ما أشبه الليلة بالبارحة، جماعة الإخوان تعود إلى المشهد بفضيحة جديدة؛ سرقة نصف مليار دولار من أموال تبرعات غزة، تلك الأموال الضائعة بين الادعاءات والاستغلال، مشهد يعكس نمطًا متكررًا منذ تأسيس «الإرهابية»، جماعة الإخوان لطالما استغلت اللعب على وتر القضايا الإنسانية، في مشهد يبدو بطوليًا، لكنه في الحقيقة يحمل في باطنه خبثًا شديدًا وطورًا من المصالح الخاصة، البداية كانت مع مؤسس الجماعة، حسن البنا «الساعاتي»، الذي جمع تبرعات بزعم دعم الحرب في غزة، إلا أن الأموال لم تصل إلى مستحقيها، بل استخدمت داخل التنظيم ذاته، بحسب ما وثقه قادة الجماعة أنفسهم، وها هو نفس المشهد الزائف يعود للسطح بسرقة نصف مليار دولار من تبرعات غزة، عن طريق جمعية وقف الأمة الإخوانية في الأردن، لكن من المستفيد؟، ليس أهل غزة الذين يعانون الجوع والمرض والفقر والتشريد، بل شبكات التنظيم التي لا تمل من إصدار البيانات والتصريحات لتجميل صورتها أمام العالم، وهم في الأساس حفنة من اللصوص، الخبير في شئون الجماعات المتطرفة، ماهر فرغلي، وصف الأمر، قائلا:»ما حدث يمثل واحدة من أكبر عمليات الفساد المرتبطة بالحملات الخيرية التي تديرها الجماعة». فالجمعية أطلقت أكثر من 2000 حملة، مستخدمة إعلاميين وعلماء ومؤتمرات دولية، وكأن التبرعات أصبحت لعبة ماراثونية وامتدادًا لنهج تاريخي لجماعة الإخوان يقوم على توظيف الأزمات والقضايا الإنسانية لأغراض مالية أو سياسية، ما يعد سلوكًا معتادًا للإخوان يدخل ضمن إطار «انتهازية الجماعة واستغلال معاناة الشعوب».. وإلى التفاصيل. بادئ ذي بدء وقبل التطرق إلى سرقة النصف مليار تبرعات غزة، وجماعة الإخوان «الحرامية»، والتي لطالما روجت لروايات مضللة عن مشاركتها في حرب فلسطين عام 1948، مدعية أنها أرسلت الآلاف للقتال، بينما لم يتجاوز عددهم المائة، وفي مناطق لم تشهد مواجهات فعلية، لذلك فإن استغلال القضية الفلسطينية والحرب على غزة بعد أحداث 7 أكتوبر، لجمع الأموال لم يكن مفاجئًا، فقد كشف كتاب «الإخوان المسلمون.. أحداث صنعت التاريخ» لمحمود عبد الحليم، أن التبرعات التي جمعت من المساجد والمقاهي لم تكن لدعم المجاهدين الفلسطينيين، بل لتعزيز نفوذ الجماعة ومواردها المالية، وعلى مر العقود، وظفت الجماعة المشاعر الدينية تجاه القضية الفلسطينية كغطاء للاستحواذ على الأموال، من خلال إنشاء مئات المؤسسات الخيرية في الدول العربية والأوروبية، مثل «الإغاثة الإسلامية»، و»الصندوق الفلسطيني للإغاثة والتنمية (Interpal)»، و»مؤسسة قرطبة»، وغيرها من المؤسسات التي كانت واجهة لجمع الأموال من الجاليات العربية والإسلامية في الغرب. لتعود جماعة الإخوان الإرهابية من جديد، دون ابتكار، ولكن بنفس الأساليب القديمة، من خلال جمعية «وقف الأمة»، التي أسسها الإخوان في الأردن وتديرها شخصيات مثل سعيد أبو العبد، ويزيد نوفل وفؤاد الزبيدي، استغلت الأوضاع في غزة وسرقت نصف مليار دولار من المساعدات الدولية، رغم تحذيرات حركة حماس من التعامل معها ووفق ما قاله الباحث في شئون الجماعات المتطرفة ماهر فرغلي؛ فإن الجمعية أطلقت أكثر من 2000 حملة لجمع التبرعات منذ عام 2013، مستخدمة إعلاميين وعلماء ومؤتمرات دولية في تركيا لتسويق حملاتها. وقال ماهر فرغلي، الخبير في شئون الجماعات الإرهابية: إن جماعة الإخوان استولوا على نحو نصف مليار دولار من أموال التبرعات المخصصة لدعم قطاع غزة، مؤكدا أن ما حدث يمثل واحدة من أكبر عمليات الفساد المرتبطة بالحملات الخيرية التي تديرها الجماعة. وأوضح فرغلي أن الإخوان اعتادوا تاريخيًا استغلال قضايا غزة والأقصى وفلسطين لجمع الأموال، لكن هذه المرة جاء الموقف مختلفًا بعدما رفضت حركة حماس ما جرى، وأصدرت بيانًا رسميًا أكدت فيه أن الإخوان استولوا على مبلغ ضخم يصل إلى نصف مليار دولار جمع باسم غزة. بداية الفضيحة وأوضح أن بداية الكشف عن القصة، كانت مع بداية الأحداث عام 2024 جاءت على يد شاب حمساوي يدعى خالد حسن، الذي فتح ملف فساد جمعية وقف الأمة، وهي جمعية أسسها إخوان الأردن ويشرف عليها كل من سعيد أبو العبد، يزيد نوفل، فؤاد الزبيدي، عبد الله سمير، خلدون حجازي، أحمد العمري، وزيد العيص، مضيفًا أن حديث خالد حسن أثار ردود فعل، أبرزها رد الباحث محمد مختار الشنقيطي، قبل أن تتدخل حماس رسميا لإغلاق الجدل عبر بيان واضح اتهمت فيه الجمعية والإخوان بسرقة الأموال، واستكمل فرغلي، أن جمعية وقف الأمة، التي تقف خلف الحملة التي جمعت نصف مليار دولار، تديرها مجموعة من الشخصيات الدينية المقيمة في إسطنبول، وتنشط منذ عام 2013 في جمع التبرعات، حيث أطلقت أكثر من ألفي حملة خلال السنوات الماضية، موضحًا أن الجمعية أعلنت حملتها الأخيرة، وأطلقت حملة تسويق واسعة شارك فيها إعلاميون من قنوات إعلامية وعلماء ودعاة، وشملت وسائل إعلام فضائية ومكتوبة وإلكترونية، إلى جانب تنظيم مؤتمرات لحشد المتبرعين. وحذر أن ما جرى يمثل دليلا واضحًا على حجم شبكة التمويل التي تديرها الجماعة، محذرًا من استمرار توظيف الأزمات الإنسانية في غزة لتحقيق مكاسب مالية وتنظيمية. واتهم الباحث المتخصص في الجماعات المتطرفة، ماهر فرغلي، جماعة «الإخوان» بأنها تستغل القضية الفلسطينية ومعاناة الفلسطينيين لجمع الأموال، وأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قررت فضحها في بيان رسمي، العام الماضي، واتهمتها بأنها سرقت نصف مليار دولار. كما اشار إلى أن جذور الاتهامات تعود إلى يناير 2024، حينما أصدرت حركة «حماس» بيانًا رسميًا موجهًا «إلى من يهمه الأمر»، أعلنت فيه: رفع الغطاء عن مؤسسة «وقف الأمة» و»منبر الأقصى»، و»كلنا مريم»، إضافة إلى عدد من الشخصيات الإخوانية، متهمة المؤسسة بسرقة التبرعات، من دون تحديد قدر المسروقات. الإخوان تاريخ من الاستغلال الجماعة الإرهابية واستغلال التبرعات الإنسانية لتحقيق مكاسب خاصة يُعد «جريمة أخلاقية ودينية»، فهذه الأموال لم تصل إلى المستفيدين في غزة، بل استخدمت في مشروعات عقارية وسياحية واستثمارية في أوروبا، وأن الأزمة التنظيمية داخل الإخوان مستمرة، مع استمرار نشاط «وقف الأمة» رغم التحذيرات والفضائح. القصة، إذن، ليست مجرد اختلاس مالي؛ بل نموذجا تاريخيا للاستغلال المتكرر للقضايا الإنسانية من قبل الجماعة الإرهابية، وهو ما أثار انتقادات واسعة داخل الأوساط الفلسطينية والعربية، بعد أن باتت شبه المؤكد أن ملايين الدولارات المخصصة لإنقاذ الفلسطينيين لم تصل إلى مستحقيها، بل دخلت في شبكة مصالح وتحالفات شخصية وتنظيمية معقدة. واقعة سرقة نصف مليار دولار من تبرعات غزة، كشفت أيضا أن «اتحاد علماء المسلمين» كان من أكثر الكيانات التي دعمت «وقف الأمة» من خلال مشاركة رئيسها وأعضاء الاتحاد علاوة على التغريدات المكثفة حول الوقف المشبوه.. اقرأ أيضا: فى حراك غير مسبوق .. مطالبات شعبية وسياسية فى أوروبا تطالب بتصنيف «الإخوان» منظمة إرهابية