كان فى مقدور الإدارة الأمريكية أن تلوح كما فعلت بريطانيا بوقف تنفيذ اتفاقات السلاح مع إسرائيل لكى يمتثل نتانياهو ويوقف تلك الحرب البشعة كان فى مقدور الإدارة الأمريكية أن تلوح كما فعلت بريطانيا بوقف تنفيذ اتفاقات السلاح مع إسرائيل لكى يمتثل نتانياهو ويوقف تلك الحرب البشعة الإعلام الإسرائيلى يتحدث الأسابيع الأخيرة عن غضب ترامب من نتانياهو لأنه لا يسمع الكلام ولا ينفذ ما يطلبه منه ولذلك خاصمه وتجاهله فى العديد من الأمور.. ومؤخرًا يقول الإعلام الإسرائيلى إن غضب ترامب من نتانياهو ازداد حتى بلغ مرحلة نفاد الصبر، وهى مرحلة الحافة لاتخاذ عقوبات أو فرض قرارات!. واستند الإعلام الإسرائيلى فيما يروجه حول غضب الرئيس الأمريكى من رئيس الوزراء الإسرائيلى إلى بعض الأمور منها قيام الأول بالتفاوض مع إيران سعيًا للتوصل إلى اتفاق معها حول ملفها النووى على غير رغبة الثانى الذى تمنى تعامل أمريكا عسكريًا مع إيران، ثم اتفاق أمريكا مع الحوثيين للتوقف عن استهداف السفن الأمريكية فى البحر الأحمر دون إلزامهم عدم استهداف إسرائيل بالصواريخ، وأيضًا عدم قيام ترامب بزيارة إسرائيل ضمن جولته الخليجية، وكذلك تفاوض أمريكا مجددًا مع حركة حماس بشكل مباشر، وهى المفاوضات التى أثمرت عن الإفراج عن الجندى الإسرائيلى والأمريكى الجنسية المحتجز فى غزة مقابل تعهد أمريكا باستئناف إدخال المساعدات مجددًا لأهالى غزة على غير رغبة نتانياهو وحكومته، وهو ما بدا واضحًا فى تبريره القبول بذلك التى أرجعها لأسباب دبلوماسية!. غير أن الذى يدقق فيما يقوله الإعلام الإسرائيلى حول خصام ترامب ونتانياهو سوف يكتشف أن ذلك يمثل فقط نصف الحقيقة.. وهذا النصف الأول من الحقيقة يمثل اختلافًا أمريكيًا إسرائيليًا يمكن ملاحظته الآن حول الحرب الإسرائيلية ضد أهل غزة.. فإن إدارة ترامب بدأت تنظر إليها بعيون مختلفة عن نظرتها السابقة.. فهى تراها الآن وحشية كما وصفها ترامب بنفسه.. وبالتالى ترفض التصعيد فى العمليات العسكرية البرية فى القطاع الذى تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلى الآن ومنذ بضعة أيام مضت.. وترى أنه يتعين إدخال المساعدات إلى أهالى القطاع.. بل ترى أنه لا فائدة إسرائيلية من استمرار هذه الحرب ويتعين التوصل إلى اتفاق يفضى إلى وقفها مستقبلًا، وهو ما يمكن ملاحظته فى اقتراح ويتكوف الجديد للتوصل إلى هدنة جديدة طويلة نسبيًا يتم فيها التفاوض حول إنهاء هذه الحرب كما كان اتفاق يناير الذى خرقته إسرائيل ولم تنفذ إلا مرحلته الأولى فقط لتتهرب من تنفيذ التزاماتها فى المرحلتين الثانية والثالثة والتى تتمثل فى الوقف المستدام لإطلاق النار والانسحاب الكامل لقواتها من القطاع. هذا عن النصف الأول من الحقيقة أما النصف الثانى الآخر منها فهو يتمثل فى أن الإدارة الأمريكية لا تفعل شيئًا لكى تجعل إسرائيل توقف التصعيد فى عملياتها العسكرية بالقطاع وتوسع من احتلال قواتها لأراضيه لتشمل كل مساحة القطاع.. أى أنها لا تُمارس ضغوطًا تقدر عليها على إسرائيل لتوقف تلك الحرب البشعة ضد أهل غزة.. وهذا ما بدا جليًا فيما فعله نائب الرئيس ترامب حينما أرجأ زيارته لإسرائيل حتى لا يفهم أن أمريكا موافقة على توسيع العمليات العسكرية بقطاع غزة.. بينما كان فى مقدور الإدارة الأمريكية أن تلوح كما فعلت بريطانيا بوقف تنفيذ اتفاقات السلاح مع إسرائيل لكى يمتثل نتانياهو ويوقف تلك الحرب البشعة التى حولت كل أهلها إلى نازحين بشكل مستمر ومستدام!.. وحتى حينما قامت بالضغط على نتانياهو لإدخال المساعدات الإغاثية لأهالى القطاع فإن ضغوطها هذه لم تسمح إلا بإدخال عدد محدود جدًا من شاحنات المساعدات لا تكفى لوقف المجاعة التى يعانى منها أهل غزة بعد حرمانهم منذ مارس الماضى من الغذاء والدواء. وهكذا.. الغضب الأمريكى من حكومة نتانياهو هو غضب مع وقف التنفيذ.. أو غضب بلا تداعيات وآثار ونتائج.. غضب دبلوماسى أو على الورق فقط.. وهذا ليس مجرد استنتاج وإنما أمر اعترف به نائب الرئيس الأمريكى ذاته الذى قال إن واشنطن لا توافق على توسيع العمليات العسكرية البرية فى غزة لكنها لا تضغط عليها لوقفها. ومثل هذا الغضب الدبلوماسى الذى على الورق فقط لا ينقذ أهل غزة من حرب الإبادة والتجويع التى يتعرضون لها منذ تسعة عشر شهرًا حتى الآن وبقسوة بالغة شديدة جدًا.. إنهم يريدون أن يتوقف نزوحهم وقتلهم وتجويعهم وتدمير ما تبقى من مبانيها ثم إعادة إعمار القطاع ليصير صالحًا للحياة مجددًا.. باختصار يريدون أن تتحرك أمريكا لإنقاذهم من هذا الجحيم بعد نفاد صبر رئيسها.