«الشيوخ» يعقد جلسته الافتتاحية «بعد قليل».. تعرف على إجراءات إدارة الجلسة الأولى    السيسي يبحث سبل تعزيز التعاون بين قناة السويس ومجموعة ميرسك    «المشاط»: 709 ملايين دولار محفظة ضمانات وكالة «ميجا» للقطاع الخاص في مصر    ميناء دمياط يستقبل 33 ألف طن قمح قادمة من روسيا    صحة غزة تعلن استلام 15 جثمانا لشهداء أفرج عنهم الاحتلال الإسرائيلي    من قلب القاهرة.. نهضة بركان يسعي للعودة بلقب السوبر الأفريقي إلى المغرب    ضبط شخص يدير أستوديو تصوير تلفزيوني دون ترخيص في القاهرة    العظمى 27.. تعرف على حالة الطقس اليوم السبت 18 أكتوبر 2025 في بورسعيد    مصرع 3 أشخاص وإصابة 14 في حادث تصادم على الطريق الصحراوي بمحافظة البحيرة    مصرع سيدة وإصابة 10 أشخاص في انقلاب سيارة ميكروباص بوسط سيناء    القصة العربية والقصة الغربية.. أبعاد للمقاربة    لا تدَّعِ معرفة ما تجهله.. حظك اليوم برج الدلو 18 أكتوبر    الثقافة: تعامد الشمس على وجه رمسيس الثانى من أعظم المعجزات الفلكية فى التاريخ    رئيس هيئة الدواء: 91% من استهلاك مصر ينتج محليا ومخزون المواد الخام يكفي 7 أشهر    ضمن «رعاية بلا حدود».. إجراء 64 ألف زيارة طبية منزلية لخدمة كبار السن وذوي الهمم بالشرقية    تردد قنوات ثمانية الجديدة 2025 على نايل سات وعرب سات لنقل البطولات السعودية حتى 2031    هيثم الحريري يتقدم بطعن على قرار استبعاده من كشوف المرشحين لانتخابات مجلس النواب القادم    اليونيسف: الوضع الإنساني في غزة كارثي.. والسكان يواجهون نقصًا حادًا بالغذاء    دينا الشربيني وأسر ياسين بأول ظهور بمهرجان الجونة قبل تعاونهما في رمضان 2026    نجوى إبراهيم عن تطورات صحتها بعد الحادث: تحسن كبير واستكمل العلاج بمصر    مقتل شخصين في هجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية على جزء من منطقة خيرسون خاضع لسيطرة روسيا    قريبًا.. الحكومة تعلن موعد بدء التوقيت الشتوي في مصر    100 مُغامر من 15 دولة يحلقون بمظلاتهم الجوية فوق معابد الأقصر    «قناة السويس» تتابع جودة الخدمات الغذائية المقدمة لطلاب المدينة الجامعية    محمد مصطفى كمال يكتب: من أين جاء كل هذا العنف بين أطفالنا؟    عبير الشرقاوي ترد على تجاهل ذكر والدها: نقابة المهن خسرت كتير    المحكمة الجنائية الدولية تؤيد مجددا مذكرات توقيف نتنياهو وجالانت    دميترييف: العمل على فكرة النفق بين موسكو وواشنطن بدأ قبل 6 أشهر    بكين وواشنطن توافقان على عقد محادثات تجارية جديدة    ضبط محطة وقود لتصرفها في 13 ألف لتر سولار.. وتحرير محاضر لتعطيل أجهزة ATG بالبحيرة    المستشفيات التعليمية تتوسع في خدمات كهرباء القلب إلى بنها ودمنهور لتخفيف العبء عن المرضى    «الصحة» تواصل برنامج «درّب فريقك» لتعزيز مهارات فرق الجودة بالمنشآت الصحية    مواقيت الصلاة اليوم السبت 18 أكتوبر 2025 في محافظة المنيا    تعرف على عقوبة عدم التصويت في الانتخابات البرلمانية    أسعار زيت الطعام بعد إضافة عبوة جديدة على بطاقات التموين.. اعرف التفاصيل    أعضاء مجلس الشيوخ يؤدون اليمين الدستورية.. اليوم    فيديو.. منى الشاذلي تمازح حمزة نمرة: أنت جاي تتنمر عليا    جولة لمدير الرعاية الصحية بالأقصر بوحدة طب أسرة طيبة لمتابعة خدمات المواطنين    رئيس صريبا: قمة بوتين وترامب في المجر أهم قمة في القرن 21    تشكيل بايرن ميونخ ودورتموند المتوقع في كلاسيكو ألمانيا    تشييع جثمان تلميذ الإسماعيلية ضحية زميله اليوم من مسجد المطافي    زيلينسكي: وقف إطلاق النار هو الخطوة الأولى في تحقيق السلام    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم السبت 18 أكتوبر 2025    وزير الري: مواصلة إدارة الموقف المائي بصورة ديناميكية وفقا للرصد اللحظي في أعالي النيل والتنبؤات الهيدرولوجية    الأهلى يضع «عبدالمنعم» ضمن المرشحين لدعم الدفاع فى يناير    تشكيل الهلال المتوقع لمواجهة الاتفاق في الدوري السعودي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 18-10-2025 في محافظة قنا    اليوم.. الحكم على 37 متهما بقضية "خلية التجمع"    الزمالك يواجه ديكيداها الصومالي في مستهل مشواره بالكونفدرالية الأفريقية    تعادل مثير بين سان جيرمان وستراسبورج في الدوري الفرنسي    استقرار أسعار الدواجن والبيض في الأسواق المحلية بعد زيادة أسعار البنزين والسولار    المصري هيثم حسن يقود تشكيل ريال أوفييدو أمام إسبانيول في الليجا    حكم التعصب لأحد الأندية الرياضية والسخرية منه.. الإفتاء تُجيب    هل يجوز للمريض ترك الصلاة؟.. الإفتاء تُجيب    انخفاض كبير في عيار 21 الآن بالمصنعية.. سعر الذهب والسبائك اليوم السبت بالصاغة    القطط فى مصر القديمة.. الرفاق الذين أصبحوا آلهة    ملوك الدولة الحديثة ذروة المجد الفرعونى    العلماء يؤكدون: أحاديث فضل سورة الكهف يوم الجمعة منها الصحيح ومنها الضعيف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالهادي عباس يكتب: اقتصاد المعرفة
يوميات الأخبار

تظل إستراتيجيات التعليم والتعلم أمنًا قوميًا لا غنى عنه لأى دولة قوية
لم تعد المعارف ترفًا عقليًا أو تزجية لفراغ الإنسان؛ وإنما أصبحت طريقًا وحيدًا للحياة وسط مجتمع عالمى لا يعترف بغير العلم وسيلة لإبراز جوانب الخير فيه التى تضاءلت كثيرًا مقارنة بنوازعه الشريرة نحو السيطرة والسرقة على مرأى من عدسات العالم كله.
إن كنا قد تعلمنا شيئًا من الحروب الناشبة من حولنا فإن الاهتمام بالبحث العلمى والتكنولوجى يصبح هو التوجه الأول والملتحد الذى ينبغى أن نستمسك به ونشد عليه بالنواجذ لمواجهة أسوأ مخاوفنا وأحسنها على السواء، ودحض أعدائنا فى أفكارهم ووساوسهم قبل دحرهم فى واقعهم وتحركاتهم؛ وهو ما تُدركه جيدًا قواتنا المسلحة الباسلة التى تقوم بواجباتها على الوجه الأكمل بما يحفظ لها تفوقها المعرفى على كل المتربصين بها.
كان لقاءً مثمرًا جدًّا ذلك الذى استضافته مؤسسة «أخبار اليوم» الأسبوع الماضى للتوافق مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، مع مديرها التنفيذى جمال حويرب، ذاك المثقف النبيل الذى خضتُ معه أوقاتًا طيبة فى نقاشات مثمرة حول الثقافة العربية والمصرية؛ ووجدت أن الرجل متغلغل فى الأدب المصرى الحديث، ويتحدث بطلاقة عن العقاد والرافعى وشوقى، وعن إبداع الشعراء المصريين بنظرات ناقد يُدرك قيمة الكلام ودروبه الوعرة، كما يُدرك أفانين المعارف العالمية وكيف أصبحت المعرفة استثمارًا لا غنى عنه لدراسة علوم المستقبل.. كان اللقاء بحضور عدد من كبار الصحفيين والمفكرين المصريين، منهم صديقى الأستاذ محمود بسيونى، رئيس تحرير أخبار اليوم، نائبًا عن الأستاذ إسلام عفيفى، رئيس مجلس الإدارة، وصديقى الأستاذ أحمد المراغى، رئيس تحرير الأخبار برايل، والأستاذ سعيد عبده، رئيس مجلس إدارة دار المعارف السابق، والأستاذ عبد المحسن سلامة، رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، والإعلامى الأستاذ محمد الباز، والأستاذ عبد الله حسن، رئيس وكالة أنباء الشرق الأوسط الأسبق، والمؤرخ الكبير د. محمد عفيفى، والخبير الإعلامى د. محمد شومان؛ وجاءت الندوة بتقديم خبير المكتبات د. خالد عزب.. والحقيقة أن سعادتى كانت مضاعفة إذ أن التفكير المعرفى يليق به الانطلاق من هذه المؤسسة العريقة التى حملت بين جدرانها أسس تأسيس العقل العربى؛ وهو ما أعطى الثقة لكل المؤسسات المعرفية العربية لتتعاون مع «أخبار اليوم».
الاستثمار فى التعليم
فى منتصف القرن العشرين، أطلق د. طه حسين مقولة: «التعليم كالماء والهواء»، لتصبح شعارًا تبنته الحكومات المصرية، ويكون مدخلًا لمجانية التعليم؛ وقد أدركت أقوى دولة فى العالم خطورة تراجع التعليم، فبدأت حملة قومية بعنوان: «الأمة فى خطر: أمر إلزامى لإصلاح التعليم»، وكان هذا هو عنوان تقرير الرئيس الأمريكى رونالد ريجان عام 1983 بخصوص اللجنة الوطنية للتميز التربوى؛ وكان نشر هذا التقرير حدثًا بارزًا فى تاريخ العملية التعليمية الأمريكية الحديثة.
وفى الجمهورية المصرية الجديدة كان تطوير العملية التعليمية أحد المحاور التى تركزت فيها جهود الدولة.. وتقوم هذه الرؤية على عدة أفكار منها: التعليم للغد، التعلم المستمر، التنمية المستدامة، تطوير المجتمع، تنمية وتطوير قُدرات الكوادر التعليمية، القدرة على المنافسة العالمية، استثمار الصرح الحضارى الثقافى لمصر، تنمية رأس المال البشرى، إعداد أبناء المستقبل، إعداد جيل من العلماء قادر على إنتاج المعرفة وإدارتها، بل توظيفها لخدمة المجتمع وحل مشكلاته؛ وكل هذا يعد من غايات التعليم فى مصر.. والحقيقة أننا لن نتقدم فى الاستثمار فى التعليم بمفهومه الشامل إلا من خلال خطة إستراتيجية محكمة واضحة.
وقد كان جوهر عملية التعليم على مرّ العصور يتركز فى بناء الإنسان المصرى، مع إيضاح الخصائص والصفات التى يرغب كل عصر فى إبرازها لهذا الإنسان؛ لذا تحرص كل منظومة تعليمية على تحديد خصائص هذا الإنسان وفقًا لأهدافها الإستراتيجية.. ولأن لكل خطة تحديات تواجهها فإن أبرز تحديات تطوير المنظومة التعليمية تأتى من ضرورة الارتكاز إلى التكنولوجيا باعتبارها الوسيلة الأبرز عالميًا لإنتاج جيل قادر على التعاطى مع التسارع المعرفى العالمى؛ إضافة إلى أن التوترات العالمية تؤثر بشكل كبير فى الأبعاد الاقتصادية للعملية التعليمية، وعلى رأسها زيادة أسعار الورق وطباعة الكتب؛ لذا يصعب تنفيذ أى خطة إستراتيجية للتربية والتعليم دون الدعم المجتمعى الشامل بكل أطرافه؛ حيث تظل إستراتيجيات التعليم والتعلم أمنًا قوميًا لا غنى عنه لأى دولة قوية.
الصحافة الشعبية
لدينا تاريخ صحفى عريق من الصحافة الشعبية التى كانت منها العربية والإفرنجية، كما كانت منها التى صدرت فى مصر والتى صدرت خارجها كالعروة الوثقى؛ وقد دعت حاجة الخديو إسماعيل إلى صحافة تذود عنه أخطارًا محدقة به، فكان يخشى التدخل الأجنبى، كما كان يخشى الباب العالى، ولهذا كان يشجع الحركة الأدبية، وله ميلٌ إلى الأدب والفن، فسمح بوجود الصحافة الشعبية للمصريين والشاميين والأجانب على السواء، وكفل لها حريتها ما لم تتعرض لشخصه أو تنل سياسته بتجريح؛ وهذه التقسيمات الصحفية كانت لها أشكال معروفة فى أوروبا؛ فالعقاد يقول: «والذى تبين من تجارب الأمم الغربية أنها أخذت تقسم الصحف عندها إلى قسمين تتسع الفجوة بينهما عامًا بعد عام؛ وهما: قسم التسلية وقسم المراجعة والدراسة. ومن المشاهد المتواترة فى أوروبا وأمريكا أن صحف التسلية تطبع الملايين فى اليوم الواحد ولكنها لا تؤخذ مأخذ الجد والتوقير ولا يحفل الناس ماذا تقول وماذا تُبدى من الآراء، وأن صحف المراجعة والدراسة محدودة القراء أو محدودة النطاق فى الأقاليم، ولكنها مرجع معوَّل عليه فى تكوين الأفكار وتلقى المعلومات».
ولا يُمكن أن نغفل أثر الشاميين الذين نزحوا إلى مصر بحثًا عن الحرية فى النهضة بالصحافة وإثرائها بالتجارب الشخصية والثقافة الأجنبية التى اكتسبوها بعلاقتهم بالأجانب فى بلادهم؛ فقد استعان بهم محمد علي كثيرًا فى نهضته؛ وكانت من أولى الصحف الشعبية جريدة «وادى النيل» التى صدرت 1867م، إلا أن ناحيتها الشعبية كانت محدودة؛ لأن إسماعيل هو الذى أوعز بها لصاحبها عبد الله أبى السعود لتخدم سياسته وتدافع عنها، وكان الخديو يمدها بالعون، فكانت صورة أخرى للوقائع، غير أنها تفوقت على «الوقائع» بعنايتها بالمواد الأدبية وأخذت تنشر فصولًا من الكتب الأدبية على نحو ما فعلت (روضة المدارس)؛ وكانت هذه الصحيفة والصحف التى عاصرتها تستهدف الناحية الثقافية أكثر من غيرها، وكان أسلوبها جميعًا يتميز بالسجع وألوان البديع، فكان أسلوبًا ضعيفًا يُمثل اللغة فى أضعف عصورها.
ثم تطوَّر الأسلوب بعدها فى جريدة «مصر» التى أصدرها أديب إسحق 1877م باقتراح من جمال الدين الأفغانى، الذى كان له أثرٌ كبيرٌ فى توجيه تلاميذه للكتابة فى هذه الصحف، كما كانت توجيهاته وآراؤه دافعة لإنشاء الكثير من الصحف الأخرى.
من دعاء الإمام على بن أبى طالب:
الَّلهُمَّ عَظُمَ سُلْطَانُكَ، وَعَلَا مَكَانُكَ، وَخَفِيَ مَكْرُكَ، وَظَهَرَ أَمْرُكَ، وَغَلَبَ قَهْرُكَ، وَجَرَتْ قُدْرَتُكَ، وَلَا يُمْكِنُ الفِرَارُ مِنْ حُكُومَتِكَ. اللهم لا أجد لذنوبى غافرًا، ولا لقبائحى ساترًا، ولا لشيء من عملى القبيح بالحسن مبدلًا غيرك. لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك. ظلمت نفسي، وتجرأت بجهلي، وسكنت إلى قديم ذكرك لى ومنِّك عليَّ. اللهم مولاي: كم من قبيح سترته، وكم من فادح من البلاء أقلته، وكم من عثار
وقيته، وكم من مكروهٍ دفعته، وكم من ثناء جميل، لستُ أهلًا له، نشرته!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.