في خطوة جريئة ومبتكرة تضاف إلى مسيرته الفنية، قدم محمد حماقي أغنيته «حبيت المقابلة» في عام 2023 بطريقة جديدة ومثيرة للاهتمام، حيث تم استخدام تقنيات الذكاء الإصطناعي في صناعة الفيديو كليب الخاص بها وتصميم المشاهد في بيئات افتراضية بالكامل، مزجت بين الواقعية والخيال، ووفرت تجربة بصرية تجذب الأنظار, يعد هذا العمل أول تجربة في الوطن العربي لتقديم أغنية مصورة باستخدام الذكاء الإصطناعي، وهو ما يجعل هذه التجربة رائدة في مجال صناعة الفيديو كليبات. لم يكن الفيديو كليب لأغنية «حبيت المقابلة» مجرد استخدام تقنيات متقدمة في التصوير والإخراج، بل تم دمج الذكاء الإصطناعي بشكل أساسي في التصور الفني بالكامل للكليب نفسه من خلال استخدام وتطويع تطبيقات معينة, ومن أبرزها كانت إنشاء شخصيات رقمية تحاكي الواقع بأسلوب فني مبتكر, تم تصميم شخصيات وبيئات بتقنيات مثل «الرسوم المتحركة بالذكاء الإصطناعي» (AI-Generated Animation)، حيث ساعدت هذه التقنية في إنتاج مشاهد تحاكي الواقع بشكل سريع ودقيق دون الحاجة لتصوير تقليدي. ومن خلال الذكاء الإصطناعي، تم تحسين الصور والفيديوهات بشكل مبتكر، حيث يمكن للتقنيات الحديثة تحسين جودة الإضاءة، وضبط الألوان، وتعديل التفاصيل البصرية بشكل يعكس رؤية المخرج بدقة, كما تم استخدام برامج معينة لتحسين وتطوير المشاهد بصريا لتتناسب مع الموسيقى والإحساس العام للأغنية, وتحليل الكلمات والألحان لتقديم اقتراحات بصرية تتناسب مع الطابع العاطفي والموسيقي للأغنية, وتوليد مؤثرات بصرية معقدة مثل الإضاءة الديناميكية والتغيرات الزمنية. مع إضافة مؤثرات خاصة تتفاعل مع الموسيقى بشكل مباشر، مما منح الكليب طابعا متجددا ومختلفا. ومع استخدام الذكاء الإصطناعي، لم يغفل حماقي وفريقه عن أهمية الحفاظ على جوهر العمل الفني، حيث كان التعاون بين المبدعين في هذا المشروع بمثابة موازنة بين الحداثة والأصالة, المخرج يوسف حماد، الذي أخرج الكليب، كان له دور كبير في ضمان أن تكون التقنيات المستخدمة تدعم فكرة الأغنية وتوجهاتها الإبداعية دون أن تشتت انتباه المشاهد عن الرسالة الموسيقية والعاطفية, وضم طاقم العمل الذي شارك في هذا المشروع, كبار المبدعين في العالم العربي، منهم تامر حسين الذي كتب كلمات الأغنية، وعزيز الشافعي الذي لحنها، وتوما الذي قام بتوزيعها، إضافة إلى جيتار مصطفى أصلان وطبلة سعيد الأرتيست، مما يعكس التناغم بين الإبداع الفني والتقنية الحديثة. وأكد محمد حماقي في تصريحات سابقة أن الهدف من استخدام الذكاء الإصطناعي في هذا المشروع كان تقديم عمل جديد يواكب التطورات التكنولوجية في العالم الفني، مع الحرص على استخدام هذه التقنية بطريقة سليمة لا تتعدى على حقوق الفنانين الآخرين أو تشوه قيمة المحتوى الفني, ومن خلال ذلك، شدد على أهمية محاسبة أي شخص يسيء استخدام هذه التقنية، خصوصا في ظل المخاوف من استخدام الذكاء الإصطناعي في تزييف الأعمال الفنية أو سرقة حقوق الملكية. ورغم أن هذه التجربة كانت رائدة في عالم الأغاني العربية، إلا أن هناك العديد من التحديات التي قد تواجه استخدام الذكاء الإصطناعي في الأعمال الفنية، وخاصة في مجال الغناء, من أبرز هذه التحديات هي الحاجة إلى محاكاة مشاعر الإنسان بشكل دقيق، بالإضافة إلى المخاوف بشأن حقوق الملكية الفكرية والمحتوى المزيف الذي قد يتم إنشاؤه باستخدام تقنيات الذكاء الإصطناعي. ومن جانب آخر، تفتح هذه التقنيات أبوابا جديدة للإبداع في المجال الفني، بما يسمح للفنانين بابتكار أفكار غير مسبوقة وتقديم أعمال فنية بشكل أسرع وأكثر فعالية، فهو يلعب دورا كبيرا في خفض التكاليف وتسريع العملية الإنتاجية بدلا من السفر لتصوير المشاهد أو إنشاء مواقع تصوير ضخمة، قام الذكاء الإصطناعي بإنشاء عوالم افتراضية بدقة عالية. فاستخدامه في إنتاج الكليبات سيؤدي بلا شك إلى تغييرات كبيرة في كيفية صناعة المحتوى الفني في المستقبل, مع تطور هذه التقنيات، يمكن لصناع الفن الوصول إلى نتائج غير ممكنة سابقا، بما في ذلك إنشاء مشاهد ثلاثية الأبعاد وواقعية، وتحقيق تأثيرات بصرية غير مسبوقة، وحتى توجيه الأفراد إلى ابتكار طرق جديدة للتعبير الفني. في النهاية، قدم محمد حماقي مع «حبيت المقابلة» أول خطوة جريئة ومثالا حيا على كيفية استفادة صناعة الموسيقى من التقنيات الحديثة, تجربة أثبتت أن التكنولوجيا ليست بديلا عن الإبداع البشري، بل أداة تعزز منه, وعلى الرغم من مرور عامين على إطلاق الكليب، إلا أن هذه التجربة تمثل بداية استخدام الذكاء الإصطناعي في إنتاج الفيديو كليب بالوطن العربي، ما يجعلها نموذجا ملهما للفنانين لاستكشاف إمكانيات هذه التقنية ويجعلها نقطة انطلاق لتحولات جديدة في الصناعة, كما أنها تذكير بضرورة الاستفادة من التكنولوجيا في تطوير المحتوى الفني وإبقائه متجددا وجاذبا للأجيال الجديدة, وفتح آفاقا واسعة للإبداع وتحقيق التوازن بين التكنولوجيا والفن. اقرأ أيضا: «ندوتو».. كيف تصنع فيلم في أسبوع بالذكاء الاصطناعي؟