مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة حيز التنفيذ وانطلاق مهلة ال72 ساعة لتبادل الأسرى، بدأت مصلحة السجون الإسرائيلية فى نقل الأسرى الفلسطينيين الذين من المقرر الإفراج عنهم ضمن صفقة التبادل المرتقبة. وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الأسرى الذين سيفرج عنهم إلى قطاع غزة أو سيبعدون إلى الخارج عبر معبر رفح تم نقلهم إلى سجن كتسيعوت فى حين جرى نقل الأسرى المقرر إبعادهم إلى الضفة الغربية إلى سجن عوفر، غرب رام الله. اقرأ أيضًا | قمة دولية برئاسة مشتركة بين الرئيس السيسي وترامب الإثنين بشرم الشيخ ومن المتوقع أن تفرج إسرائيل عن 250 فلسطينيا يقضون أحكاما طويلة فى سجونها، بالإضافة إلى 1700 آخرين اعتقلوا منذ اندلاع الحرب فى 7 أكتوبر 2023. ونشرت وزارة العدل الإسرائيلية قائمة تفصيلية بأسماء الأسرى لكنها لم تتضمّن أسماء عدد من القيادات الفلسطينية البارزة التى طالبت حماس بالإفراج عنها، مثل القيادى فى حركة فتح مروان البرغوثي، وأمين عام تنظيم الجبهة الشعبية أحمد سعدات، فضلاً عن القيادى فى حركة حماس حسن سلامة. ونقل موقع «والا» عن مصادر إسرائيلية قولها إن الكشف النهائى للأسرى الفلسطينيين ضم 195 أسيراً فقط محكوماً بالمؤبد بينهم 60 من حركة حماس. وأكدت المصادر أن الشاباك اعترض على نحو 100 اسم، واستبعد 25 من القادة البارزين ضمن الأسرى.. من جهة أخرى، دعا برنامج الغذاء العالمى الحكومة الإسرائيلية إلى الإسراع فى السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد سريان وقف إطلاق النار. وقال مارتن فريك ممثل البرنامج فى ألمانيا والنمسا وليختنشتاين «هذه اللحظة مهمة للغاية لشعب غزة»، مؤكدا أن وقف إطلاق النار يجب أن يتيح فتح المعابر الحدودية بشكل آمن ويوفر ضمانات لنقل المساعدات دون عراقيل. وأوضح فريك أن نحو 60 ألف طن من المواد الغذائية جاهزة للدخول إلى القطاع، فى حين أن 100 ألف طن إضافية فى طريقها إلى المعابر، وهى كميات تكفى لتغطية احتياجات سكان غزة من الغذاء لمدة ثلاثة أشهر تقريبًا، شريطة أن يكون الوصول آمنًا وموثوقًا. وأشار إلى أن البرنامج قادر على الوصول إلى نحو 1.6 مليون شخص فى الشهر الأول فقط، لتزويدهم بالخبز والدقيق والحصص الغذائية الأساسية. وشدد فريك على أن إسرائيل، بصفتها المسيطرة على مداخل القطاع، تتحمل مسئولية السماح بمرور المساعدات وضمان سلامة القوافل الإنسانية. من جانبه، أعرب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فجر أمس عن ثقته فى «صمود» اتفاق غزة لأن حماس وإسرائيل لا تريدان استمرار الحرب مؤكدا أن الشرق الأوسط بأسره سينعم بالسلام وليس غزة فقط. وأوضح ترامب أن هناك توافقا بشأن المراحل التالية فى خطة غزة وأضاف أنه ستتم إعادة بناء القطاع بمساعدة دول غنية. وتظل إعادة الإعمار أحد أكثر الملفات أهمية فى المرحلة المقبلة فى ظل الحجم الهائل للدمار فى غزة والذى وثقته الأقمار الصناعية والصور والفيديوهات. ومع انتهاء الحرب والسماح بدخول وسائل الإعلام العالمية إلى غزة سيتكشف المزيد والفظائع فى القطاع وهو سيناريو تخشاه إسرائيل خوفا من أن تهيمن المشاهد الصادمة على المشهد الإعلامى وعلى وسائل التواصل الاجتماعى لفترة طويلة. وفى مقال للمحلل السياسى الإسرائيلى إيتامار إيشنر فى صحيفة يديعوت أحرونوت قال إن إسرائيل ستكون أمام خيارين الأول أن يهدئ انتهاء الحرب من الغضب العالمى والثانى وهو الأكثر ترجيحا وهو ستعانى لسنوات من تداعيات سياسية ودبلوماسية ثقيلة تخسر خلالها تل أبيب الكثير.