كلمة تاريخية وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الشعب المصرى والمجتمع الدولى بشأن الموقف المصرى من القضية الفلسطينية. حمَل خطاب الرئيس رسالة واضحة وحاسمة بضرورة إنهاء الحرب فى القطاع والسماح الفورى بدخول المساعدات، محذرًا من كارثة إنسانية وشيكة ولاقت الكلمة ردود فعل محلية وإقليمية ودولية وفقًا لما أكده خبراء ودبلوماسيون نظرًا لما حملته من رسائل صريحة للمجتمع الدولى ونداءً مباشرًا إلى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لإنهاء هذه الحرب والسماح بدخول المساعدات إلى غزة. د. أحمد فؤاد أنور خبير الشئون العبرية، أكد أن الموقف المصرى الرسمى والشعبى تجاه دعم القضية الفلسطينية لم ولن يتغير فهو دائمًا يرتكزعلى حقيقة ثابتة وواضحة للجميع وهى تثبيت وجود الشعب الفلسطينى على أرضه لإفساد المخطط بالتهجير لأهلنا فى غزة، وقد واجهت مصر الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، للتهجير، فهدف دولة الاحتلال هو التجويع للشعب الفلسطينى بشكل معلن حتى المساعدات التى يتم إرسالها داخل القطاع يتم منعها أو سرقتها من الجانب الآخر سواء بشكل رسمى أو من قبل المستوطنين. وشدد على أن هناك مساعى لتشويه دور مصر بهدف تخفيف الضغط عن نتنياهو، فالجميع يعلم أنه يجوع غزة، لكن هناك طابور خامس يعمل بكل همة لخدمة مصالح دولة الاحتلال. وأضاف أن مواقف الرئيس عبد الفتاح السيسى قوية جدًا ويعلم أن وسيلة الضغط الأساسية على تل أبيب هو الرئيس الأمريكى، وبالفعل دونالد ترامب يراجع حساباته، بالأمس كان يقول لا توجد مجاعة فى قطاع غزة ولكن بعد كلمة الرئيس السيسى أكد أن هناك مجاعة حقيقية ولا يمكن تزوير الحقائق، إذاً فالجانب الأمريكى يراجع حساباته، فالحديث الذى قاله الرئيس السيسى كان فى منتهى القوة ويقطع الطريق على أى مغرض وعلى من يرفعون راية الاستغفال وتشتيت الضغوط ورفع الضغط عن الاحتلال».. ومن جانبه أكد د. إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية، أن تصريحات الرئيس كانت مهمة جدًا عبر فيها عن الموقف المصرى تجاه القضية الفلسطينية، الواضح الصريح والثابت والراسخ وليس من الآن نحن نتكلم عن الموقف المصرى تجاه القضية منذ عقود من عام 1948 والمناصرة والدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وشاهدنا فى الغزو الإسرائيلى لغزة، مصر تحركت على عدة مستويات سواء الدبلوماسى أو الإنسانى، والقانونى والسياسى، ومصر لها دور طوال الوقت فى عملية الوساطة مع شركاء آخرين وبالفعل توصلت مصر لتهدئة قبل أن تخرقها دولة الاحتلال. وأضاف أن المنطق المصرى واضح والجهود كلها واضحة للعلن لحل هذه المشكلة التى طال أمدها منذ 80 عامًا تقريبًا، والرئيس أكد الثوابت وعلى موقف مصر من قضية التهجير خاصة، وعلى إيجاد حلول بشكل واضح لوقف نزيف الدماء فى غزة. وشدد على أن دور مصر فى دعوتها لإعادة إعمار غزة بعد وقف إطلاق النار يبرهن بالدليل القاطع على عدم تقبلنا لقضية التهجير قولًا وفعلًا، وأن عملية الإعمار ستكون فى الوقت نفسه مع بقاء الأشقاء فى غزة دون تهجير، فهذه كلها أدوار تمت الإشارة لها فى كلمة الرئيس، فالوضع الحالى ليس فى مصلحة كافة الأطراف سواء المباشرة أو غير المباشرة، يمكن نتحدث عن تأثر حركة التجارة الدولية بما يحدث فى البحر الأحمر وبالتالى لحركة سير السفن بقناة السويس فالوضع فى غزة أشعل المنطقة وجر العديد من الدول لبؤرة الصراع كاليمن وإيران وسوريا إلى آخره، فالدور المصرى الإقليمى والدولى واضح وهناك العديد من الدول الغربية اقتنعت بوجهة نظرنا فى إقامة الدولة الفلسطينية مثلًا كالرئيس الفرنسى ماكرون الذى أعلن أنه سيعترف بالدولة الفلسطينية خلال الدورة القادمة فى الجمعية العامة للأمم المتحدة سبتمبر القادم. أكد السفير أشرف عقل ،سفير مصر الأسبق فى فلسطين، أن الجهود المصرية تجاه القضية الفلسطينية واضحة و قد أكد عليها الرئيس السيسى فى كلمته باختصار، و أكد بصورة واضحة على خطوط الموقف المصرى الثابت و الذى سيستمر حتى تحرير فلسطين و إقامة الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس الشريف، و لكن لابد أن تبذل كل الأطراف المعينة بالقضية جهودها لتحقيق ذلك.. وأضاف عقل أن مصر تقف حائط صد لتصفية القضية الفلسطينية و منع التهجير وبحكم عملى كسفير لمصر فى غزة حتى منتصف 2007 ثم من 2007 حتى 2009 فى رام الله فأنا اتحدث مع فلسطينيين يوميا و هم يقدرون الموقف المصرى و يشيدون به. و أكد أن ما يحدث فى غزة سيكون له تأثيرات على الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة فى المستقبل القريب و سيؤدى إلى سقوط هذه الحكومة و محاسبة نيتنياهو. وأوضح عقل أن الولاياتالمتحدة هى الفاعل الأول و الأخير فى القضية ، لذا فالنداء الذى وجهه الرئيس السيسى فى كلمته للرئيس الأمريكى ترامب بوقف الحرب فى محله، فالرئيس الأمريكى يستطيع من خلال ممارسة الضغوط على إسرائيل فعل ذلك. وشدد عقل على أن القضية الفلسطينية هى قضية مصر و هى دائما على رأس أولويات القيادة السياسية. و قال أن معبر رفح هو فى الأساس لعبور الأفراد و هو مفتوح من الجانب المصرى ، لكن الاحتلال الإسرائيلى دمر الجانب الآخر، و أشار إلى أن الحملة التى تستهدف الهجوم على مصر و سفاراتها فى الخارج يقوم بها أذناب التنظيم العالمى للإخوان و المسيرات التى جاءت تحاول دخول مصر، كلها محاولات لإرباك الدولة المصرية ، و أضاف «من يريد أن يناضل هناك طرق أخرى يمكن أن يساعد بها أخواننا فى غزة، فهى جماعات مدفوعة من الإخوان الذين صعب عليهم أن يأخذوا أكبر صدمة فى حياتهم فى يونيو 2013 ، و فى النهاية ما يقومون به من بلبلة و هجوم على السفارات و استهداف لمصر، كل هذا سوف يزول والشعب المصرى أصبح واعيا و يفهم ما يجرى». واتفق معه فى الرأى السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق. و أضاف أن كلمة الرئيس السيسى جاءت فى توقيت مهم خاصة للرأى العام المصرى و تحمل عدة رسائل، أولها الرد على التشكيك فى الموقف المصرى لأن هناك حملة ممنهجة الآن هدفها هو تخفيف الهجوم على إسرائيل و الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد أن فقدوا المصداقية بشأن التصريحات الخاصة بسير المفاوضات او إدخال المساعدات وغيرها. والرسالة الثانية التأكيد على الموقف المصرى من وقف إطلاق النار و الأسرى ودخول المساعدات والتوصل لحل للقضية، والرسالة الثالثة هى أن إقامة الدولة الفلسطينية هى الطريق الحقيقى للسلام. وأضاف حسن أن مناشدة الرئيس السيسى للرئيس الأمريكى ترامب هو موقف حقيقى لأن ترامب هو شريك أساسى يمكنه وقف القتال فى الحال إذا أراد ذلك كما فعل بين إسرائيل و إيران. و قال «لو أراد ترامب فعلا أن يحصل على جائزة نوبل للسلام يحل القضية الفلسطينية و سوف يحصل عليها فى اليوم التالى و يحدث التطبيع بين إسرائيل و الدول العربية». وقال السفيرد.يوسف الشرقاوى مساعد وزير الخارجية الأسبق أن النداء الذى وجهه الرئيس السيسى فى كلمته يركز على ضرورة تضافر الجهود من أجل الوقف الفورى للإبادة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى فى غزة و الضفة. و أضاف الشرقاوى أن هناك عدة أبعاد للكلمة و هى ضرورة إنهاء الحرب و العمل على إدخال المساعدات و تبادل الأسرى و الرهائن بين الجانبين والسير قدما نحو تحقيق حل الدولتين و رفض أى فكرة تجهض ذلك. و أضاف الشرقاوى أن مصر هى من أوائل الدول التى كشفت مخططات التهجير وحذرت منها منذ المؤتمر الذى عقد فى أكتوبر 2023 بعد أيام من الأحداث و تصدت لهذا المخطط، فالدور المصرى أصيل و حيوى منذ أربعينيات القرن الماضى والرئيس السيسى يؤكد على هذا الموقف فى كل المناسبات.