هزيمة المنتخب المصري في غانا 6 /1 كانت صدمة قوية، ولكن أتمنى أن نتوقف كشعب عن جلد الذات، فمصر مرت بثلاث سنوات عصيبة ليس فقط سياسيا، ولكن أيضا رياضيا، واجتماعيا. وما بين حادث بورسعيد، وتوقف الدوري والكأس، وإلغاء المباريات، ومباريات بلا جمهور، ودور الإخوان في كل هذا.. فقد أرادوا أن يكسروا كل ما هو جميل في مصر، ما بين كسر الشرطة، ومحاولات كسر الجيش، كان هناك أيضا محاولات لكسر فرحة الشعب المصري بكل شيء حتى إن كان انتصارا رياضيا. الواقع أن المنتخب هزم هزيمة قاسية، وأعتقد أنه لن يصلحها، فكما ظلم الشعب المصري وظلمت قدرته على المقاومة وعلى الانتصار، يبدو أنه قدر كل شيء في مصر أن يظلم. فقد كان هناك تفاؤل كبير لدى الجماهير، فكوماتسي تحمل ذكرى انتصارات وتفوق المنتخب المصري في مجمل المقابلات، ففي 2008 جاءت الانطلاقة المبهرة للمنتخب بكأس الأمم الأفريقية.. تصدروا مجموعتهم برصيد 7 نقاط من الفوز التاريخي على الكاميرون 2/4 والسودان بثلاثية نظيفة والتعادل مع زامبيا 1/1 في الدور الأول للبطولة، وفازوا على أنجولا 1/2 في دور الثمانية، وعلى كوت ديفوار برباعية تاريخية مقابل هدفين، ثم توج الفراعنة أبطالا لأفريقيا على حساب الكاميرون في أكرا. لقد شاهدت مبارة مصر وغانا وشاهدت الجماهير وحماسها وحرصها على منتخبها وحبها له، فعلى شاشة التليفزيون شاهدت ردود الأفعال على الهزيمة القاسية بستة أهداف لهدف وحيد أمام منتخب غانا، كان أحد المشجعين يخفي وجهه الباكي خلف كفيه، قائلا: "من الصعب جدا تحمل هذه الهزيمة القاسية"، فيما سيطرت الصدمة على زملائه أمام شاشة كبيرة في منطقة مقاهي البورصة في القاهرة.. فقد خرج آلاف المصريين إلى الشوارع لمشاهدة المباراة معربين عن الأمل بالانتصار في أول أيام عيد الأضحى المبارك. وعلى وقع الألعاب النارية، ألهب الشباب المشجعون المشاعر باستخدام الطبول العملاقة، ليهتف الجميع خلفهم "مصر.. مصر".. كانت الأجواء التي بدت احتفالية تنتظر نصرا ما، إلا أن الحماس سرعان ما تحول إلى صمت ووجوم مع توالي دخول الأهداف مرمى منتخب مصر. ومع الهدف الخامس لغانا، أصيب شاب بالإغماء بعدما دخل في نوبة عصبية مفرطة حزنا على اتساع فارق النتيجة، وبدأ المشجعون في مغادرة المقاهي بعدما فقدوا الأمل في تعويض الخسارة، فهذه الهزيمة هى الأسوأ لمنتخب مصر لكرة القدم منذ الهزيمة 5-1 أمام السعودية في كأس القارات عام 1999. ورغم هذا فأنا أعلم تماما أن الشعب المصري يعرف قدرته الحقيقية على الصمود والانتصار والنجاح، ويعرف أنه انتصر في ثورة 30 يوليون كما يعرف قدرته على مواجهة كل قوى الشر والإرهاب والقهر محليا وإقليميا وعالميا، حتى لو كان بقيادة أمريكا وأكبر القوى العالمية، فكما رفض شعبنا الانكسار وانتصر، ففي رأيي أن فريقنا القومي أيضا سيبدأ مرحلة جديدة، ويتعافى، ويعود ليواجه كل مؤمرات ومحاولات إخراجه من الساحة الرياضية إقليميا ودوليا، وسيعيد في هذه المرحلة الجديدة أمجاد البطولات. فلنلتف جميعا حوله نلملم جراحه كما نلملم جراح مصر منذ 30 يوليو، ولننطلق جميعا شعبا وجيشا وشرطة وإعلاميين وقضاة ورياضيين لتعود لنا مصر مرة أخرى، ونحن قادرون على ذلك، لن نبكي على اللبن المسكوب، لن نحاصر منتخبنا بالاتهامات، بل سنعبر الكبوة وستثبت مصر للعالم أنها بلد الحضارة وأن مصر 2014 حاجة تانية. نقلا عن الاخبار