كان الهدف الاستراتيجى للعدو الإسرائيلى من الضربة الأولى لإيران هو كسر هيبتها ودق أخر مسمار فى نعش النظام الإيرانى ،وتحريض الشعب الإيرانى على الثورة وإسقاط النظام-وقد قال هذا نتنياهو صراحة بعد أول ضربة -ومن أجل ذلك استهدف المفاعل النووى الأكبر ،وكبار القادة العسكريين وكبار علماء الذرة ،واظهار النظام فى صورة الضعيف الذى عجز عن حماية واستكمال المشروع النووى القومى للشعب الإيرانى ،الذى دفع ثمنه غالياً طوال 40 عاماً حصاراً اقتصادياً. لا أمريكا ولا إسرائيل تريدان تدمير إيران ،وجعلها مثل العراق ،وتقوم بغزوها واحتلالها والهيمنة على مقدراتها ،ولكنهما تريدان فقط تغيير النظام ليصبح موالياً لهما-كتجربة سوريا وزرع جولانى آخر ولكن هذه المرة فارسياً - حتى تظل إيران هى «بعبع «المنطقة ،التى تستهدف تنفيذ مخطط المد الفارسى ،وحتى تظل هى المهدد الأكبر للمنطقة والأنظمة التى تحكم ،وبالتالى يظل مبرر تواجد القواعد الأمريكية مستمراً ،فبلا إيران ،لاحاجة للتواجد هذه القواعد التى هى فى حقيقة الأمر تحمى إسرائيل من أى تهديد ،ومساعدتها فى أى اعتداء على أى دولة تمنعها من التوسع وإقامة إسرائيل الكبري! . لكن إسرائيل لم تضع ضمن حساباتها إن طبيعة الشعب الإيرانى تختلف عن الشعب السورى ،وليس من السهل تغيير نظامه ،ولم تتوقع أن الرد الإيرانى سيكون مؤلماً وموجعاً بهذه الدرجة ،وكانت تحسبه مثل الردين السابقين عندما انتهكت تل أبيب سيادة إيران ،ولذا فقد طورت هجماتها وأصبحت تضرب البنية الأساسية ،ومصافى بترول وغاز ومقر التليفزيون ،والمنشآت المدنية ،وأفراد الهلال الأحمر ،وعلت نبرتها فى أنها تريد أن تضرب كل مصانع ومخازن الصواريخ التى أصبحت تطال العمق الإسرائيلى ،ومخابئ الشعب الإسرائيلى الجبان،وضرب مخازن الصواريخ لم يكن ضمن أهدافها ،لأن هذا السلاح هو الذى يهدد دول الخليج ومعنى القضاء عليه ،إن إيران أصبحت بلا أنياب ،ولم يعد ضرورياً تواجد القواعد الأمريكية فى الخليج ،ولا يوجد مبرر لاستنزاف ثروات دول الخليج الشقيقة بحجة حمايتها ! . أرى أن استمرار الضربات الإيرانية الموجعة لإسرائيل وتكبيدها أكبر قدر من الخسائر البشرية والعسكرية لابد أن يكون الهدف الاستراتيجى لإيران ،قبل أن تتعرض للضغط لوقف النار..فإسرائيل لن تتوقف عن الضرب وستستخدم كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة .