يقع دير مار مارون في قرية عنّايا، إحدى قرى منطقة جبيل في محافظة جبل لبنان، يرتفع عن سطح البحر 1200 متر، ويبعد عن العاصمة بيروت 52 كلم. تاريخه في سنة 1820، اهتمّت الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة بتأسيس دير جديد على اسم القدّيس مارون، والعمل في بناء القسم الأوّل من الدّير كان سنة 1828 وهي سنة ولادة القدّيس شربل. وفي سنة 1838 تقرّر في المجمع العامّ للرّهبانيّة الّذي عُقِدَ في دير سيّدة طاميش وجوب تأسيس دير مار مارون في عنّايا. فتولّى الرّئاسة عليه الأب سركيس القرطباوي ثمّ الأب يوحنّا القعقوري فبنيَا بعض الغرف وكنيسة سقفَاها بالخشب ممّا قدّمه لهما الأب العامّ اغناطيوس بليبل واشتريا للدّير أثاثًا وأملاكًا. وبقي الدّير كذلك حتّى سنة 1828 الّتي عُقِدَ فيها المجمع العامّ، فانتخب الأب عمّانوئيل الشّبابي رئيسًا عامًّا فاتّفقَ مع مجمع مدبّريه على بناء الدّير من جديد على الهيئة الّتي هو عليها الآن، فسمّوا له رئيسًا الأب ليباوس داغر التّنوري. وبدأ العمل عمليًا في 8 مايو 1839 مع بناء البير والأقبية والكنيسة وفي 20 تشرين الاوّل 1841 كان الانتهاء من البناء. معالم الدير بالإضافة إلى كنيسة الدير وحصن الدير الخاص بالرهبان يتواجد في الطابق السفلي متحف يضمّ ثياب رهبانية وكهنوتية وأواني كنسية كانت باستعمال القديس شربل والرهبان. يحوي المتحف أيضًا التابوت النحاسيّ والتابوت الزجاجيّ الذي وُضع فيه جثمان القديس فترة أمام الزوار، والشراشف والثياب المليئة من الماء والعرق التي كان ينضحها جثمان القديس طيلة 70 سنة بعد وفاته. كما يوجود مكتبة تحوي كتب روحية بلغات مختلفة وتذكارات من أعمال الدير وبركة بخور وزيت من القديس. الجدير بالذكر أنه أصبح هذا الدّير لوجود ضريح القدّيس شربل وجثمانه فيه مزارًا عالميًّا يحجُّ إليه الألوف من كلّ المناطق والبلاد على اختلاف مذاهبهم وطبقاتهم. وقد أجرى المسيح على يد القدّيس شربل العجائب الكثيرة ووهب بشفاعته النّعَم الغزيرة خاصّة بعد سنة 1950. لذلك شرعت الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة ببناء كنيسة جديدة تكون مهيّأة لاستقبال الأعداد الكبيرة من المؤمنين الوافدين إلى عنّايا. وفي سنة 1974، كان تدشين الكنيسة الجديدة غربي الدّير الّتي أُنشئت على اسم القدّيس شربل ولا تزال الرّهبانيّة إلى اليوم تُحدِثُ في الدّير وحوله إصلاحات عديدة خدمة للزّوّار وتلبية لحاجاتهم الرّوحيّة والزّمنيّة.