الضغوط الأمريكية على نتانياهو وحكومته وهمية وغير حقيقية أو غير جادة أو هى ضغوط بحنية الإعلام الإسرائيلى يتحدث هذه الأيام عن تعرض نتانياهو وحكومته لضغوط أمريكية حتى تقبل مقترحًا جديدًا للهدنة فى غزة تقدم به المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط ويتكوف يقضى بالإفراج عن عشرة من المحتجزين الإسرائيليين فى غزة ووقفًا لإطلاق النار لنحو الشهرين يتم خلالهما التفاوض حول الوقف الدائم للحرب وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلى من قطاع غزة، مع تدفق المساعدات على أهله.. وعلل الإعلام الإسرائيلى تلك الضغوط الأمريكية على إسرائيل بأن حماس قبلت اقتراح ويتكوف وإن كانت تريد تمديد فترة وقف إطلاق النار لثلاثة أشهر، ويستمر الوقف حتى وإن لم يتم التوصل إلى اتفاق خلالها حول الوضع النهائى للقطاع، كما تريد زيادة كمية المساعدات للقطاع لتصل إلى ألف شاحنة يوميًا، والحصول على ضمان من الرئيس ترامب شخصيًا بتنفيذ إسرائيل الاتفاق، لأنه لديها موثوق به على عكس نتانياهو. وهنا يطرح السؤال نفسه.. أين هى هذه الضغوط الأمريكية التى يتعرض لها نتانياهو وحكومته؟!.. هل هذه الضغوط غير مرئية؟!.. إن ترامب حينما غضب من بوتن عندما هاجم كييف بشدة مؤخرًا خرج لينعته بالجنون واتهمه بأنه بلعب بالنار لأنه لم يوافق على مقترحه بوقف لإطلاق النار لمدة شهر.. ولم يخرج من فم الرئيس ترامب كلمة واحدة بحق وضد نتانياهو رغم أنه يهاجم أهالى القطاع بقسوة كبيرة الآن ويتوسع فى احتلال أراضى القطاع ويمارس جريمة الإبادة الجماعية ضدهم وجريمة التجويع حتى الموت وينفذ عمليًا الآن خطة تهجيرهم قسرًا!.. وحتى الآن لم يلوح الرئيس الأمريكى ولو تلميحًا أو بشكل غير مباشر بوقف مد أمريكا إسرائيل بالسلاح الذى تستخدمه الآن فى قتل وإبادة أهل غزة، رغم أن العديد من الدول الأوربية بدأت تهدد بذلك الآن إزاء اتساع الجرائم الإسرائيلية واستمرار العدوان الوحشى ضد أهل القطاع.. وحتى الآن تحط فى إسرائيل كل يومين ثلاث طائرات أمريكية محملة بالسلاح والعتاد الذى يستخدم فى قتل أهل غزة وأيضاً أهل الضفة الغربية.. كما لم يتوقف الدعم المالى الأمريكى الذى ينهال على إسرائيل والذى بلغ عدة مليارات من الدولارات.. وأيضًا مازالت إسرائيل تحظى بالحماية السياسية الدولية، ورأينا كيف بادر الرئيس الأمريكى ليقول لضيفه رئيس جنوب إفريقيا إن الدعوى القضائية التى أقامتها بلاده ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية ليست مجدية ولن تسفر عن شيء!. كل ذلك يؤكد أن الضغوط الأمريكية على نتانياهو وحكومته وهمية وغير حقيقية أو غير جادة أو هى ضغوط بحنية كما يتندر المصريون ويسخرون من الادعاء بممارسة ضغوط دون القيام بذلك فعلًا. إن الولاياتالمتحدة قادرة بالفعل على ممارسة الضغوط على إسرائيل، وهى قادرة على أن تلزم نتانياهو بوقف الحرب الوحشية ضد أهل غزة وفورًا إذا لوحت فقط بوقف أو تجميد المساعدات العسكرية والاقتصادية لإسرائيل.. ولكنها لا تفعل وهذا ليس له سوى معنى واحد فقط وهو أنها ليست راغبة فى وقف الحرب فورًا، أو ليست راغبة بما يكفى لتجبر إسرائيل على وقفها.. ويمكن أنها ترى لا بأس من مدها بعض الوقت وربما يدفع ذلك الفلسطينيين إلى الهجرة من غزة.. فقد تبين من خلال تصريحات الرئيس ترامب خلال جولته الخليجية أنه لم يتخل تمامًا عن مشروعه المعمارى السياحى لغزة وأنه مازال يراوده حلم الاستيلاء على أراضى غزة وتحويلها إلى ريفيرا الشرق التى تجلب لأمريكا أموالًا وأرباحًا ضخمة هائلة وبشكل دائم ومستمر!. إذن.. الضغوط الأمريكية التى يتحدث عنها الإعلام الإسرائيلى التى يقول إن حكومة نتانياهو تتعرض لها ليست حقيقية.. ولو كانت الإدارة الأمريكية تضغط حقًا على إسرائيل لكان نتانياهو نفذ اتفاق الهدنة السابق كاملًا ونفذ كل التزاماته وهى الوقف المستدام لإطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من كل أراضى القطاع، ولما كان أيضًا عاد لاستئناف الحرب وبقسوة مجددًا وتمادى فى احتلال المزيد من أراضى القطاع بقواته البرية، كما يحدث الآن وبشكل صارخ وفاجر دون أن يوجه له مسئول أمريكى واحد كلمة لوم أو عتاب رقيق!..