يستمر الذكاء الاصطناعي في غزوه لكافة المجالات والأشكال الفنية, وتمهيدا لعرض سلسلة من أفلام الرعب والإثارة والتي سيتم صناعتها بواسطة تقنيات ال AI، تم عرض الإعلان الترويجي لفيلم الرعب «Gog and Magog» مع نهاية العام الماضي ومازلت أصداؤه مستمرة, فقد أثار ضجة كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي منذ عرض الإعلان، وهو الفصل الأخير من سلسلة «Return of the King»، المكونة من ستة أجزاء, من إنتاج شركة LoneLion المتخصصة في صناعة الأفلام باستخدام الذكاء الاصطناعي AI, ومن المقرر عرض السلسلة في الشهور الأخيرة من 2025. الفيلم يجسد قصة خروج قوم «يأجوج ومأجوج» من مخبئهم في إطار نهاية الزمان كتهديد وجودي للبشرية وفي سياق دمار شامل لكوكب الأرض, واستهلاك موارده الطبيعية, وتتسبب الأحداث في نزوح جماعي للبشر، وتظهر القصة صراعا بين الخير والشر. ذلك يثير الفضول حول كيفية تقديم تلك القصة الدينية بشكل فنى، ويفتح الباب أمام مناقشة أعمق حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الإبداع الفني، وكيفية توظيفه لتقديم موضوعات مثيرة للجدل، والمزج بين تقنيات السينما المتطورة وقصص الميثولوجيا الدينية, ومدى تقبل الجمهور العربي لها. يعد الفيلم مثالا للاستخدام المكثف لتقنيات الذكاء الاصطناعي، التي أثبتت قدرتها على غزو جميع المجالات الفنية مؤخرا، لتسهم في صناعة المؤثرات البصرية وتصميم الشخصيات بطريقة مبتكرة. فقد أصبح الآن جزءا لا يتجزأ من صناعة السينما، حيث بدأ في إعادة تشكيل الطريقة التي يتم بها كتابة النصوص، تصوير المشاهد، وحتى تصميم الشخصيات, في «Gog and Magog»، تم استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء مخلوقات مخيفة ومشاهد تجسد الدمار الشامل للأرض تبدو وكأنها خارجة من أسطورة قديمة، مما يفتح بابا جديدا في عالم أفلام الرعب, هذه الثورة التقنية تعتبر تجربة جديدة في مجال يتسم دائما بالإثارة والتشويق، لكنها تأتي أيضا محملة بالجدل بسبب حساسية الموضوع الذي يتناوله، مما يثير تساؤلات حول كيفية ومدى تقبل معالجة القصص الدينية في إطار سينمائي. اعتمدت شركة «LoneLion» بالكامل على تقنيات الذكاء الاصطناعي في كافة مراحل إنتاج الفيلم حيث تم تخيل وتطوير مظهر قوم «يأجوج ومأجوج» عبر أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة قادرة على إنشاء مخلوقات مخيفة وتفاصيل معقدة بشكل يفوق إمكانيات التصميم التقليدي, النتيجة جاءت بشخصيات أقرب إلى الكائنات الزومبية المرعبة التي تهيمن على الأرض. استخدمت أيضا التكنولوجيا لإنشاء بيئة دمار عالمي تحاكي سيناريوهات نهاية الزمان, شملت هذه البيئة مدنا مدمرة، وملايين اللاجئين، ومشاهد طبيعية مهيبة تظهر التحول الكبير في الأرض, كل ذلك تم إنتاجه بدقة باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي لتحليل الجغرافيا والفيزياء لتكون المشاهد أقرب إلى الواقع. كما ساهم الذكاء الاصطناعي في تطوير المؤثرات البصرية من خلال تحليل بيانات ضخمة حول كيفية تفاعل الجمهور مع عناصر الرعب والإثارة، وتصميم مشاهد تثير التوتر والرهبة لدى المشاهدين, حيث يتم تجسيد الشخصيات والمخلوقات المرعبة من خلال برامج تصميم ثلاثية الأبعاد، منها Adobe After Effects لإنشاء تأثيرات مرعبة، مثل الأشباح أو الظلال المتحركة، Houdiniلإنشاء مؤثرات ديناميكية مثل الانفجارات، الدماء، أو حركات الكائنات غير الطبيعية، Blenderلإنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد وتطوير بيئات مرعبة. ليس هناك تأكيد رسمي حتى الآن أن السيناريو بالكامل سيتم كتابته باستخدام الذكاء الاصطناعي, ومع ذلك، يذكر أن شركة LoneLion، المعروفة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنتاج الأفلام، قد تكون اعتمدت على أدوات الذكاء الاصطناعي في جوانب معينة من تطوير الفيلم، مثل تحسين الحوارات أو اقتراح أفكار إبداعية، وهو ما أصبح شائعا في صناعة الأفلام الحديثة باستخدام أدوات كتابة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتطوير سيناريو الفيلم، مما يسهم في إنشاء حوارات ونصوص قد تكون أكثر تأثيرا. يقود الفيلم المخرج سرور زاهر خان، الذي اشتهر بأعماله في مجال المؤثرات البصرية، مثل Riddick, أما البطولة فتعود للنجم العالمي هيو جرانت، الذي يجسد شخصية رئيسية في مواجهة التهديدات العالمية. من المقرر عرض الفيلم في يناير 2025، وقد حقق الإعلان التشويقي مشاهدات تجاوزت 230 ألفا في أيام قليلة، مما أثار نقاشات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي, أشاد البعض بالإبداع البصري، بينما أعرب آخرون عن قلقهم من تناول موضوعات دينية حساسة. ورغم الجدل، يبقى الفيلم شاهدا على قدرة التكنولوجيا على إعادة تعريف حدود الإبداع السينمائي، خاصة في نوعية أفلام الرعب والإثارة, فهو ليس مجرد فيلم رعب، بل تجربة تقنية وفنية ترسم ملامح مستقبل السينما، حيث يجتمع الخيال البشري مع إبداع الذكاء الاصطناعي لصناعة أفلام بمزيدا من الإبهار. وسيظل الجدل قائما حول هذا الفيلم حتى عرضه، لكن المؤكد أنه سيشكل نقطة تحول في صناعة الأفلام، ليس فقط بفضل قصته المثيرة، بل أيضا بفضل التقنية التي تقف وراءه. اقرأ أيضا: «ندوتو».. كيف تصنع فيلم في أسبوع بالذكاء الاصطناعي؟