فى عام 2024، خرجت حركة حماس- الطرف الذى يُفترض أنه يستلم التبرعات لغزة - ببيان رسمى صريح قالت فيه إن جمعية وقف الأمة، التى يشرف عليها قيادات إخوانية فى تركيا، جمعت حوالى نصف مليار دولار باسم غزة ولم تُسلّمها للجهات الرسمية فى الحركة. هذه هى الواقعة كاملة، بدون تجميل أو تبرير. الضحية نفسها تقول إن الأموال لم تصل، وأرقام نصف مليار دولار ليست بسيطة؛ إنها ملايين الأسرار والأمل الذى لم يصل إلى غزة. الأسماء التى ظهرت فى التقارير حول الجمعية - سعيد أبو العبد، يزيد نوفل، فؤاد الزبيدى، عبد الله سمير، خلدون حجازى، أحمد العمرى، زيد العيص - ليست أسماء عابرة؛ هؤلاء أشرفوا على أكثر من 2000 حملة تبرعات منذ 2013، جمعوا الملايين باسم الأطفال واللاجئين والمستشفيات، ولكن معظم الأموال لم تصل للوجهة الصحيحة. منذ أيام، تصاعدت اتهامات متبادلة بين أطراف الجماعة نفسها حول الواقعة، حيث بدأ الشاب الحمساوى خالد حسن بكشف التجاوزات المالية، فتدخّل بعض قيادات الإخوان للدفاع عن الجمعية أو لتبرير الموقف، وبدأت ردود الفعل تتصاعد داخليًا، قبل أن يخرج بيان حماس الرسمى ليضع النقاط على الحروف ويؤكد أن الأموال لم تصل. هذا التبادل الداخلى للاتهامات كشف حجم الفوضى والخلل داخل الجماعة نفسها فى إدارة «قضية غزة». يا مصرى... قبل أن يرق قلبك لصوت بكاء أو فيديو مؤثر أو شيخ يتوسل لك تتبرع، تذكّر الواقعة هذه: «غزة» عند بعضهم ليست قضية إنسانية... بل سبوبة ضخمة. دم الفلسطينيين أصبح وسيلة لجمع الأموال، والمستفيدون يجلسون على البوسفور أو فى مقارهم، بينما غزة تئن، وأطفالها لم يروا قرشًا من نصف مليار دولار. وفى الوقت الذى كانت فيه مصر - دولتك - تتصدى لمحاولات تهجير الفلسطينيين، وتمنع تصفية القضية، وتفتح المعابر للمساعدات الفعلية، كان بعض الإخوان يحوّلون مأساة غزة إلى مشروع ربحى دينى: كلما زادت الدماء، زادت الحملات... وكلما زادت الحملات... اختفت الأموال، وأصبح اسم «غزة» شعارًا تسويقيًا يملأ القلوب دموعًا بينما تملأ الجيوب ملايين. يا مصرى... مش كل من يرفع شعار «غزة» يحب غزة، ومش كل من يبكى يخاف الله. أكتر الناس اللى لازم تحذر منهم هم الذين يبيعون صورة المظلومية ويحوّلون دم الفلسطينيين إلى رصيد فى جيوبهم. قبل أن تتعاطف، قبل أن تصدّق، قبل أن تبكى... اسأل نفسك: هل نصف مليار دولار دى وصلت لفلسطين؟ أم انتهت فى جيوب وقف الأمة وجماعة الإخوان؟ فتذكر، الحقيقة ليست فى الفيديوهات والصور المؤثرة... الحقيقة فى البيان الرسمى، وفى غياب الأموال عن غزة، وهنا يكتشف المواطن المصرى أن دموع الإخوان ليست حقيقية... بل أداة لجمع الثروات باسم الدين والقضية.