تكاد هذه الجملة أن تتحول إلى قول مأثور على ألسن قادة الكيان الصهيوني، من نتنياهو الذى أكد غير مرة أن «المعركة لم تنته فى غزة والمنطقة»، وتلويح رئيس أركانه بأن «المعركة لم تنته، وأمامنا تحديات فى الضفة الغربية»، ولم ينفردا بذلك، والمجال لا يتسع لمزيد من الأمثلة. ثم هناك عشرات الانتهاكات والخروقات للهدنة الهشة أساسا، سقط على أثرها عشرات الشهداء، وأكثر منهم جرحي، وما يحدث فى لبنان من اعتداءات، وفى سوريا من تهديد لأمنها ووحدة أراضيها واللعب بورقة الأقليات، واستمرار تهديد إيران بالويل والثبور و... و.. الشاهد أن المعركة - فعليا- لم تنته - سواء على مستوى التصريحات أو الأفعال، ورغم جهود مضنية وحثيثة تبذلها مصر وأمريكا وتركيا وغيرهم من الوسطاء الضامنين، يخرج نتنياهو، ربما للمرة المائة، ليؤكد أن - الحرب ستنتهى بعد تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق بما يشمل نزع سلاح حماس، وقبلها قال إن حالة الحرب قائمة حتى عودة آخر الجثامين، باختصار يختلق ذرائع فى متناول يده يستثمرها فى الوقت الذى يراه مناسبا. وكان لافتا أن تشير «النيويورك تايمز»، بمصادرها المطلعة إلى أن «ثمة مخاوف متزايدة فى واشنطن من احتمالية انسحاب نتنياهو من اتفاق غزة» وربما كان إعلانه الترشح مبكرا للفوز برئاسة الحكومة فى 2026، سببا قويا وراء هذه المخاوف، لأنه يؤسس شرعية وجوده، واستمراره على قمة السلطة على بيع وهم إسرائيل الكبري، وبسط هيمنتها، ولا سبيل لذلك سوى اللجوء للقوة، يعنى التفنن فى صناعة الحرب! وهنا سؤال يفرض نفسه: لماذا يصر نتنياهو على رفض نشر قوات دولية فى غزة، والمماطلة فى بدء المرحلة الثانية من خطة ترامب، ثم الادعاء بأن حماس - هى من تخرق الاتفاق رغم أن واشنطن ذاتها تنفى مزاعمه؟! سؤال آخر فى السياق ذاته، من يقدر على كبح جنون التطرف الصهيونى الذى تحول إلى حالة مزمنة على يد نتنياهو؟ وكيف يتم الحد فعليا من غطرسته وعدوانيته وممارسته لإرهاب الدولة دون أى كوابح وإلا فعن أى سلام يتحدثون؟ لقد عودنا الكيان الصهيونى منذ ذراعته فى المنطقة على تنصله من أى اتفاق، وعدم التزامه بأبسط قواعد الشرعية الدولية، وتجرؤه على القانون الدولي.. و .... وفالمسألة لا تتعلق بشخص أو حكومة أو تيار، لكنه سلوك عام لهذا الكيان، وهنا يكمن الخطر، من ثم فإن علينا أن نصدق نتنياهو حين يقول إن «المعركة لم تنته» ونحذر دائما من القادم، طالما ظل جوهر الصراع بلا حل أو حسم.