فى تطور لافت داخل أروقة الدبلوماسية الألمانية، أبدى أكثر من 130 دبلوماسيًا فى وزارة الخارجية الألمانية - معظمهم من الجيل الشاب فى بداية مشوارهم المهنى - احتجاجهم على نهج حكومة المستشار فريدريش ميرتس فى التعامل مع الأزمة الإنسانية المتفاقمة فى قطاع غزة، وعلى سياساتها تجاه الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو. وأعرب الدبلوماسيون فى رسالة داخلية عن قلقهم من أن التماهى غير المشروط مع إسرائيل قد يُفسَّر كضوء أخضر لانتهاكات محتملة للقانون الدولى، لا سيما فى ظل الأوضاع المأساوية التى يشهدها القطاع. اقرأ أيضًا | ألمانيا تدعم أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى من جانبه، أعلن وزير الخارجية الألمانى، يوهان فاديبول، عن استعداده للقاء المحتجين داخل وزارته، مؤكدًا أن «العلاقات القوية مع إسرائيل لا تعنى غياب النقد، بل تتيح المجال لطرحه بصراحة وشفافية».. كما شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية على أن الحكومة الألمانية تطالب إسرائيل ببذل مزيد من الجهود لحماية المدنيين فى غزة، مشيرًا إلى أن «الحوار الصريح هو ركيزة أساسية فى العلاقة بين البلدين».. فى المقابل، رفضت قيادة الحزب الديمقراطى المسيحى الحاكم هذه الانتقادات، مؤكدة التزام برلين «الراسخ وغير القابل للتراجع بأمن إسرائيل»، وداعية إلى استمرار دعم ما وصفته ب «حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها». أما الحزب الاشتراكى الديمقراطى - الشريك فى الائتلاف الحكومى - فقد أبدى عدد من قياداته تفهمًا واضحًا لمواقف الدبلوماسيين، محذرين من أن الصمت على ما يحدث فى غزة قد يحمّل ألمانيا مسئولية أخلاقية وتاريخية.