شهدت هولندا أزمة سياسية حادة بعد موجة استقالات جماعية في حكومة تصريف الأعمال، على خلفية الخلافات المتصاعدة حول الموقف من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. فقد أعلن عدد من وزراء حزب "العقد الاجتماعي الجديد" (NSC)، وعلى رأسهم وزير الخارجية كاسبار فيلدكامب، استقالتهم احتجاجًا على ما وصفوه بعدم اتخاذ الحكومة إجراءات ملموسة ضد إسرائيل، ما أدخل البلاد في وضع سياسي غير مسبوق. مصر تطلق القافلة ال21 من "زاد العزة" إلى غزة محملة ب3500 طن من المساعدات الإنسانية الخارجية الفلسطينية تدعو لتحرك دولي عاجل لوقف الإبادة والتجويع في غزة استقالات تهز الحكومة الهولندية بدأت الأزمة عندما قدّم وزير الخارجية كاسبار فيلدكامب استقالته، مبررًا خطوته بعجزه عن التوصل إلى توافق داخل الحكومة حول فرض عقوبات أو اتخاذ خطوات أكثر صرامة ضد إسرائيل، رغم الإجراءات المحدودة التي اتخذتها هولندا سابقًا، مثل حظر دخول الوزيرين الإسرائيليين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن جفير وإلغاء بعض تصاريح تصدير السلاح. وبعد استقالة فيلدكامب، تبعه وزراء آخرون من الحزب نفسه، بينهم: * وزير الشؤون الاجتماعية ونائب رئيس الوزراء إيدي فان هيوم * وزيرة الداخلية جوديث أوترمارك * وزيرة التعليم إيبو بروينز * وزيرة الصحة دانييل يانسن * وزيرة الدولة لشؤون التجارة الخارجية هانِكه بورما إلى جانب أربعة وزراء دولة آخرين. تداعيات سياسية خطيرة أدت هذه الاستقالات إلى ترك الحكومة بلا أغلبية برلمانية، حيث لم يتبق سوى حزبي "الشعب من أجل الحرية والديمقراطية" (VVD) الليبرالي، وحزب "حركة الفلاحين المواطنين" (BBB) الشعبوي، وهو ما يجعلها أضعف من أي وقت مضى قبل الانتخابات المقررة في 29 أكتوبر المقبل. ورأى حزب "BBB" أن استقالة وزراء حزب "العقد الاجتماعي الجديد" تسببت في "ترك هولندا بلا دفة قيادة"، بينما عبّر رئيس الوزراء ديك شوف عن "أسفه العميق"، مؤكدًا أنه سيطلب المشورة حول كيفية إدارة البلاد في ظل غياب أغلبية حكومية، وألغى رحلة كانت مقررة إلى كييف للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. جذور الخلاف حول غزة الخلافات تمحورت حول مدى تشدد هولندا في إجراءاتها ضد إسرائيل، حيث كان فيلدكامب يطالب بخطوات إضافية، معتبرًا أن الوضع في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية يتطلب موقفًا أوروبيًا أكثر حزمًا، بينما رفض شركاؤه في الحكومة السير في هذا الاتجاه. وتأتي هذه الأزمة في وقت تعيش فيه هولندا أجواء سياسية مرتبكة منذ انهيار الحكومة السابقة في يونيو الماضي، لتدخل البلاد اليوم في أزمة حكم أعمق مع اقتراب الانتخابات المبكرة.