منذ اللحظة الأولى لانطلاق الحلقة الافتتاحية لبرنامج دولة التلاوة ، بدا واضحًا أننا أمام حدث استثنائى يتجاوز حدود الشاشة ليصل مباشرة إلى قلوب المصريين، النجاح السريع الذى حققه البرنامج خلال ساعات قليلة فقط يؤكد حقيقة راسخة وهى أن الأسرة المصرية لا تزال تنتظر وتبحث عن البرامج التى تحمل القيم والدين والأخلاق، وتعيد للأذهان ملامح زمن كانت فيه التلاوة فنًا وعبادة وصوتًا للروح قبل أن تكون أداء، هذا الانتشار الكبير لم يأت من فراغ، بل يعكس حقيقة أخرى لا تقل أهمية وهى أن مصر ما زالت تحتضن ملايين المواهب القرآنية التى تنبض بها البيوت المصرية فى كل قرية ومدينة، وأنها كانت وستظل رائدة فى صناعة القرّاء وصون هذا التراث العظيم عبر الأجيال، لقد جاء حضور وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهرى فى الحلقة الأولى ليضفى على البرنامج هيبة واحترامًا، ويبعث برسالة بالغة القوة تأكيداً بأن الدولة ترى كل موهبة، وتقدّر كل قارئ، وتؤمن أن صوت القرآن جزء أصيل من هوية هذا الوطن، وجود وزير الأوقاف لم يكن مجرد حضور رسمى بل كان شهادة دعم معنوية بأن هذا المشروع يحظى باهتمام الدولة ومباركتها. ولا يمكن الحديث عن النجاح دون توجيه الشكر للجنة التحكيم وكل قاماتها الرفيعة وهنا اخص بالذكر د. مصطفى حسنى الذى يمثل مثلا اعلى لكل جيل الشباب وايضاً كل الشكر لكل من وضع لبنة فى هذا العمل من فرق الديكور التى صممت روح المكان، إلى مهندسى الصوت الذين نقلوا جمال التلاوة بنقاء يليق بالقرآن، وفِرَق التصوير والإخراج التى قدّمت صورة مبهرة تعكس احترافية واهتمامًا بالتفاصيل، ويبقى حضور المذيعة المتميزة آية عبدالرحمن إضافة قوية، إذ استطاعت بمهنيتها وهدوئها أن تمنح البرنامج روحًا راقية تتناغم مع قدسية محتواه.. شكرا للدولة المصرية على دولة التلاوة.