منذ اندلاع الأزمة بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوفنزويلا برز إلى الساحة الدولية مسألة الوجود الإيراني ونفوذ "حزب الله" في فنزويلا. لماذا تريد الولاياتالمتحدة تصفية مؤسسة «القرض الحسن» اللبنانية؟ وبحسب "إندبندنت عربية" ما يقلق واشنطن هو تمدد "الحرس الثوري" والنفوذ الإيراني، و"حزب الله" ضمن الدوائر المقربة من مادورو، خصوصاً بسبب إمكانات تهريب النفط أو التعاون الأمني. كانت "اندبندنت عربية" قد أجرت تحقيقا سابقا يعود لعام 2019، بعنوان "فنزويلا.. منجم الذهب لحزب الله"، و سلطت الضوء على تمدد نفوذ الحزب داخل الأراضي الفنزويلية. واعتبر مصدر متتبع لحركة نقل الأموال إلى "حزب الله"، حينها، أن "دول أمريكا اللاتينية ولا سيما كولومبياوفنزويلا والمكسيك وباراجوي تعد النقطة الأهم في عمليات تمويل حزب الله، إضافة إلى أفريقيا وتحديداً جمهورية الكونغو وجمهورية بنين، إذ ينشط الحزب في تهريب المخدرات وتبييض الأموال. أما عمليات تحويل الأموال فتحصل عبر نقلها إما بالشحن عبر الطائرات، علماً أنهم يسيطرون على المعابر جواً وبراً وبحراً (خلال ذلك الوقت)، والتقارير الدولية تثبت ذلك، وإما براً عبر الطريق الدولي بين دمشق وبيروت، فهم إذ يستطيعون تهريب الأسلحة والصواريخ، ويتمكنوا من تهريب الأموال؟ وكانت صحيفة "El Tiempo" الكولومبية و"Panam Post" البنمية وغيرهما من وسائل الإعلام اللاتينية، خلال ال14 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2018 كتبت تحت عنوان "الولاياتالمتحدة وإسرائيل، تكشف عن صداقة رجل مادورو الأول مع حزب الله"، أن هذا الرجل هو أليكس صعب رجل الأعمال الكولومبي. وكشف التحقيق عن علاقة صعب مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو والذي قيل إنه رجله الأول، كما أن تحقيقات أخرى امتدت لنحو عامين من قبل مكتب المدعي العام الكولومبي، كشفت ممارسة صعب وأخويه أمين ولويس تجارة الأقمشة بمبالغ طائلة، وبحسب التحقيقات كانت عبارة عن تجارة وهمية، إذ قام صعب بعمليات نقل كبيرة للأموال بين عامي 2011 و2014 بين كندا وبريطانيا والولاياتالمتحدةوفنزويلا. ومع أن تجارته في العاصمة الكولومبية بوغوتا كانت مزدهرة إلا أنه أقفلها نهائياً عام 2016. وكشفت التحقيقات حينها عن علاقة تربطه ب"حزب الله". واعتقل "صعب"، وهو مواطن كولومبي منحه مادورو الجنسية الفنزويلية ولقب سفير، خلال يونيو 2020 أثناء توقفه في الرأس الأخضر، ثم سلم إلى الولاياتالمتحدة ووجهت إليه ولشريكه التجاري ألفارو بوليدو اتهامات بإدارة شبكة استغلت مساعدات غذائية موجهة إلى فنزويلا، حين هرب الملايين من اقتصاد معدم على رغم الثروة النفطية التي تملكها البلاد. ولاحقاً أفرجت واشنطن عن "صعب" ضمن صفقة تبادل سجناء بين الولاياتالمتحدةوفنزويلا، مقابل إفراج كراكاس عن 10 محتجزين أمريكيين، وذلك خلال ديسمبر (كانون الأول) 2023. وأظهرت التحقيقات أن لعمل "صعب" ارتباطاً بما كشفه كتاب Bumeran Chavez الذي يتضمن شهادة نائب وزير المال الفنزويلي رئيس بنك التنمية الاقتصادية والاجتماعية (Bandes) رافاييل عيسى، الذي "كان حاضراً في الاجتماع الذي عقد عام 2007، بين مادورو (كان حينها وزيراً للخارجية) والأمين العام ل"حزب الله" السابق حسن نصرالله في دمشق، وشهد توقيع اتفاق شمل الاتجار بالمخدرات وغسل الأموال وإمدادات الأسلحة وتسليم جوازات السفر، وكذلك نشر الخلايا في فنزويلا". وتذكر الصحيفة الكولومبية أن فنزويلا تعاونت مع "حزب الله" في قضية غازي نصر الدين (اسمه الحركي في الحزب "أبو علي")، وهو ملاحق من قبل وزارة الخزانة الأمريكية منذ عام 2008، وكان مطلوباً من الإنتربول، وشغل منصب القائم بأعمال سفارة فنزويلا لدى دمشق، وجرت تسميته لاحقاً مديراً للشؤون السياسية في سفارة فنزويلا لدى لبنان، ومن ثم ظهر في البرازيل حيث أعلنت مصادر لمجلة "فيجا" Veja البرازيلية عام 2015 أن "نصر الدين لديه شبكة لتصنيع وتوزيع جوازات السفر الفنزويلية الأصلية التي جرى توفيرها لإخفاء الهويات الحقيقية لللعناصر، وتلك التحقيقات أظهرت اسم طارق العيسمي وهو نائب الرئيس الفنزويلي سابقاً ووزير النفط السابق، من أصل سوري ومدرج على قائمة ال10 المطلوبين الهاربين، بعدما نشرت دائرة الهجرة والمراقبة الجمركية الأمريكية (ICE) اسمه بعد اتهامه بالاتجار الدولي بالمخدرات. وتقول واشنطن إن "حزب الله" يملك شبكات مالية ولوجيستية داخل أمريكا اللاتينية، خصوصاً في "المثلث الحدودي" بين باراغواي والبرازيل والأرجنتين. وتتهم أمريكافنزويلا بالسماح ل"حزب الله" باستخدام أراضيها كمنصة، ومنحت جوازات سفر لعناصر مرتبطة بالحزب، ووفرت بيئة آمنة لغسل الأموال عبر الذهب والنفط والمخدرات، وصفقات تهريب تستخدم لتمويل الحزب. وزير الخارجية الأمريكي: فنزويلا متحالفة مع إيران والحرس الثوري وحزب الله قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، إن فنزويلا توفر موطئ قدم لإيران والحرس الثوري الإيراني وحتى حزب الله، معتبرا أن النظام الفنزويلي بات "مصدر زعزعة للاستقرار في المنطقة بأسرها". وأكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خلال تصريحات لقناة فوكس نيوز، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدر تفويضا بمهمة لمكافحة المخدرات في المنطقة. وأضاف أن نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يسمح بتهريب الكوكايين والمخدرات المنتجة بكولومبيا عبر أراضي فنزويلا إلى الولاياتالمتحدة. وتابع روبيو لفوكس نيوز قائلا: "كون مادورو مستاء من التفويض الرئاسي ضد المخدرات يشير إلى أنها تهرب من فنزويلا"، زاعما أن الرئيس الفنزويلي أبرم 5 صفقات مع أطراف مختلفة على مدار السنوات الماضية وقد خرقها جميعا. إيران تُدين إغلاق أمريكا المجال الجوي الفنزويلي أدانت إيران بأشدّ العبارات الإجراء الأحادي الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان إغلاق المجال الجوي لفنزويلا، معتبرة إياه انتهاكا فاضحا للقانون الدولي. وأفادت وكالة إرنا للأنباء، أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، "إسماعيل بقائي"، قال: إن هذا القرار يُشكل جزءا من سلسلة إجراءات استفزازية وغير قانونية تنتهك سيادة فنزويلا الوطنية وسلامة أراضيها، محذرا من العواقب الخطيرة لهذا الإجراء على سيادة القانون والسلم والأمن الدوليين. ويأتي هذا الموقف بعد ساعات فقط من إعلان الرئيس الامريكي، يوم السبت بتوقيت فنزويلا، أن "جميع المجال الجوي لفنزويلا ومن حوله يجب اعتباره مغلقا"، ما دفع السلطات الفنزويلية الى وقف جميع الرحلات الجوية، لتُفرغ السماء من أي نشاط طيران خلال وقت قصير.