وزير الدولة البريطاني للشرق الأوسط يشيد بقمة «شرم الشيخ للسلام»    أمطار في هذه الأماكن وسحب منخفضة.. الأرصاد تكشف طقس الساعات المقبلة    تهشم سيارة الفنانة هالة صدقي في حادث تصادم بالشيخ زايد    إسرائيل تتسلم 4 توابيت ل رفات الرهائن المتوفين (فيديو)    صحيفة أجنبية: أوروبا تواجه خطر تهديد بنيتها الأمنية منذ الحرب العالمية لتضارب المصالح    حقيقة إلقاء جماهير الإمارات آيفون على اللاعبين بعد ابتعاد حلم المونديال    نجم الزمالك السابق يكشف عن «أزمة الرشاوي» في قطاع ناشئين الأبيض    رمضان السيد: ظهور أسامة نبيه في هذا التوقيت كان خطأ    زيادة كبيرة في عيار 21 بالمصنعية.. أسعار الذهب ترتفع 600 للجنيه اليوم الأربعاء بالصاغة    الأخضر يهبط لأدنى مستوى.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 15-10-2025    هتكلفك غالي.. أخطاء شائعة تؤدي إلى تلف غسالة الأطباق    ظهور دم في البول.. متى يكون الأمر بسيطًا ومتى يكون خطرا على حياتك؟    وزير العمل: محاضر السلامة المهنية تصل إلى 100 ألف جنيه    ارتفاع مفاجئ في الضاني وانخفاض الكندوز، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    تعرف على المنتخبات المتأهلة لكأس العالم بعد صعود إنجلترا والسعودية    رونالدو يحقق رقما قياسيا جديدا في تصفيات كأس العالم    نتيجة وملخص أهداف مباراة إيطاليا والكيان الصهيوني في تصفيات كأس العالم 2026    أحمد نبيل كوكا يطلب أكثر من 30 مليون جنيه لتجديد عقده مع الأهلي    بالصور.. محافظ الغربية في جولة بمولد السيد البدوي بمدينة طنطا    تباين أداء الأسهم الأمريكية خلال تعاملات اليوم    السجن المؤبد وغرامة 100 ألف جنيه لتاجر مخدرات في قنا    عمقها 30 مترًا.. وفاة 3 شباب انهارت عليهم حفرة خلال التنقيب عن الآثار بالفيوم    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل طالبة بولاق الدكرور هنا فرج    وفاة طالب صعقا بالكهرباء داخل معهد ديني بالمنيا    سوق الفيلم الأوروبي في مهرجان برلين السينمائي يُطلق أكاديمية توزيع «صندوق أدوات الأفلام»    اليوم، إغلاق الزيارة بالمتحف المصري الكبير استعدادًا للافتتاح الرسمي    رابطة العالم الإسلامي تتطلع لمخرجات قمة شرم الشيخ لتخفيف معاناة غزة    صندوق النقد الدولي يرفع توقعاته لنمو اقتصاد الإمارات إلى 4.8% في العام الحالي    وكيل صحة كفر الشيخ يتفقد وحدة طب الأسرة بقرية المرازقة    إسبانيا تكتسح بلغاريا برباعية في تصفيات المونديال    مصرع شخصين في تصادم سيارتي نقل على الطريق الصحراوي الغربي بالمنيا    رسميًا.. موعد امتحانات الترم الأول 2025-2026 في المدارس والجامعات وإجازة نصف العام تبدأ هذا اليوم    مندوب فلسطين بالجامعة العربية: قمة شرم الشيخ محطة فارقة وضعت حدا للعدوان    كوت ديفوار تعود إلى كأس العالم بعد غياب 12 عاما    ازدحام مروري سيعرقل مسارك.. حظ برج القوس اليوم 15 أكتوبر    «توت عنخ آمون يناديني».. الكلمات الأخيرة ل «كارنافون» ممول اكتشاف المقبرة الملكية (فيديو)    لدورها الريادي في نشر المعرفة: مكتبة مصر العامة بقنا تحصد جائزة «مكتبة العام المتنقلة 2025»    معرض حى القاهرة الدولى للفنون فى نسخته الخامسة لمنطقة وسط البلد لعرض أعمال ل16 فنانا    أكرم القصاص: على الفصائل الفلسطينية إعادة ترتيب أولوياتها وتوحيد الصف    كم تبلغ تكلفة إعادة إعمار غزة؟ مندوب فلسطين يكشف    مصر ومؤتمر السلام بشرم الشيخ: من الدبلوماسية الهادئة إلى توظيف الزخم سياسيا واقتصاديا وسياحيا.. وجود القاهرة على أى طاولة تفاوض لم يعد خيارا بل ضرورة.. وتصريحات ترامب عن الجريمة فى بلاده اعتراف أن مصر بيئة آمنة    أسعار الموز والتفاح والفاكهة في الأسواق اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025    ترامب يكشف تفاصيل محادثته مع حماس بشأن نزع السلاح: سنتدخل بالقوة لو لم يفعلوا    في 3 أيام .. وصفة بسيطة لتطويل الأظافر وتقويتها    باختصار.. أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. تجدد الاشتباكات بين القوات الأفغانية والباكستانية.. نتنياهو: لن ندخر أى جهد لإعادة رفات المحتجزين فى غزة.. 90% من شوارع قطاع غزة تضررت جراء الحرب    هل شراء شقة عبر البنك يُعد ربا؟.. أمين الفتوى يوضح    متى يكون سجود السهو قبل السلام؟.. أمين الفتوى يوضح حكم من نسي التشهد الأوسط    السفير صلاح حليمة: الاحتجاجات في مدغشقر تطورت إلى استيلاء على السلطة بحماية النخبة    الجامعة الأمريكية تنظم المؤتمر ال 19 للرابطة الأكاديمية الدولية للإعلام    مدير مكتب تأهيل الخصوص في تزوير كروت ذوي الإعاقة: «طلعتها لناس مكنش ليهم محل إقامة عندي» (نص التحقيقات)    طريقة عمل شيبسي صحي في المنزل.. بدون أضرار    ورشة عمل لاتحاد مجالس الدولة والمحاكم العليا الإدارية الإفريقية    ب36 شخصية رفيعة.. قارة آسيا تتصدر الحاصلين على قلادة النيل    دار الإفتاء توضح حكم تنفيذ وصية الميت بقطع الرحم أو منع شخص من حضور الجنازة    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في الشرقية    جامعة جنوب الوادي تنظم ندوة حول "التنمر الإلكتروني"    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في محافظة الأقصر    إثيوبيا ترد على تصريحات الرئيس السيسي: مستعدون للانخراط في مفاوضات مسئولة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. أحمد يوسف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: التاريخ سيذكر لمصر منع تهجير الفلسطينيين
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 22 - 09 - 2025

منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تحاك لمصر أكبر حملة ممنهجة ومسعورة من الأكاذيب والادعاءات والشائعات، تحركها أياد شيطانية، تقطر منها دماء الأبرياء، لم تترك فرية إلا وألصقتها بها، أبشعها اتهام مصر بمنع وصول المساعدات للقطاع، ومن أجل ذلك هب الشعب المصرى للدفاع عن دولته، وخرجت المظاهرات الشعبية إلى الشوارع، تزامناً مع ذكرى «وعد بلفور» المشئوم.. هذا ما أكده د. أحمد يوسف، الخبير بالشأن العربى والسياسة الخارجية المصرية، فى حديث خاص ل «الأخبار»، مشدداً فيه على أن التاريخ سيذكر لمصر منع تهجير الفلسطينيين، ومبيناً أن القضية الفلسطينية لم تغب يوماً عن ذهن السياسة المصرية، مشيراً إلى جهود مصرية كبرى للتوصل إلى مصالحة وطنية فلسطينية حقيقية، كما استفاض فى رؤيته لدور القيادة السياسية والدبلوماسية المصرية عبر عقود زمنية متعاقبة، حيث كان الحق الفلسطينى له الأولوية فى المباحثات «المصرية - الإسرائيلية» وفى المحافل الدولية، وإلى تفاصيل الحوار.
اقرأ أيضًا | وصول طائرة مساعدات باكستانية إلى مطار العريش لصالح الفلسطينيين بغزة
منذ وعد بلفور المشؤوم ، ومصر تقف حارساً أميناً لحماية الحق الفلسطينى، فما تقييمك لذلك؟
- منذ بدء المشروع الصهيونى على أرض فلسطين، وحتى إعلان دولة إسرائيل، يتضح أن تلك الفترة تتميز بأن الموقف المصرى فيها كان يتسم بالطابع الشعبى، بمعنى أن الشعب المصرى تفاعل منذ البداية لوقف الخطط الصهيونية على أرض فلسطين وهذا مسجل فى الصحافة المصرية حيث كان المرحوم د. يونان لبيب رزق، يكتب صفحة شهيرة تحت عنوان «ديوان الحياة المعاصرة»، تناول فيها كثيراً من مظاهر الوعى الشعبى المصرى المؤيد للحق الفلسطينى. بل إن الرئيس جمال عبد الناصر، فى كتاب «فلسفة الثورة»، أشار إلى أن وعيه بالقضية الفلسطينية بدأ مع المظاهرات التى كان يخرج فيها كل سنة أثناء دراسته فى المرحلة الثانوية، وذلك فى ذكرى وعد بلفور من كل عام لقد اعتبر الشعب المصرى المشروع الصهيونى تكراراً أو ترجمة جديدة للظاهرة الاستعمارية التى عانى منها المصريون كثيراً.
عبدالناصر
ما رؤيتك لما أفرده الرئيس جمال عبد الناصر من جهد لدعم القضية الفلسطينية؟
- عبد الناصر كان المبادر بالدعوة إلى تأسيس الكيان الفلسطينى فى قمة القاهرة فى 1964، وعلى الرغم من أن هدفها كان التصدى للمشروعات الإسرائيلية لتحويل مجرى نهر الأردن إلا أنها نصت على بحث فكرة قيام كيان فلسطينى، أوكلت هذه المهمة إلى المرحوم أحمد الشقيرى، الذى كان مندوباً لفلسطين بالجامعة العربية، وقد قام الرجل بمهمته خير قيام واستطلع آراء القوى السياسية والشعبية الفلسطينية المختلفة، وأعد مشروعاً متكاملاً لإنشاء منظمة تحرير فلسطين، وحصل على دعم شعبى فى مؤتمر شهير عقد فى القدس فى مايو 1964 بحيث إنه عندما عقدت القمة العربية الثانية فى سبتمبر 1964 فى الإسكندرية كان المشروع جاهزاً وصدّقت القمة عليه.
ظاهرة نبيلة
هل دفعنا ب 1967 ثمن موقف الدولة المصرية من القضية الفلسطينية؟
- فى الحقيقة 1967 كانت مرتبطة أكثر بالصراع «العربى - الإسرائيلى» ككل، وليس بالقضية الفلسطينية، ولكن تداعياتها انعكست على القضية الفلسطينية لسبب بسيط وهو أن إسرائيل أكملت فى عدوانها 1967 احتلال كامل أرض فلسطين، ونحن نعلم أن إسرائيل فى حرب 1948 لم تتمكن من السيطرة لا على الضفة الغربية ولا على قطاع غزة، وأن قرار التقسيم كان ينص على دولتين إحداهما عربية وأخرى فلسطينية مع كيان خاص بمدينة القدس، بالتالى حرب 1967 نشأت أساساً بسبب التهديد الإسرائيلى لسوريا ومسارعة الرئيس عبد الناصر إلى حشد القوات المصرية وتداعيات هذا الحشد التى تمثلت فى إغلاق خليج العقبة فى وجه الملاحة الإسرائيلية ثم تفجر الحرب.
احتلال
هل احتلال الضفة وغزة أحدث نقلة نوعية فى القضية الفلسطينية؟
- احتلال الضفة وغزة أحدث نقلة نوعية فى القضية الفلسطينية، ترتب عليها تصاعد واضح فى المقاومة وهنا بدأت مرحلة جديدة فى الموقف المصرى لأن الرئيس جمال عبد الناصر راعى المقاومة الفلسطينية، وعرّفها على القوى الدولية المؤيدة للقضية الفلسطينية مثل الاتحاد السوفيتى، وتولى ياسرعرفات قائد فتح رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية، وكان عبد الناصر يعتبر المقاومة الفلسطينية ظاهرة نبيلة لا يمكن التخلى عنها، وهو ما تجسد فى مسارعته لوقف نزيف الدم فى الصدام الذى وقع بين المقاومة والسلطة الأردنية فى سبتمبر 1970، فدعا إلى قمة عربية عاجلة وكانت أسرع قمة عربية لأنها عقدت فى اليوم التالى مباشرة لدعوته ونجحت فى وقف نزيف الدم والتوصل إلى وقف إطلاق النار، لقد كانت رعاية مصر للمقاومة الفلسطينية سمة أساسية بعد 1967.
نصر أكتوبر
ونحن فى ذروة نصر أكتوبر العظيم، وضع الرئيس السادات حق الشعب الفلسطينى ضمن أولويات مفاوضات السلام «المصرية - الإسرائيلية»، كيف كانت تلك الجولة؟
- عندما بادر الرئيس السادات بالذهاب إلى القدس فى نوفمبر 1977، كان واعياً تماماً بالموقف العربى، الذى كان يعارض الحلول الجزئية، لذلك عندما تباحث الرئيس السادات مع القيادة الإسرائيلية حول التوصل إلى تسوية سياسية للقضية، كان حريصاً على أن تكون القضية الفلسطينية جزءاً من مباحثاته، وقد انخرطت مصر فى مفاوضات مع إسرائيل بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد الثانية، من أجل التوصل إلى صيغة جيدة للحكم الذاتى الفلسطينى لكن المفاوض المصرى اكتشف أن الهدف الحقيقى الإسرائيلى من هذا ليس إعطاء الفلسطينيين حكماً ذاتياً حقيقياً فانسحبت مصر من المفاوضات وتوقف الأمر عند هذا الحد.
علم المنظمة
بعد رحيل الرئيس السادات بعقود أيقن الجميع ما كان يمكن أن يتحقق لو استمعوا له؟
- كثيرون أو البعض يلومون المنظمة على عدم قبول دعوة الرئيس السادات للمفاوضات لكن فى الحقيقة حتى لو كانوا قد قبلوا فإن إسرائيل لم تكن لتقبل التباحث مع المنظمة، والدليل أنه عندما بدأ الرئيس السادات مفاوضاته المباشرة مع إسرائيل بعد زيارته للقدس وكانت الجولة الأولى فى ميناهاوس كان علم المنظمة موجودا على مائدة التفاوض، بمعنى أنه يقصد أن تكون المفاوضات ثلاثية بين «مصر والمنظمة وإسرائيل»، لكن مناحم بيجن عندما وصل القاعة ووجد علم المنظمة تساءل عن هذا العلم وخرج من القاعة ولم يعد إليها إلا بعد أن تم رفع العلم.. إسرائيل لم تعترف بالمنظمة إلا بعد انتفاضة الحجارة بموجب اتفاق أوسلو فى 1993.
مقدمة القضية
كيف ترى الدور المصرى لإبقاء القضية الفلسطينية فى مقدمة القضايا بجميع المنظمات الدولية المعنية؟
- متابعة المواقف المصرية سواء فى الأمم المتحدة والجمعية العامة لمجلس الأمن أو فى المنظمات التى تقتصر فى نشاطها بالقضية الفلسطينية من زاوية أو أخرى مثل منظمة اليونسكو، يجد أن القضية الفلسطينية لم تغب يومياً عن ذهن السياسة المصرية وكانت دائماً حاضرة فى هذا الصدد، وأذكر أنه عندما قبل الرئيس جمال عبد الناصر قرار مجلس الأمن رقم 242 فى نوفمبر 1967، قال إنه يقبل القرار لأنه يضمن الانسحاب الإسرائيلى من الأراضى التى احتلت فى عدوان 1967، لكنه يتفهم رفض الفلسطينيين للقرار لأنه لا يحقق مطالبهم فالقرار فى الجزء العملى نص على الانسحاب الإسرائيلى من الأراضى التى احتلتها فى 1967، ولكنه بالنسبة للقضية الفلسطينية تحدث عن حل عادل لمشكلة اللاجئين ولم يتحدث عن حق العودة، والقرار تحدث عن اللاجئين ولم يتحدث عن اللاجئين الفلسطينيين بما يفتح الباب للادعاءات الإسرائيلية بأن اليهود العرب الذين خرجوا من بلدانهم العربية إلى إسرائيل هم أيضاً لاجئون ولهم أيضاً حقوقهم، ما قصدته بهذا المثال أنه عندما قبل الرئيس عبد الناصر قراراً يتعلق بمصر وحقوق مصر كان يراعى حق الفلسطينيين.
شهادة
ونحن نتطرق للحديث عن الشأن الداخلى الفلسطينى.. ابدأ برؤيتك لموقف مصر من حركة حماس؟
- موقف مصر من حماس شهادة للسياسة المصرية.. حماس كما نعلم تنتمى لحركة الإخوان المسلمين التى بينها وبين مصر إشكالية تاريخية فلقد تبنت العنف منذ نشأتها فى آخر عشرينيات القرن الماضى، والصدام بين الإخوان المسلمين ومصر لم يبدأ منذ ثورة يوليو فقط، بل كلنا يعلم التنظيم الخاص فى عهد الملكية واغتيال النقراشى والخازندار ثم محاولة اغتيال عبد الناصر فى 1954 ثم التنظيم الجديد الذى رعاه سيد قطب بعد الإفراج عن الإخوان فى الخمسينيات، بالتالى الثأر بين مصر وحركة الإخوان المسلمين ظاهرة قديمة، وأيضاً حدثت ثورة يناير 2011 ومن المعروف أن عناصر من حماس تفاعلت وقامت بدور فى فتح السجون، ومن ثم مصر تختلف مع حماس من الناحية الأيدولوجية، ولكن ما يدعو للفخر والاعتزاز أنها تفرق بين المبدأ الاستراتيجى وبين القضايا التكتيكية.
خطر الانقسام
استشعرت مصر خطر الانقسام بعد فوز حماس فى انتخابات 2006، ثم تصاعد الخلاف بينها وبين فتح، ما الدور الذى قامت به من أجل رأب الصدع بينهما لصالح القضية الفلسطينية؟
- مصر تبذل جهوداً كبرى من أجل التوصل إلى مصالحة وطنية فلسطينية حقيقية بين حماس وفتح، كما أن مصر صاحبة أكثر دبلوماسية لعبت دوراً فى هذه المصالحة وأفضل الوثائق التى وضعت خططاً لهذه المصالحة هى نتاج للجهد المصرى.
أفكار لا تنضب
ما تقييمك للدور المصرى بعد عملية طوفان الأقصى؟
- موقفنا تمثل فى الدعوة إلى ضرورة وقف الحرب، وإدانة العمليات الإجرامية الإسرائيلية، وتقديم المساعدات للشعب الفلسطينى، حيث إن مصر كانت صاحبة الدور الأول فى ذلك، واستضافة المرضى والجرحى الفلسطينيين فى المستشفيات المصرية.
وأهم من ذلك هو الدور الذى لعبته مصر فى التوصل إلى هدنة أولى فى نوفمبر 2023، ثم هدنة ثانية فى يناير 2025.. مصر مع قطر يمثلان الوسيطين العربيين الرئيسيين فى محاولة التوصل إلى وقف إطلاق النار، مصر أيضاً هى مصدر للأفكار التى تحل المشكلات وهى معين لا ينضب للأفكار.
موقف تاريخى
الرئيس السيسى قام بموقف تاريخى برفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم؟
- التاريخ سيذكر لمصر التصدى للولايات المتحدة الأمريكية بخصوص أفكار تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن، وفكرة ترامب فى تحويل غزة إلى ريفيرا جديدة ، الرئيس عبدالفتاح السيسى، كان موقفه أكثر من واضح أن مصر لا يمكن أن تشارك فى هذا الظلم وهو ظلم إخراج شعب من أرضه، وبالتالى مصر أساسا هى التى تصدت لخطط تهجير أهل غزة وبادرت بطرح مبادرة تقوم على أساس إعادة إعمار غزة مع بقاء أهلها فيها، ودعت إلى قمة عربية حشدت فيها التأييد العربى للخطة المصرية.. مصر فى هذه المرحلة قامت بمبادرات عديدة رائدة.
عزلة إسرائيل
ما الآثار الإيجابية لطوفان الأقصى على القضية الفلسطينية والتى أشرت إليها سابقاً؟
لقد أحدث انقساماً داخلياً إسرئيلياً صحيح أنه لا يعنى أن إسرائيل قد انقسمت إلى نصفين نصف يؤيد الحق الفلسطينى ونصف يعارضه ولكن انقسمت بسبب المقاومة الفلسطينية التى كبدت إسرائيل خسائر موجعة نتج عنها جدل سياسى حقيقى حول مدى رشادة الاستمرار فى الحرب، بل إن هناك عناصر داخلية تعترض صراحة على مسلك الإبادة الجماعية الذى تمارسه الحكومة الإسرائيلية، لدينا أيضاً مسئولون إسرائيليون سابقون يؤيدون حق الدولة الفلسطينية مثل باراك وأولمرت، وكذلك قيادة أمنية وعسكرية سابقة، بل إن هناك حركة متعاظمة داخل يهود العالم ومنهم اليهود الأمريكيون ضد الحكومة الإسرائيلية الحالية.
كما أن الصمود الفلسطينى والوحشية الإسرائيلية صعّدا من هذه المعارضة اليهودية للحركة الصهيونية.. المظاهرات التى جرت فى الجامعات الأمريكية قبل تولى ترامب وفى بداياته كان المشاركون بها قسما يعتد به من اليهود الأمريكيين الذين يرفعون شعار «ليس باسمنا».. الرأى العام فى بلدان غربية وأوروبية كثيرة بدأ يتفهم طبيعة الكيان الإسرائيلى أكثر ويؤيد القضية الفلسطينية أكثر، كما أن بعض الدول اتخذت إجراءات حقيقية كإسبانيا التى منذ أيام قليلة ألغت صفقة بحوالى 4.3 مليار دولار لشراء السلاح، أما أيرلندا فموقفها أقوى من موقف العديد من الدول.
تسونامى الاعتراف الدبلوماسى بالدولة الفلسطينية الذى تشهده خلال أيام فى الجمعية العمومية للأمم المتحدة موافقة الجمعية العامة أخيراً على إعلان نيويورك الذى يرسخ حل الدولتين بأغلبية 142 صوتاً ضد اعتراض 10 دول منها «أمريكا وإسرائيل والأرجنتين».
هناك تصاعد هائل فى دعم الرأى العام العالمى بل والرأى الدبلوماسى للقضية الفلسطينية، وهذا على نحو غير مسبوق.
المأزق
البعض يرى أن نتنياهو فى مأزق شديد ويسحب إسرائيل معه إلى نفس المأزق، هل تتفق مع هذه الرؤية؟
- أتفق مع هذا البعض.. نتنياهو شخص ذكى جداً وهو بالمناسبة خريج ال «إم آى تى» وهو من أرفع معاهد التعليم العالى فى الولايات المتحدة الأمريكية، إذن هو ليس إنساناً عادياً، هو يحاول أحياناً أن يتخفى وراء مقولات دينية أو تاريخية أو شىء من هذا القبيل.. هو يعلم جيداً أن مستقبله السياسى مرتبط باستمرار الحرب فإما أن ينتصر فيها، وإما أن يطيل أمدها إلى أكثر وقت ممكن لعله يحقق شيئاً لأنه إذا انكسرت شوكته فى هذه الحرب ستكون النهاية وسيحاسب حساباً عسيراً، ليس لأنه قتل الفلسطينيين فقط، ولكن سيحاسب لأنه كبد دولته خسائر فادحة، بالتالى نتنياهو فعلاً فى مأزق.
تحذير
التحذير الأخير للرئيس عبد الفتاح السيسى فى القمة العربية الإسلامية بالدوحة كان مختلفا عن سابقيه، فكيف قرأته؟
- تحذيرات مصر كثيرة لكن التحذير الأخير للرئيس عبد الفتاح السيسى، أمام القمة «العربية - الإسلامية» فى الدوحة يتميز أنه شديد الذكاء لأنه تحذير منضبط.. بكلمات شديدة البساطة يوجه الرئيس السيسى كلمته للشعب الإسرائيلى، وهذا أول جانب من جوانب الذكاء فى الموضوع، لأنه يعلم تمام العلم أن هذا الشعب يئن تحت وطأة استمرار الحرب، لمدة تقارب على العامين، مع أوضاع اقتصادية غير مواتية، قتلى فى كل يوم، انقسام داخل الرأى العام الإسرائيلى وبين المؤسسة الأمنية والعسكرية والمؤسسة السياسية.
تضمن الخطاب أن استمرار السياسة الحالية يضر بأمنكم كما يضر بأمننا.. بمعنى أنها ستجهض أى اتفاقات سلام جديدة، والأهم من هذا أنه أضاف أنها تهدد الاتفاقات الحالية.
كلمة فى منتهى البلاغة يقول بها إن استمرار هذا النهج قد يدمر اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، هو لم يقلها بالحرف لكن المعنى واضح.. إنه تحذير فى منتهى الذكاء، وفى منتهى العقل، وأتوقع أن تكون له أصداء كبيرة فى الداخل الإسرائيلى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.