تنتابنى حالة من الدهشة تصل إلى حد الذهول وأنا أشاهد وأتابع نجومًا كبارًا فى عالم الساحرة المستديرة يسخرون من المدير الفنى لمنتخب مصر الوطنى حسام حسن وما أدراك ما حسام حسن لاعبًا وننتظر منه فرحة كبرى بحسم بطاقة التأهل للمونديال القادم للفراعنة لوجود رواسب قديمة فى وقت من المفترض أو الضرورى أن يلتف الجميع خلف المنتخب ويدعمونه من منطلق أن ذلك الأمر ليس رفاهية ولكنه واجب وطنى لأن العميد سواء كان سابقًا أو حاليًا،هو فى النهاية يقود أحلام أكثر من 100 مليون مواطن مصرى يتوقون لرؤية منتخب بلادهم يقارع كبار اللعبة فى العالم فى أقوى وأشرس البطولات. كنت أتمنى ألا ينزلق نجوم الكرة السابقين لاستخدام منصات التواصل الاجتماعى للتحفيل والتلقيح على بعض من أجل كسب مزيد من اللايكات والشير والكومنتات السلبية سواء كانت مؤيدة لمزيد من إشعال نيران الفتن والتعصب بين الجماهير التى تحب النجم الفلانى أو «مش طايقة» النجم العلانى لأن المستهدف فى النهاية منتخب مصر والمسئول عن الإدارة الفنية فيه الذى يقود كما ذكرت ليس أحلامه فقط فى النجاح وتحقيق مجد شخصي له ولأسرته ولكن الحلم يتخطى حدود الشخصنة ويصل إلى درجات أسمى وأعلى وهى حلم وطن وأمنية شعب، يدعم ويساند بكل قوة لتحقيق الإنجاز بالوصول الى المونديال الكروى للمرة الرابعة فى التاريخ. لن تقوم للكرة المصرية قائمة ومثل هذه التصرفات غير المسئولة مازلت تحدث دون رقابة ولذلك أتصور أن بيان المهندس هانى أبوريدة لرأب الصدع بين المتخاصمين فيسبوكيا كان فى وقته ولكنه لم يكن حاسمًا أو حازمًا وكأنه يقول «كلكم أبنائى والعبوا مع بعض بالراحة « مع أن المفترض أن من يعمل فى منظومة « الجبلاية» أن يتحمل مسئولياته ويدرك تمامًا أن كل ما يكتبه على وسائل التواصل الإجتماعى أو يبثه فى فيديوهاته ليست حرية شخصية بقدر ما هى مسئولية و»الجواب بيبان من عنوانه» فما بالك أن الخناقة ما بين نجوم يعملون مدربين لمنتخباتنا الوطنى، وأتصور أن حلمى طولان المدير الفنى لمنتخب مصر الثانى «المحليين» كان عليه دور فى نزع فتيل تلك التراشقات مبكرًا قبل أن تصل إلى منصات التواصل الإجتماعى أو للرد على نصائح فضائية. كرة القدم الآن صناعة وعلم وأفكار مبتكرة من أجل الوصول لمنصات التتويج، العمل الجاد وإخلاص النوايا عوامل أخرى تساعد فى تحقيق الأهداف المرجوة وهذا ما نراه فى الدوريات الأوروبية التى نشاهد فيها نجومًا يقدمون وجبات كروية ممتعة تجذب الأنظار وتجعل المنتج المقدم أفضل تسويقيًا وفوز أى فريق مهما كان تاريخه على الآخر يثير الإعجاب وليس الاندهاش مثلما يحدث عندنا عندما فاز دجلة على الزمالك وبيراميدز على الأهلى انطلقت الاستديوهات التحليلية تتبارى فى مناقشة أسباب خسارة القطبين وليس أسرار تفوق منافسيهما وهنا بيت القصيد. الكرة الأفريقية تطورت بشكل كبير فى السنوات الأخيرة ، الأشقاء أصحاب البشرة السمراء يتفوقون بدنيًا والاحتراف المبكر فى أوروبا جعل جميع المنتخبات حتى صاحبة التاريخ المتواضع الآن ندًا قويًا وقادرة على تحقيق المفاجآت بل وحصد البطولات وإزعاج الكبار، وقد نتفوق تكتيكيًا بفضل الذكاء الكروى والإرث التاريخى والأمجاد السابقة والشعبية الجارفة للساحرة المستديرة فى بلادنا ولكن فى النهاية علينا أن نؤمن بقدراتنا ونعمل وفق منهج علمى وأن يتم توفير المناخ الصحى لمنتخباتنا الوطنية بعيدًا عن التراشقات والشخصنة وحب الظهور حتى نصل الى ما نهدف إليه جميعًا. منتخب مصر مع العميد حسام حسن قادر على تحقيق حلم المصريين بالتأهل للمونديال وإن شاء الله المحطة القادمة أمام الخيول البوركينية فى واجادوجو ستكون إعلانًا أن الحلم أصبح حقيقة .. قولوا يارب.