بيروت - وكالات الأنباء: فى اليوم الثانى من زيارته التاريخية، دعا بابا الفاتيكان لاوون الرابع عشر إلى إحلال السلام « من أجل العالم... ومن أجل لبنان». وعلى طول الطريق المتعرّج المؤدى صعودًا إلى ضريح القديس شربل فى بلدة عنايا الجبلية الواقعة على بعد 54 كيلومترًا شمال بيروت، استقبل آلاف اللبنانيين البابا الذى وصل على متن سيارة «بابا موبيل»، بالهتافات والزغاريد ونثر الأرز، فى أول زيارة لرأس الكرسى الرسولى إلى الدير التابع للرهبانية اللبنانية المارونية. وفى كلمة ألقاها باللغة الفرنسية قرب ضريح القديس شربل الواقع فى دير مار مارون، الذى يشكل محجًا للمسيحيين والمسلمين فى لبنان، قال: «نذكّر بأنه لا سلام من دون محادثات وحوار». وجال البابا فى أنحاء الدير الذى بُنى الجزء الأول منه عام 1828، وزار المتحف الذى يضم قطعًا مختلفة تعود للقديس شربل.ويحمل البابا لاوون الرابع عشر فى زيارته، التى تستمر حتى اليوم الثلاثاء، دعوة للوحدة بين اللبنانيين على اختلاف طوائفهم، ورسالة أمل إلى الشباب الذين ينتظرونه بحماسة، بعد أن عصفت بهم وببلدهم أزمات متلاحقة، آخرها الحرب الأخيرة التى خاضها حزب الله. ويعانى لبنان، الذى لطالما نُظر إليه كنموذج للتنوع الدينى فى الشرق الأوسط، منذ عام 2019 من أزمات شاملة، شملت انهيارًا اقتصاديًا غير مسبوق وارتفاعًا كبيرًا فى معدلات الفقر وتدهور الخدمات العامة، فضلاً عن انفجار مرفأ بيروت فى عام 2020 والحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل، ولا تزال البلاد تعانى من تبعاتها. وفى خطاب ألقاه فى القصر الرئاسى بعد وصوله من إسطنبول، أمس الأول، حضّ البابا المسئولين اللبنانيين على أن يكونوا «فى خدمة» شعبهم «الغنى بتنوعه»، وأن يعملوا على تحقيق المصالحة التى «تحتاج إلى السلطات والمؤسسات التى تعترف بأن الخير العام فوق خير الأطراف». وشدد البابا لاوون الرابع عشر، الذى يحظى باستقبال رسمى وشعبى استثنائى فى بلد أنهكته الأزمات، على أن السلام «هو أن نعرف أن نعيش معًا فى وحدة وشركة متصالحين مع بعضنا البعض».