فى نهاية الأسبوع الماضى صدر تقرير خطير عن منظمة «هيومن رايتس ووتش» يؤكد قيام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فى الضفة الغربية حين هاجمت ثلاثة مخيمات فلسطينية للاجئين وقامت بالتهجير القسرى لعشرات الآلاف من سكانها خلال شهرى يناير وفبراير من هذا العام.. الرد الإسرائيلى على التقرير العالمى لم يتأخر. بالأمس حشد جيش الاحتلال قواته واجتاح شمال الضفة الغربية، وأعلن عن عملية عسكرية واسعة النطاق تستمر لأيام بمشاركة الشاباك «الأمن الداخلي» وشرطة حرس الحدود التابعة للإرهابى بن غفير!! وفى نفس الوقت تتواصل انتهاكات إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار فى غزة الذى لم تحترمه إسرائيل حتى الآن ولم تنفذ تعهداتها التى وقعت عليها بشأن وقف القتال وإدخال المساعدات وفتح المعابر، لتكون النتيجة بعد شهر ونصف الشهر سقوط نحو 350 شهيداً مع إصرار إسرائيل على تعطيل الانتقال للمراحل التالية فى الاتفاق التى تتضمن استكمال انسحاب جيش الاحتلال والبدء فى إعادة إعمار القطاع الذى دمرته إسرائيل!! يحدث ذلك بينما تتواصل فى القاهرة الجهود من أجل تثبيت وقف إطلاق النار والمضى قدماً نحو حل نهائى لن يكون له طريق إلا حل الدولتين. بعد اللقاء مع وفد المقاومة الفلسطينية شهدت القاهرة اللقاء بين الوسطاء «مصر وتركيا وقطر» من أجل تكثيف الجهود المشتركة لإنجاح تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة بالتعاون مع الولاياتالمتحدة. العربدة الإسرائيلية تهدد بتفجير الموقف فيما يتجاوز غزة والضفة. عنوان اقتراح ترامب الذى تحول الى اتفاق مشمول بقرار مجلس الأمن هو «إنهاء الحرب فى غزة» وموقف واشنطون أوقف صدور قانون من «الكنيست» الإسرائيلى لضم الضفة. ترجمة ذلك وينبغى أن تكون لجم العربدة الإسرائيلية وليس الصمت إزاءها !!» ما يحدث فى الضفة لايقل خطراً عما يحدث فى غزة. نتنياهو لم يستمع حتى الآن لنصيحة ترامب له بأنه لن يستطيع محاربة العالم. نتنياهو ماض فى طريقه ضد موقف عالمى حاسم يدين حرب الإبادة فى غزة، ويرفض جرائم إسرائيل فى الضفة، ويقف بحزم مع الحق الفلسطينى فى التحرر والاستقلال والعربدة الإسرائيلية ليست دليل قوة، بل علامة خوف من انتصار حتمى للحق الفلسطينى!!