يتصور مجرم الحرب نتنياهو أن إدخاله مضطراً بضع شاحنات إلى غزة التى تعانى من حرب التجويع سوف تخفف الضغوط الدولية التى ترفض جرائم إسرائيل وتطلب الإنهاء الفورى لحرب الإبادة ضد شعب فلسطين. ويتصور مجرم الحرب أن قليلا جدا من الطعام الذى لا يمثل إلا قطرة فى بحر احتياجات أهل غزة تمنحه الفرصة ليواصل قصف المدنيين وقتل الأطفال. ويرفض مجرم الحرب حتى الآن كل محاولات إيقاف المذبحة، ويستعد لحرب بلا نهاية. وبينما الأنظار تتابع المأساة فى غزة، يقوم مجرم الحرب بإشعال الموقف فى القدس والضفة الغربية ويهدد الجميع بمصير غزة أو ما هو أسوأ وأخطر!! وفى ظل هذا التصعيد لم يكن غريبا أن يتحول احتفال الصهاينة بذكرى احتلال القدس العربية إلى استعراض كبير للوقاحة الصهيونية، وأن يتم استفزاز كل مسلمى العالم باستباحة المسجد الأقصى من عصابات المستوطنين بقيادة الوزير الإرهابى بن غفير وفى حراسة الشرطة وبمباركة مجرم الحرب الأكبر نتنياهو الذى ذهب ليلقى خطابا فى نفق حفره الإسرائيليون تحت المسجد الأقصى الأسير(!!). كل هذا الاستفزاز الإسرائيلى لا ينفصل عن مشاهد أخرى تشير إلى أننا أمام تصعيد سوف يستمر حيث تجتاح عصابات المستوطنين كل أنحاء الضفة فى حماية أجهزة الدولة الرسمية.. تهاجم القرى العربية وتحرق الممتلكات وتطارد كل ما هو فلسطينى. وبالأمس كان الجيش الاسرائيلى نفسه يرسل ألويته فى كل أنحاء الضفة يستهدف الأبرياء ويداهم محلات الصرافة وينهب المراكز التجارية تحت زعم أنها كلها تستخدم فى تمويل المقاومة(!!).. بينما هو - فى الحقيقة - يبعث برسائل واضحة بأن الإرهاب الصهيونى لن يتوقف، وأن القدس والضفة هى الهدف الرئيسى لعدوان إسرائيل!! والأخطر.. أن نتنياهو الذى يفتخر بأنه وهب حياته السياسية لقتل اتفاق أوسلو يريد التأكيد للعالم أنه لا مكان لأى سلطة فلسطينية، ولا مجال للتفكير فى حل الدولتين مادام حكم إسرائيل فى قبضته ومع حكومة عصابات الإرهاب الصهيونى!! والرد ينبغى أن يكون حاسما بفرض العقوبات الدولية الرادعة التى تستطيع -وحدها - إجبار إسرائيل على إنهاء حرب الإبادة، وباستكمال إجراءات الاعتراف الكامل بدولة فلسطين على حدودها القانونية وبعاصمة لن تكون إلا القدس. مسئولية العالم الآن أن يضع حدا للجنون الإسرائيلى قبل أن تنفجر الأوضاع فى وجه الجميع.