خروج منتخبنا الثانى من كأس العرب ليس نهاية المطاف، فالبكاء على اللبن المسكوب لا يجدى، بل يزرع اليأس ويطرد الأمل فى النهوض، فلكل جواد كبوة، وكبواتنا فى كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى كثيرة، لا تعد ولا تحصى. يؤسفنى أن نطلق على منتخباتنا أسماء المديرين الفنيين، فهذا منتخب طولان، وذاك منتخب حسام حسن، فالمنتخبات كلها منتخبات مصر صاحبة الحضارة والتاريخ، لذا يجب علينا عدم التركيز على الأشخاص، بل التفكير فى مشروع قومى للنهوض بالرياضة بشكل عام، مثلما فعلت الأردن على يد الجنرال المصرى كابتن محمود الجوهرى، وأظن أننا لا تنقصنا الخبرات والكفاءات. المشكلة ليست فى خروجنا من كأس العرب، المشكلة فى أننا لم نلعب كرة، وظهرنا بصورة غريبة لا تمت للكرة بصلة، والمنتخبات التى خرجت معنا ظهرت مع الأسف أفضل فنياً من منتخبنا، فقد خرج منتخب الجزائر، وهو المصنف الأول وحامل اللقب، لكنه خرج بشرف. وكذلك خرجت منتخبات الكويت والبحرين والسودان وجزر القمر.. ناهيك عن المستويات المبهرة التى قدمتها منتخبات الأردن وسوريا وفلسطين. الركون للأعذار لا يجدى، وعلينا فقط النظر للمستقبل والتعلم من أخطاء الماضى، وأن نقف جميعاً بالمساندة والدعم لمنتخبنا الأول الذى يبدأ خلال أيام رحلة التحدى فى كأس الأمم الإفريقية التى غابت عنا لسنوات. الرياضة لم تعد «تشليت وكر وفر»، بل صناعة وعلم وتنشئة، وهى مقياس لتقدم الشعوب، وعلينا أن نعى الدرس، فلم يعد التمثيل المشرف فى المناسبات الرياضية الكبرى يناسبنا، فنحن نستحق الأفضل. كل الامنيات لمنتخبنا بالتوفيق فى كأس الأمم الإفريقية، والحصول عليها سيكون بمثابة الفأل الحسن لتحقيق نتائج مشرفة فى مونديال العالم 2026.