل أداة شديدة الأهمية لصناعة السينما، ومن الطبيعي أن يغزو مساحة كبيرة منها، لا سيما على المستوى البصري، فالمميزات التي يوفرها تكمن في خفض ميزانيات المؤثرات البصرية وتقليل الوقت والجهد، وما كان يتطلب في السابق عشرات الآلاف من الدولارات أصبح اليوم ممكنا بتكلفة أقل كثيرا بفضل التقنيات الجديدة، وهو ما يجعل من العام المقبل مرحلة توسع حقيقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي بصريا داخل الصناعة، دون أي تهديد سلبي، فالسينما كانت دائما في حالة تطور مستمر مرتبط بالتقدم التكنولوجي. أما عن كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي دون قتل الإبداع، فيؤكد أن المسألة الأساسية تكمن في الوعي بطريقة الاستخدام، مشيرا إلى أن تاريخ السينما شهد تحولات مشابهة، أبرزها الانتقال من الخام السينمائي إلى الوسيط الرقمي، ومع سهولة التعامل مع التقنية الرقمية، أفرط البعض في استخدامها، مما أسفر عن أفلام أقل قيمة، بينما تعامل آخرون معها بوعي، فكانت النتيجة أعمالا سينمائية مهمة، وهو السيناريو ذاته الذي قد يتكرر مع الذكاء الاصطناعي إذا لم يتم التعامل معه باعتباره وسيلة تنفيذ وأداة مساعدة لا عقلا بديلا عن الفكر الإبداعي. ويشدد رمسيس على أن الذكاء الاصطناعي يجب أن ينظر إليه كوسيلة تنفيذ، لا كعقل مفكر أو صانع قرار، فهو يتلقى أوامر المبدع وينفذ رؤيته، ولا يمتلك القدرة على التفكير أو خلق رؤية دون أن يتغذى على أفكار البشر. ويتابع قائلا: على مستوى الإخراج السينمائي، أرى أن استخدامه في صناعة المؤثرات البصرية بتكلفة أقل يمثل فرصة كبيرة للمخرجين، خاصة في الدول ذات الميزانيات المحدودة، حيث يتيح خلق عوالم بصرية متكاملة بإمكانات إنتاجية مخفضة. لكن في المقابل أرفض فكرة الاستغناء عن العنصر البشري، فلا أعتقد أن إخراج عمل فني قائم بالكامل على الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحقق نتائج جيدة، فالناتج سيكون عملا ميكانيكيا يفتقد للروح الإنسانية، لأن السينما في جوهرها قائمة على المشاعر، وهو عنصر لا يمكن للذكاء الاصطناعي توليده أو محاكاته بصدق، سواء في السينما أو الغناء أو المسرح أو الدراما. ويضيف: فكرة تقديم عمل فني من بطولة ممثل افتراضي قد تثير فضول البعض، لكنها ستنتج عملا يفتقد العمق الإنساني، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصنع شكل ممثل، لكنه يعجز عن خلق إحساس حقيقي، فالمشاعر لا تصدر عن الماكينات، مما يفقد المتفرج قدرته على التعاطف مع الشخصية. ويستشهد فى ذلك بتجارب سابقة تعود إلى مطلع الألفينيات، حين تم إنتاج أفلام كاملة اعتمادا على شخصيات مولدة بالكمبيوتر "CGI"، ورغم تكلفتها الإنتاجية الضخمة إلا أنها فشلت فشلا ذريعا. مؤكدا أن التطور الحقيقي لا يكمن في إلغاء الإنسان بل في تمكينه بأدوات أكثر كفاءة". الحاجة أم الاختراع ينما يرى الشاعر صابر كمال أن الذكاء الاصطناعي لم يتمكن حتى الآن من اقتحام مجالي الكتابة والتأليف، باعتبارهما قائمين في الأساس على الخيال والإبداع الإنساني، مؤكدا أن قدرات التقنيات الذكية تظل محدودة أمام جوهر الفعل الإبداعي، ويقول: " حقق الذكاء الاصطناعي تقدما لافتا في مجالات مثل التلحين والتوزيع الموسيقي، وقطع فيها خطوات مدهشة، طبعا مع ضرورة وجود إشراف بشري واع يمتلك الخبرة الفنية والقدرة على توظيف هذه التقنيات بشكل يخدم العمل ويمنحه روحا وتذوقا فنيا حقيقيا، أما في مجال الكتابة فهو غير قادر على محاكة الخيال البشرى، فمن خلال تجربة شخصية مباشرة مع الذكاء الاصطناعي منذ بدايات ظهوره، في إطار تحد لاختبار قدرته على التأليف كانت النتيجة دون المستوى، أجزمت بعدها بعدم قدرته على منافسة البشر في مجال الكتابة، واستعانة أي مؤلف به في هذا المجال تمثل مسارا مرفوضا من وجهة نظري، وإذا وصلنا إلى مرحلة يستعين فيها المؤلف بالذكاء الاصطناعي في الكتابة، فلن تكون هناك حاجة لوجود شاعر من الأساس، مؤكدا أنه لم ولن يستعين به في أعماله بأي شكل من الأشكال. وعن تقبل فكرة وجود نماذج افتراضية لمطربين، يوضح صابر كمال أن "الحاجة أم الاختراع"، ضاربا مثالا باحتمالية وجود شاعر وملحن يمتلكان أغنية جريئة ومختلفة لا يجدان من يتبناها إنتاجيا، وفي هذه الحالة قد يلجآن إلى مطرب افتراضي مولد بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم العمل. ويرى أن مثل هذه التجربة قد تكون موفقة، مشيرا إلى أنه استمع بالفعل إلى أصوات لمطربين افتراضيين تتمتع بإمكانيات صوتية مدهشة، معتبرا أن نجاح تجربة واحدة نجاحا ساحقا قد يكون مسألة وقت فقط، لكنه يحذر في المقابل من أن هذا النجاح – إن تحقق – قد يمثل "حدثا مفصليا" ونذير تحول كبير في الصناعة، حيث لن يكون ما بعده كما قبله. وفي سياق متصل، يشدد صابر كمال على ضرورة الإسراع بسن تشريعات وقوانين جديدة لحماية حقوق الملكية الفكرية، و وضع ضوابط واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الفني، لافتا إلى أن نماذج الذكاء الاصطناعي تعتمد في الأساس على التغذية بأعمال مبدعين آخرين. ويشير إلى أن جمعية "ساسام" الفرنسية كانت قد وجهت تحذيرات واضحة في هذا الشأن، مؤكدة أن هذا الأمر لن يترك دون محاسبة، خاصة أن هذه النماذج تتغذى على أرشيف فنانين حقيقيين لفهم آليات الصناعة، ثم تبدأ في إنتاج أعمال جديدة بأسلوب قريب من تلك النماذج، وإن لم تكن مطابقة لها. ويختتم كمال حديثه بالتأكيد على أن تقنين استخدام الذكاء الاصطناعي أصبح ضرورة ملحة، حتى لا نستيقظ يوما لنجد أن كل أشكال الإبداع تحولت إلى إنتاج آلي، بلا روح أو هوية إنسانية". اقرأ أيضا: الAI.. يدخل عالم تترات الدراما