فى نفس اليوم الذى صدر فيه التقرير الدولى الذى يثبت رسمياً تفشى المجاعة فى غزة، كان وزير خارجية هولندا «كاسبار فيلدكامب» يقدم استقالته من منصبه، ليتبعه كل وزراء حزبه الثمانية فى حكومة هولندا، بسبب فشل الحكومة فى فرض عقوبات جديدة على إسرائيل لاحتلالها غزة وخططها الاستيطانية فى الضفة الغربيةالمحتلة. الخطوة الهولندية بالتأكيد لن تكون الأخيرة. الموقف فى أوربا والعالم كله يتطور لصالح الحق الفلسطينى ويرفض جرائم إسرائيل. الحكومات الغربية تواجه شعوباً أصبحت ترى النازية الصهيونية على حقيقتها، بعد أن سقطت كل الأكاذيب التى كانت تحتمى بها. لم يعد ممكناً أن تظل النازية الصهيونية فوق القانون وخارج المحاسبة، ولم يعد ممكناً أيضاً أن تقبل الشعوب ما هو أقل من التصدى للنازية الصهيونية بالإجراءات الرادعة التى تُوقف مجرمى الحرب عند حدهم، قبل أن يقودوا المنطقة والعالم إلى كارثة لا تُحتمل!! استقالة الوزراء الهولنديين تفتح طريقاً جديداً لأن تتحمل كل الحكومات مسئولياتها لإيقاف حرب الإبادة والتجويع فوراً فى غزة، وللتصدى لسرطان الاستيطان الذى يستشرى فى الضفة الغربيةالمحتلة، ولفرض أحكام القانون والقرارات الدولية على الكيان الصهيونى وحكامه من مُجرمى الحرب. دول أوروبا بالذات تتحمل مسئولية كبيرة، ومعها بريطانيا صاحبة الوعد المشئوم. انشغالها بحرب أوكرانيا لا يُعفيها من المسئولية فى ردع إسرائيل، بل العكس هو الصحيح (!!) وضغوط اللوبى الصهيونى والموقف الأمريكى المنحاز لإسرائيل، لا ينبغى أن تؤخِّر القرارات الصحيحة والضرورية لردع الجنون الإسرائيلى قبل أن يدمر كل شىء!! العالم يتحرك لمواجهة النازية الصهيونية وفضح جرائمها. نحتاج أيضاً وفى أسرع وقت لموقف عربى موحد من القُوى العربية الفاعلة لدول العالم، يقول بوضوح وحسم: إن العالم كله أمام نازية جديدة لابد من مواجهتها، وإن كل من يدعم هذا الجنون سيكون شريكاً فى جرائمه، وإن ثمن هذه الشراكة سيكون فادحاً، وإن الجريمة الإسرائيلية ثابتة.. والعقاب ضرورى وبدون تأخير أو تردد!! فى أمريكا نفسها، نواب وشيوخ فى الكونجرس كانوا بالأمس يعترضون: لماذا تذهب أموال دافع الضرائب الأمريكى لتمويل قتل إسرائيل للفلسطينيين، ولدعم الإبادة وجرب التجويع؟! العالم يتحرك، والنازية الصهيونية لن يكون مصيرها أفضل من مصير النازيين الأوائل !!