خلق الله الإنسان ليعمر الأرض لا لكى يدمرها.. وفرض على كل إنسان أن يتحلى بما يحمله اسمه (إنسان) أى يتحلى بالإنسانية والرحمة والبناء لا الهدم وبالمودة والأخلاق الكريمة، لا بالوحشية ويؤسفنى بل ويبكينى وأنا أشاهد العالم كله أو معظمه يعانى من تصرفات وحشية بين الإنسان وأخيه الإنسان أنظر ماذا نراه الآن ومنذ سنتين وأكثر فى فلسطين من وحشية ودمار لم يشهد تاريخ الإنسانية أبدا مثله، فالعمارات الشاهقة تسقط وتدمر فى ثوان وبداخلها عائلات بأكملها والقتل والموت والأرض نفسها امتلأت بالأجساد والأرواح المقتولة وصواريخ الجيش الإسرائيلى تحصد الأرواح والبنى آدم. ومن ينجو من دمار العمارات تحصده صواريخ إسرائيل حتى فى خيامه ويتسلى جيش وصواريخ إسرائيل منذ أكثر من عامين على تدمير شعب بأكمله ومن لا يموت بالصواريخ يموت جوعا وعطشا أو أن يخضع لأوامر التهجير خارج بلده والعالم كله يتفرج. وفى ليبيا الشقيقة انقسمت إلى قبائل وكتل وكل كتلة تتفنن فى قتل شقيقتها واستولت الميلشيات على البنوك ومصادر البترول والأموال والقتل يسير يومياً دون انقطاع وذلك من عام 2012 وبجواره شعب السودان الذى يعانى جيشه الوطنى هجمات وحشية من سودانى من لحمه ودمه يهاجمه قتلاً وتدميراً لبلدهما وقتلاً لاشقائهما.. وإذا نظرت بعيداً تجد حرباً ضروساً بين روسيا وأوكرانيا بها نفس طرق الوحشية المستمرة.. ماذا أقول بعد ذلك، هل خلق الإنسان ليبنى ويعمر أم ليفجر ويدمر؟ وفى مقالتى القادمة إذا كان فى العمر بقية ما أنزله الله سبحانه وتعالى فى سورة المؤمنون من واجبات بسيطة وأوامر إنسانية لكى يصبح الإنسان إنسانا.. لا وحشا.