وزيرة الأمن الداخلى الأمريكية «كريستى نويم» طارت إلى تل أبيب لتقديم العزاء للمسئولين الإسرائيليين ولأقارب موظفى السفارة الإسرائيلية اللذين قُتلا فى حادث متحف واشنطون، وذلك بتكليف من الرئيس الأمريكى. وبالطبع تحدثت الوزيرة عن التضامن الأمريكى مع إسرائيل والشراكة الممتدة بين الطرفين. الزيارة جاء ترتيبها لتتم فى يوم يحتفل فيه الكيان الصهيونى بذكرى احتلال القدس العربية، ومع استمرار حرب الإبادة فى غزة والضفة. ومن هنا ترافقت مشاهد اقتحام باحات المسجد الأقصى من المستعمرين الإسرائيليين بقيادة بن غفير وحماية الشرطة، مع تصاعد القصف الإسرائيلى للمدنيين الفلسطينيين فى غزة ليقارب عدد الشهداء 55 ألفاً معظمهم من الأطفال والنساء. ومع التأكيد الرسمى الإسرائيلى أن الهدف هو احتلال غزة وتهجير أهلها، يصر المستوطنون على تصعيد إرهابهم فى الضفة الغربية بالعنف الممنهج ضد الفلسطينيين الصامدين على أرضهم، تحت رعاية كاملة من حكومة الإرهاب التى يقودها نتنياهو.!! الوزيرة الأمريكية لها مهمة محددة ذهبت لتؤديها، لكن المشهد ومفارقاته يفرض التساؤل المشروع: .. وماذا عن آلاف الأطفال الفلسطينيين الذين استشهدوا بلا ذنب؟.. وماذا عن إصرار نتنياهو وحكومته على المضى فى حرب الإبادة حتى النهاية، والاستمرار فى حرب التجويع ومخططات التهجير القسرى والإعلان الرسمى من وزراء حكومة الإرهاب بالعزم على تدمير ما تبقى فى غزة، وأن أطفال فلسطين هدف أساسى لإرهابهم لابد من التخلص منهم؟.. ألا يفرض ذلك كله أن تنتهى المعايير المزدوجة، وأن تختفى أى محاولة لتبرير جرائم إسرائيل حتى وهى تحرق الأطفال وتنتهك كل القوانين وتعربد فى ساحات الأقصى الشريف؟!. الموقف يزاد خطورة، والهوس الإسرائيلى يتزايد، والحلول الجزئية لن تكون أبداً هى الحل، بل الإيقاف الفورى والنهائى لحرب الإبادة، والمضى بعد ذلك إلى حل الدولتين. ومسئولية الولاياتالمتحدة هنا هى الأكبر، لأنها تدرك جيداً أن هذا هو الطريق الصحيح من أجل الاستقرار والسلام فى المنطقة والعالم، وأيضاً.. من أجل مصالح كل الأطراف وأولها مصالح أمريكا، ومن أجل أن يكون لحليفتها إسرائيل مستقبل سيضيع حتماً إذا استمرت فى قبضة إرهاب نتنياهو وحلفائه.!!