| توقف شركات التأمين عن تغطية السفن أو فرض رسوم حربية باهظة تصاعدت المخاوف الدولية بعد موافقة البرلمان الإيراني على إغلاق مضيق هرمز، في خطوة تهدد بإشعال أزمة طاقة عالمية، وتعطيل حركة التجارة، وزعزعة استقرار الأسواق الدولية. -صدمة ل أسواق الطاقة العالمية وفي تقرير تحليلي، أكدت مجلة "فوربس" أنه حال إغلاق مضيق هرمز سيكون بمثابة صدمة فورية ل أسواق الطاقة العالمية، وأوضحت أن أسعار النفط قد تتجاوز 90 دولارًا في الأيام الأولى، بينما ستقفز أسعار الغاز الطبيعي المُسال (LNG) إلى مستويات مماثلة لما شهدته أزمة 2022. وأشارت إلى أن الدول الأكثر اعتمادًا على الغاز الخليجي، مثل اليابان وكوريا الجنوبية والهند، ستكون أول من يلجأ إلى استخدام احتياطاته الاستراتيجية، لكنها شددت على أن هذه الاحتياطيات محدودة، ولن تصمد أمام أزمة طويلة. اقرأ أيضا |وزير خارجية أمريكا: إذا أغلقت إيران مضيق هرمز ستكون الصين الأكثر تضررا - الأزمة لن تقتصر على الطاقة ولفتت المجلة إلى أن تداعيات الأزمة لن تقتصر على الطاقة، بل ستمتد إلى تعطيل قطاع الشحن والتأمين البحري بالكامل، حيث قد تتوقف شركات التأمين عن تغطية السفن في المنطقة أو تفرض رسومًا حربية باهظة، ما يدفع شركات الشحن إلى تجنب الخليج، وبالتالي ترتفع تكلفة نقل السلع الأساسية والمنتجات الاستهلاكية عالميًا. وأوضحت "فوربس" أن الأزمة ستسرع خطوات دول العالم في تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري من مناطق النزاع، من خلال بناء محطات لاستيراد الغاز المسال، وتوسيع التخزين، واللجوء إلى مصادر أكثر استقرارًا مثل الولاياتالمتحدة، كما توقعت أن يدفع ذلك للاستثمار طويل الأمد في الطاقة المتجددة والنووية. - يمر من خلاله 25% من إمدادات الغاز العالمية وفي هذا السياق، قال الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي ل "بوابة أخبار اليوم"، إن مضيق هرمز أحد أهم الممرات البحرية في العالم، حيث يمر من خلاله نحو 25% من إمدادات الغاز العالمية، وأكثر من 21 مليون برميل نفط يوميًا، ما يجعله شريانًا حيويًا للطاقة العالمية. وأضاف أن المضيق لا يهم دول الخليج فقط، بل يمثل أهمية استراتيجية لدول بعيدة عن الصراع مثل اليابانوالصين، إضافة إلى كونه منفذًا رئيسيًا لدول الخليج كالسعودية والإمارات والكويت وقطر، وحتى إيران نفسها، التي تعتمد على صادراتها البحرية عبر المضيق. اقرأ أيضا| تبعات غلق مضيق هرمز على الاقتصاد العالمي واستقرار المنطقة - رسالة سياسية من طهران وأشار إلى أن مجرد الموافقة على إغلاق المضيق لا تعني بالضرورة تنفيذه الفوري، لكنها رسالة سياسية من طهران تعكس استعدادها للتصعيد، وهو ما يضع العالم أمام سيناريو شديد الحساسية. وأكد جاب الله أنه في حال تنفيذ القرار فعليًا، فإن ذلك يعني توسيع إيران لدائرة خصومها لتشمل المجتمع الدولي بأكمله، وليس فقط الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وهو ما ينذر بتداعيات اقتصادية عالمية قد تتجاوز أزمة أوكرانيا وروسيا. وأوضح أن غلق المضيق قد يدفع بأسعار النفط والغاز إلى مستويات قياسية تتجاوز 150 دولارًا للبرميل، ويؤدي إلى اضطرابات حادة في سلاسل الإمداد، وتعطيل حركة الشحن البحري، ما سيؤثر على معظم اقتصادات العالم، ومنها مصر، التي ينبغي أن تستعد لكافة السيناريوهات المحتملة. اقرأ أيضا | خبير اقتصادي: مضيق هرمز نقطة اختناق وغلقه انتحار سياسي بسبب النفط والغاز - توقف صادرات النفط من الخليج ومن جانبه، قال الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي ل "بوابة أخبار اليوم"، إن قرار غلق مضيق هرمز، حال تنفيذه، يعني توقفًا شبه كامل لصادرات النفط من الخليج، ما يؤدي إلى قفزة جنونية في أسعار الطاقة، وتعطيل لحركة السلع والبضائع، بل وحتى الأسلحة. اقرأ أيضا | الحرب الإيرانية الإسرائيلية.. أسواق الطاقة تشتعل وأزمة النفط تلوح في الأفق - انعكاسات مباشرة على قناة السويس وأضاف أن القرار ستكون له انعكاسات مباشرة على قناة السويس، التي تعتمد في جزء كبير من إيراداتها على مرور السفن القادمة من بحر العرب والخليج نحو أوروبا، وأي تراجع في حركة السفن بسبب المخاطر أو ارتفاع تكاليف التأمين والنقل، سينعكس على إيرادات القناة ومكانتها في التجارة العالمية. وأشار إلى أن مصر رغم بعدها الجغرافي عن مركز التوتر، ستتأثر بشكل غير مباشر نتيجة لاضطراب سلاسل الإمداد، وارتفاع تكاليف النقل والشحن، وتراجع النشاط الصناعي في الدول المستوردة للطاقة، مما يعيد التضخم العالمي للارتفاع، ويضع ضغوطًا كبيرة على الاقتصادات النامية.