جاءت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس الاثنين حول الأوضاع الكارثية والمأساوية في قطاع غزة وما يتعرض له الشعب الفلسطيني في القطاع من قتل وتشريد وتجويع وحصار من قبل الاحتلال الإسرائيلي، لتوجه لطمة شديدة على وجه المجتمع الدولي الصامت والمتخاذل ووجه الاحتلال المغتصب المجرم ووجه جماعة الإخوان الإرهابية وأذنابها - الأعداء الذين تجمعهم أجندة وأهداف واحدة، وسط محاولات مستميتة لتشويه دور مصر في دعم القضية الفلسطينية. إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي كانت حاسمة وحازمة وكشفت عن زيف وكذب حملات التشويه المغرضة التي تتبناها جماعة الإخوان الإرهابية والتي تخدم أغراض وأهداف الاحتلال الإسرائيلي، هذه الجماعة التي تعمل على تجميل صورة الاحتلال وتنفي عنه جرائم القتل والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني وتحمل مصر المسئولية عن محاصرة قطاع غزة وتجويع الشعب الفلسطيني، فهى تكذب بكل بجاحة وتضلل بوجه أحمق، وكل ذلك من أجل تحقيق مخططاتها لضرب وزعزعة استقرار الدولة المصرية. كلمة الرئيس السيسي كانت واضحة وحملت رسائل إنسانية وسياسية في منتهى القوة والوضوح، وكانت بمثابة صرخة ضمير عالمي موجهة إلى المجتمع الدولي لإنهاء المأساة المستمرة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، والتي تجاوزت حدود المعاناة الإنسانية إلى ما يمكن وصفه بجرائم إبادة جماعية.. فإن تأكيد الرئيس السيسي على أن "مصر لا يمكن أن تقوم بدور سلبي إزاء أشقائها في قطاع غزة" هو في حد ذاته تأكيد على أن الموقف المصري لا تحركه المصالح الضيقة، بل تدفعه مبادئ راسخة وقيم إنسانية وأخلاقية، لطالما شكلت البوصلة الحقيقية للسياسة المصرية في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. فموقف مصر ثابت وقوي في دفاعها عن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينية، فلا يستطيع أحد أن يزايد على دور مصر في التصدي لكل محاولات تصفية القضية وإفشال مخطط تهجير الفلسطينيين، بخلاف التضحيات الكبيرة التي قدمتها مصر في سبيل الدفاع عن القضية على مدار عقود طويلة دفعت ثمنها من دماء أبنائها، بالإضافة إلى ما تعانيه مصر من حصار وضغوط اقتصادية بسبب موقفها الداعمة للقضية ورفضها مخطط التهجير. وبكل تأكيد الرئيس السيسي عبر بصدق عن موقف الشعب المصري بكافة أطيافه، الرافض للصمت الدولي والمطالب بالتحرك العاجل لإنهاء الحرب، حيث طالب بإدخال أكبر حجم ممكن من المساعدات إلى قطاع غزة وهو ما يعكس الإصرار المصري على لعب دور فعّال في التخفيف من حدة الأزمة، وتقديم الدعم الكامل للأشقاء، رغم التحديات الأمنية والسياسية والظروف المحيطة. وبكل قوة وشجاعة وضع الرئيس عبد الفتاح السيسي العالم أمام مسئولياته، حيث خاطب الرئيس الأمريكي ترامب وطالبه باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الحرب في غزة وسرعة إدخال أكبر كم من المساعدات، ولا يمكن تجاهل أهمية هذا النداء المباشر من الرئيس المصري للرئيس الأمريكي والذي ينطوي على تقدير واضح لدور الولاياتالمتحدة، وفي الوقت نفسه تحميلها مسؤولية أخلاقية وتاريخية لوقف العدوان، لما لها من تأثير مباشر على حكومة الاحتلال، فهذا النداء اتسم بالحكمة السياسية والصراحة، وهو تعبير عن ثقة القيادة المصرية في إمكانية إحداث تغيير حقيقي إذا وُجدت الإرادة الدولية. وكلمة الرئيس السيسي لم تكن فقط رد فعل على تصعيد عسكري، بل جاءت ضمن إطار رؤية شاملة تتبناها مصر لحل الأزمة الفلسطينية جذريا، عبر التمسك بخيار "حل الدولتين" باعتباره السبيل الوحيد والعادل لإنهاء الصراع، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدسالشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. ومصر وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لم تدخر جهدا من أجل إعادة إحياء المسار التفاوضي، والعمل على وقف التوسع الاستيطاني ورفع الحصار، والدفع في اتجاه اتفاق سياسي شامل يعيد الحقوق لأصحابها، فالقاهرة ما زالت تبذل جهودًا متواصلة لفتح قنوات الحوار بين كافة الأطراف، واستضافة مفاوضات التهدئة، رغم كل ما تتعرض له من حملات تشويه وتشويش على دورها القوي في دعم القضية، إن القيادة المصرية كانت دائما صوت العقل والاتزان في لحظات الغليان، وخطاب الرئيس السيسي الأخير يعكس شجاعة رجل الدولة الذي يتحمل مسؤولياته كاملة، ويصر على مواصلة الدفاع عن قضية عادلة لم تغب عن الوجدان المصري والعربي، مهما تغيرت المواقف والتحالفات، والدولة المصرية لم ولن تتخلى عن القضية مهما كانت الظروف والتحديات.