تعرف علي أسعار الذهب في السوق المصرية والعالمية في 16 أبريل 2024    رئيس شعبة الثروة الداجنة يكشف عن الأسعار والتحديات في سوق الدواجن المصري    نجم الأهلي يهاجم كولر بعد هزيمة القمة ضد الزمالك    مصر تستعد لموجة حارة وأجواء مغبرة: توقعات الأرصاد ليوم غد واليوم الحالي    "مدبوحة في الحمام".. جريمة قتل بشعة بالعمرانية    اليابان تتعهد بالدفع نحو علاقات استراتيجية متبادلة المنفعة مع الصين    تهديد شديد اللهجة من الرئيس الإيراني للجميع    بعد سقوط كهربا المفاجئ.. كيفية تجنب إصابات الركبة والساق في الملاعب والمحافل    معلومات مثيرة عن كيفية فقدان الحواس أثناء خروج الروح.. ماذا يسمع المحتضرون؟    عامل يحاول إنهاء حياته ب"سم الفئران" في سوهاج    أمطار غزيرة ورياح شديدة وسحب ركامية تضرب الإمارات (فيديو)    الجائزة 5000 دولار، مسابقة لاختيار ملكة جمال الذكاء الاصطناعي لأول مرة    كندا تدين الهجمات الإجرامية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.. وتدعو لمحاسبة المتورطين    خادم الحرمين الشريفين وولي عهده يعزيان سلطان عمان في ضحايا السيول والأمطار    الأردن تؤكد عدم السماح باستخدام المجال الجوي الأردني من قبل أي طرف ولاي غاية    السفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة: حان الوقت لإنهاء الصراع في السودان    وزير خارجية الصين لنظيره الإيراني: طهران قادرة على فهم الوضع وتجنب التصعيد    جدول امتحانات المرحلة الثانوية 2024 الترم الثاني بمحافظة الإسكندرية    موعد انتهاء خطة تخفيف أحمال الكهرباء.. متحدث الحكومة يوضح    حظك اليوم برج القوس الثلاثاء 16-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    رئيس تحرير «الأخبار»: المؤسسات الصحفية القومية تهدف إلى التأثير في شخصية مصر    دعاء ليلة الزواج لمنع السحر والحسد.. «حصنوا أنفسكم»    لجنة الحكام ترد على عدم صحة هدف الثاني ل الزمالك في شباك الأهلي.. عاجل    45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الثلاثاء 16 أبريل 2024    قبل امتحانات الثانوية العامة 2024.. أطعمة تعزز تركيز الطالب خلال المذاكرة    أحمد كريمة: تعاطي المسكرات بكافة أنواعها حرام شرعاً    جامعة سوهاج تستأنف عملها بعد إجازة عيد الفطر    إسكان النواب: قبول التصالح على مخالفات البناء حتى تاريخ المسح الجوي 15 أكتوبر 2023    تحرك برلماني ضد المخابز بسبب سعر رغيف العيش: تحذير شديد اللجهة    أبرزها عيد العمال.. مواعيد الإجازات الرسمية في شهر مايو 2024    تفاصيل حفل تامر حسني في القاهرة الجديدة    تعليق محمد هنيدي على فوز الزمالك بلقاء القمة في الدوري الممتاز    «حلم جيل بأكمله».. لميس الحديدي عن رحيل شيرين سيف النصر    خبير تحكيمي: كريم نيدفيد استحق بطاقة حمراء في مباراة القمة.. وهذا القرار أنقذ إبراهيم نور الدين من ورطة    خالد الصاوي: بختار أعمالى بعناية من خلال التعاون مع مخرجين وكتاب مميزين    مواقيت الصلاة في محافظات مصر اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع    تفاصيل إعداد وزارة التعليم العالي محتوى جامعي تعليمي توعوي بخطورة الإنترنت    بايدن يؤكد سعي واشنطن لتحقيق صفقة بشأن وقف إطلاق النار في غزة    "كنت عايز أرتاح وأبعد شوية".. محمد رمضان يكشف سبب غيابه عن دراما رمضان 2024    حسن مصطفى: أخطاء كولر والدفاع وراء خسارة الأهلي أمام الزمالك    جمارك مطار القاهرة تحرر 55 محضر تهرب جمركي خلال شهر مارس 2024    إبراهيم نور الدين يكشف حقيقة اعتزاله التحكيم عقب مباراة الأهلى والزمالك    أيمن دجيش: كريم نيدفيد كان يستحق الطرد بالحصول على إنذار ثانٍ    هل نقدم الساعة فى التوقيت الصيفي أم لا.. التفاصيل كاملة    هيئة الدواء المصرية توجه نصائح مهمة لانقاص الوزن.. تعرف عليها    التعليم: مراجعات نهائية مجانية لطلاب الإعدادية والثانوية لتحقيق الاستفادة من نواتج التعلم    دعاء السفر قصير: اللهم أنت الصاحبُ في السفرِ    مصطفى عسل يتأهل لنهائي بطولة بلاك بول الدولية للإسكواش    رئيس تحرير «الأهرام»: لدينا حساب على «التيك توك» لمخاطبة هذه الشريحة.. فيديو    تكريم 600 من حفظة القرآن الكريم بقرية تزمنت الشرقية فى بنى سويف    لماذا رفض الإمام أبو حنيفة صيام الست من شوال؟.. أسرار ينبغي معرفتها    الإعدام لمتهم بقتل شخص بمركز أخميم فى سوهاج بسبب خلافات بينهما    خالد الصاوي: مصر ثالث أهم دولة تنتج سينما تشاهد خارج حدودها    اليوم.. فتح باب التقديم للمدارس المصرية اليابانية للعام الدراسي 2024 / 2025    رئيس تحرير "الجمهورية": لا يمكن الاستغناء عن الأجيال الجديدة من الصحفيين.. فيديو    لست البيت.. طريقة تحضير كيكة الطاسة الإسفنجية بالشوكولاتة    تجديد اعتماد المركز الدولي لتنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس والقيادات بجامعة المنوفية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مضيق "هرمز" بين العمليات الدفاعية والهجومية

مضيق “,”هرمز“,” بين العمليات الدفاعية والهجومية لواء ركن متقاعد/ حسام سويلم مقدمة:
تصعيد جديد شهدته منطقة الخليج فى الآونة الأخيرة بين إيران من جهة ودول الخليج العربية والولايات المتحدة من جهة أخرى بسبب ما يتوقع من تصعيد الدول الغربية لعقوباتها الاقتصادية التى تطول مقاطعة النفط الإيرانى وليس فقط البنك المركزى الإيرانى، وما واكب ذلك من تهديد إيرانى بإغلاق مضيق “,”هرمز“,” فى وجه الملاحة الدولية، ثم زيارة الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد لجزيرة “,”أبوموسى“,” المتنازع عليها مع دولة الإمارات العربية، وما تبع ذلك من تهديدات قائد بحرية الحرس الثورى الإيرانى الأدميرال “,”على فدوى“,” بنشر صواريخ ساحلية وقطع بحرية ومعدات إليكترونية وعناصر مشاة أسطول وصواريخ دفاع جوى فى الثلاث جزر المتنازع عليها “,”أبوموسى، طنب الكبرى، طنب الصغرى“,” وقد تم نشرها بالفعل، وتأكيده على أن “سيادة إيران على تلك الجزر لا تختلف عن سيادتها على طهران أو أى مدينة أخرى“,”، وأضاف يوم 13 مايو الماضى على هامش ندوة للقطع البحرية السريعة “,”إن الخليج الفارسى ومضيق “,”هرمز“,” منطقتان صغيرتان نحكم السيطرة عليهما”، وفى خطوة تصعيدية أخرى من جانب إيران كشفت مجموعة برلمانية إيرانية عن الإعداد لمشروع قرار بتشكيل محافظة باسم “,”الخليج الفارسى“,” تكون عاصمتها جزيرة “,”أبوموسى“,”.
وقد واكب هذا التصعيد وسبقه إجراء كل من البحرية الإيرانية والبحرية الأمريكية فى الخليج عدة مناورات بحرية ذات سمات هجومية ودفاعية من الجانبين، تستهدف التدريب على الدفاع عن مضيق “,”هرمز“,” وإغلاقه من جانب الإيرانيين والتصدى للبحرية الأمريكية فى الخليج، وفى المقابل تدريبات من قبل البحرية الأمريكية على شن هجمات تستهدف استعادة السيطرة على المضيق وفتحه للملاحة الدولية. الأمر الذى يؤكد أن مضيق “,”هرمز“,” لما له من أهمية إستراتيجية واقتصادية سيكون فى عام 2013 بؤرة الأحداث فى الصراع الدائر بين إيران من جهة والولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى من جهة أخرى فى إطار الملف النووى الإيرانى، خاصة فى حالة فشل المفاوضات الجارية بين الطرفين حاليا بسبب هذا الملف.
وقد جاءت هذه التداعيات عشية استعداد قوات درع الجزيرة لإجراء مناورات قالت مصادر إنها الأكبر فى تاريخ القوة العسكرية الخليجية المشتركة، وأنها ستنفذ على مستويات قيادات الأركان، وتشمل الجزر والسواحل والمياه الإقليمية الإماراتية، والتى أعلن عن إجرائها ردًا على نشر إيران منظومات صاروخية على جزيرة “أبوموسى” المحتلة.
وفى الوقت الذى يتحدث فيه العالم عن سيناريوهات ضربة عسكرية أمريكية محتملة ضد إيران، يؤكد المحللون أن النفط سيشكل عاملا حاسمًا فى لجم اندفاع الأمريكيين نحو الخيار العسكرى، مشيرين إلى أن إيران قادرة على تعطيل نقل النفط عن طريق مضيق “هرمز” الذى يمر عبره أكثر من نصف إنتاج الخليج من النفط، إذ إن إغلاقه سيؤدى إلى رفع أسعار النفط إلى أكثر من 200 دولار للبرميل، الأمر الذى يضع ضغوطا هائلة على الاقتصاديات العالمية وبدوره سيحول دون توجيه ضربة إلى إيران، وهو ما يحاول المفاوضون الغربيون “مجموعة 5+1” اليوم تفاديه فى مفاوضاتهم مع الإيرانيين. مضيق “هرمز” جغرافيًا وإستراتيجيًا..
تبلغ مساحة الخليج العربى 233.100كم 2 ، ويتراوح عرضه بين حد أقصى 375كم إلى حد أدنى 55كم بالقرب من مضيق هرمز، ولا يتجاوز عمق الخليج 90 مترًا باستثناء بعض الأماكن القليلة، بينما لا يتجاوز عمق مساحات واسعة منه 35 مترًا ويصل عمق بعضها إلى 20مترًا فقط، بما فى ذلك مساحة كبيرة من الجزء الجنوبى الواقع على الخط الذى يبدأ من الجبيل مرورًا برأس دولة قطر إلى منتصف ساحل دولة الإمارات العربية المتحدة، وتقع المياه الأكثر عمقًا على الجانب الإيرانى.
ويتصل الخليج ببحار العالم عبر مضيق “,”هرمز“,” الذى يبلغ طوله حوالى 180كم، ولا يزيد عرضه عن 54كم، ويشرف عليه من الجانب العربى دولتان خليجيتان هما الإمارات وعمان، فيما تشرف إيران على الضفة الشرقية. و“,”هرمز“,” اسم فارسى قديم يعنى “,”إله الخير“,” فى مقابل إله الشر “,”أهريمن“,”. ورغم أن أدنى عرض للمضيق يبلغ حوالى 39كم إلا أن عمقه لا يتجاوز 80 مترًا، وباستثناء قناتين تحويان مياهًا عميقة يمكن للغواصات والسفن الحربية القيام بعمليات كبيرة فيهما، ويبلغ عرض كل قناة 2 كم فقط. هاتان القناتان إحداهما تستخدم للسفن المتجهة إلى الخليج وتقع فى الجانب الإيرانى، والأخرى للسفن الخارجة من الخليج إلى المحيط الهندى أو خليج عمان وتقع فى الجانب العمانى، ولذلك فهما القناتان اللتان يتدفق عبرهما النفط، وفيهما المياه العميقة التى تسمح بمرور ناقلات النفط، وبالتالى يعتبر هذا الموقع فى الجانبين هو الأكثر عرضة لمحاولة من جانب إيران لإغلاق مضخة النفط العالمية، سواء بتلغيم القناتين أو بشن هجمات ب،“,”لنشات الصواريخ“,” أو باستخدام الصواريخ الساحلية من قواعدها فى الساحل الإيرانى.
ويعد مضيق “,”هرمز“,” أحد أهم الممرات المائية فى العالم وأكثر حركة للسفن، إذ يعبره أكثر من 40% من نفط العالم بمعدل 20 - 30 ناقلة نفط يوميًا، بمعدل ناقلة كل 6 دقائق فى ساعات الذروة تحمل على متنها 17 مليون برميل نفط، مما يجعله أهم المضايق حول العالم. وتتألف شواطئه الشمالية من الجزء الشرقى لجزيرة “,”قسم“,” مع جزيرتي “,”لاراك“,” و“,”هينجام“,” ما جعله بؤرة الملاحة الدولية، كما تتألف شواطئه الجنوبية من الساحلين الغربى والشمالى لشبه جزيرة “,”موزندام“,” الواقعة فى أقصى الشمال بالأرض الرئيسية لسلطنة عمان. وفى خليج عمان يبلغ عرض الطريق إلى المضيق فى الاتجاه الشمالى نحو 59كم، ويجرى المضيق نفسه فى الاتجاه الجنوبى الغربى العام ويضيق حتى يصل عرضه إلى حوالى 36كم عند النهاية الشمالية الشرقية بين جزيرة “,”لاراك“,” وجزيرة “,”كوين“,” التى تبعد نحو 85كم فى الاتجاه الشمالى لشبه جزيرة “,”موزندام“,”. ثم يبلغ العرض بين شبه الجزيرة هذه والساحل الشرقى لجزيرة “,”قسم“,” نحو 70كم، ويبلغ طول جزيرة “,”قسم“,” نحو 100كم، وتقع بموازاة الساحل الإيرانى ومفصولة عنه بواسطة مضيق “,”كلارانس“,” وهو مضيق ضيق ومعقد.
وبما أن اتساع المضيق نحو 54كم، فإنه يقع ضمن المياه الإقليمية الإيرانية والعمانية، ولكونه يربط بين جزئين من البحار العالمية، فإنه يخضع لقواعد المرور البحرى الدولية من دون الحاجة إلى تصريح مسبق من الدولتين الساحليتين عمان وإيران، فيما يعتبر الخط الوسط هو الحد الفاصل بين المياه الإقليمية للدولتين فى حالة وجود أو عدم وجود معاهدة بينهما. وإذا كانت المياه الإقليمية متداخلة على هذا النحو بسبب ضيق المضيق بالنسبة لمياههما الإقليمية، فإن خط الحدود بينهما إما يثبت فى وسط المضيق أو مركز المجرى الوسطى ما لم ينظم خلاف ذلك بمقتضى اتفاقات خاصة.
ومع توقعات وكالة الطاقة الدولية بارتفاع حجم الطلب العالمى على النفط ليصل إلى 121 مليون برميل يوميًا عام 2030، تزداد أهمية هذا المضيق الإستراتيجى، نظرًا لسعى دول الخليج بما فيها إيران والعراق لتلبية هذا الطلب عبر مضاعفة إنتاجها. - وحسب الخبراء النفطيين - قد تصل أسعار النفط فى الأسواق العالمية فى حال إغلاق مضيق “,”هرمز“,” إلى 250 دولارًا للبرميل الواحد، وربما تصل إلى 400 دولار إذا استمر توقف إمدادات النفط من الخليج. وقد حذر الخبراء من مغبة حصول تطورات عسكرية فى منطقة الخليج التى تعانى فعلا ما يكفى من المشاكل، وقد تنهار الأمور تمامًا إذا ما زادت التعقيدات، وستكون إيران أول وأكبر المتضررين من إغلاق مضيق “,”هرمز“,”، لأن خطوة من هذا القبيل ستؤدى إلى حرب عالمية ضدها، وغنى عن القول مدى الأهمية التى يشكلها الخليج ومضيق “,”هرمز“,” بالنسبة للاقتصاد الإيرانى الذى يعتمد بشكل أساسى على النفط الذى يشكل 80% من الدخل القومى لإيران. ورغم أن القادة السياسيين والعسكريين المتشددين فى إيران قدد هددوا فعلا بإغلاق المضيق، إلا إنهم بعد التهديدات الجادة التى أطلقها مسئولون أمريكيون بأن “,”إغلاق المضيق يعنى الحرب“,”. لذلك تراجع الإيرانيون عن تهديداتهم معلنين أنه لا يوجد لديهم نية لإغلاق مضيق “,”هرمز“,”، ذلك لأنهم ببساطة لا يستطيعون تحمل تبعات مثل هذا القرار لا سياسيًا ولا عسكريًا ولا اقتصاديًا، وستكون إيران فى مواجهة مع كل دول العالم وليس أمريكا وإسرائيل فقط. قدرات إيران لإغلاق مضيق هرمز..
ذكرت العديد من التقارير أن إيران رسمت خطة من أجل إغلاق المضيق فى أقصر وقت ممكن، معتمدة فى ذلك على أن الحرس الثورى يمتلك حوالى 700 موقع بحرى، من ميناء ومرسى وجزيرة ومواقع مختلفة، على طول الضفة الشرقية للخليج العربى، يمكن أن تستخدم فى قفل أو ضرب مضيق “,”هرمز“,” عبر زوارق انتحارية أو عبر زرع ألغام بحرية على جانبيه.
الجدير بالذكر أن إيران قد استمرت بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية عام 1988 فى إنشاء قواعد بحرية على طول ساحلها على الخليج العربى وخليج عمان وفى الجزر الإيرانية، كما استمرت فى تدعيم أسطولها البحرى وتحديث سفنه وأسلحته وذخائره، ورفع قدراته القتالية عبر سلسلة طويلة من المناورات البحرية، مما جعلها تثق بأن “,”حضورها الفاعل فى الخليج وبحر عمان، بات يشكل أكبر قوة للحفاظ على أمن واستقرار هاتين المنطقتين“,” طبقا لتصريح وزير الدفاع السابق مصطفى النجار فى نهاية أغسطس 2008.. كذلك أنشأت إيران عددًا من القواعد البحرية الجديدة على سواحلها فى الخليج وخليج عمان، منها قاعدة “,”عسلوية“,” على الخليج موضحة أن تلك القاعدة هى الرابعة التى تفتتحها على ساحل الخليج وصولا إلى مضيق هرمز. كما أنشأت أيضًا قاعدة بحرية جديدة فى خليج عمان على الجانب الشرقى من مضيق “,”هرمز“,” عند منطقة “,”جاسك“,” التى تعد بمثابة عنق مضيق “,”هرمز“,”، وقد حدد الأدميرال “,”حبيب الله سيارى“,” عند افتتاح هذه القاعدة أن الهدف منها “,”خلق خط دفاعى جديد، وأنها ستمكن إيران إذا اقتضت الضرورة من منع دخول أى عدو للخليج“,”. كما أعلن بعد ذلك عن نية إيران لإنشاء قواعد بحرية جديدة فى بحر عمان حتى نهاية الخطة التنموية الخمسية فى عام 2014. أما أبرز القواعد البحرية الإيرانية فهى الفارسية “,”حلول“,”، “,”سرى“,”، “,”أبوموسى“,”، “,”لاراك“,”، و“,”بندر عباس“,”.
وتعتبر بحرية الحرس الثورى “,”38000 عنصر“,” هى المسئولة عن أمن الخليج وخليج عمان بشكل رئيسى، فى حين تتولى القوات البحرية النظامية المسئولية عن بحر قزوين. وتتشكل بحرية الحرس الثورى أساسًا من حوالى “,”150 سفينة ولنش وزورق“,” صواريخ سريعة تتمتع بحرية مناورة عالية وقوة نيرانية ضخمة من صواريخ بحر/ بحر، وبحر/ جو، ومضادة للدبابات، وقد صرح مؤخرًا الأدميرال “,”على فدوى“,” - قائد بحرية الحرس الثورى - أن سرعة اللنشات والزوارق السريعة الإيرانية بلغت اليوم ضعف سرعة سائر الزوارق السريعة فى العالم “,”سراج، ذوالفقار“,”، ونأمل أن نوصلها إلى ثلاثة أمثال خلال المستقبل القريب. وأشار إلى أن أمريكا تمتلك حاليا 8 لنشات قاذفة للصواريخ ضمن أسطولها فى الخليج. وزعم أن إيران تمتلك أفضل أنواع الهيكل للزوارق السريعة فى العالم، وإن كان هذا غير كافي أيضًا، وينبغى أن تكون القوة البحرية للحرس مستعدة للأوضاع الجديدة والمختلفة.
كما نصبت إيران أيضًا أعدادًا من بطاريات الصواريخ الساحلية فى القواعد البحرية - خاصة بندر عباس والجزر - مسلحة بصواريخ CSS-3 ، C-801, 802 ، وصواريخ صينية متطورة وكروز C-144 ، C-107 ، كما تم تزويد البحرية الإيرانية بألغام صينية حديثة EM-52 تم تصنيعها محليًا فى إيران وتمتلك منها نحو 2000 لغم ستستخدم فى إغلاق المضيق، فضلا عن صواريخ أرض/ جو قصيرة المدى سام 7، 14، 16 تطلق من الكتف للدفاع عن القواعد البحرية المحيطة بالممر والسفن الحربية. هذا فضلا عن لنشات صواريخ وزوارق هجومية سريعة صينية الأصل “,”لوجمارين“,” و“,”هودنج“,” مسلحة بصواريخ C-802 ، C-808 ، سى ساكر والتى تصل سرعته 260كم / ساعة، والصواريخ البحرية الإيرانية “,”نور، كوثر، نصر“,” والتى تم تصنيعها محليًا، ولا تحتاج الصواريخ “,”نور“,” إلى استخدام الرادار فى توجيه نفسها مما يصعب اكتشاف وجودها. كما أعلنت إيران أخيرًا عن تطويرها محليًا الصواريخ البحرية الروسية “,”سكوال“,” وهى الأسرع فى العالم. وتسعى بحرية الحرس الثورى الإيرانى للحصول على الزورق الأسرع فى العالم، وهو بريطانى الأصل “,”بلير رانر-51“,” ويبلغ طوله 51 قدمًا، وتفيد المعلومات أنها حصلت بالفعل على أعداد منه وجهزتها بصواريخ لها قدرة على إغراق سفن ضخمة مثل حاملات الطائرات والمدمرات والبوارج فى هجمات سريعة ضدها. أما القوات البحرية النظامية لإيران فهى مسلحة بسفن أكبر حجما “,”فرقاطات، قراويطات“,”، وأيضًا غواصات روسية الصنع “,”كيلو“,” وأن هذه الغواصات مناسبة جدًا لمياه الخليج بالنظر لانخفاض صوت محركاتها مقارنة بالغواصات الأمريكية، وتفيد المعلومات أن إيران على وشك الحصول على غواصات روسية حديثة طراز Project-636 ، AMU-1650 ، مجهزة بأنظمة صواريخ متكاملة ( CLUB-SS ) وتعتبر من أسرع الغواصات فى العالم، وتم تصميمها لتنفيذ عمليات فى المياه الضحلة. وكانت كوريا الشمالية قد ساعدت إيران فى صنع غواصات صغيرة، مثل “,”غدير“,” و“,”كاجامى“,” وطولها 20مترًا ومسلحة ب2 طوربيد، وتتميز بسهولة إخفائها عن أجهزة كشف الغواصات، وتنفيذ مهام تتسم بالسرعة والمفاجأة، وغواصة أخرى “,”قادر“,” للإنزال البحرى، وبذلك قد يصل عدد الغواصات الإيرانية إلى 20 غواصة.
ويوجد فى قاعدة بندر “,”عباس“,” المسيطرة على مضيق “,”هرمز“,” بصفة دائمة “,”3 غواصة كيلو“,”، “,”3 فرقاطة“,”، “,”2 قراويطة“,”، “,”11 لنش صواريخ“,”، “,”128 زورق داورية“,”، “,”3 سفن زرع ألغام“,” ويمكن لإيران أن تغلق مضيق “,”هرمز“,” بواسطة 300 لغم من طراز EM-52 الصينى القادر على إغراق سفن حربية كثيرة، “,”5 كاسحة ألغام“,”، “,”14 سفينة برمائية“,”، “,”30 سفينة دعم وإمداد“,”. كما تتوافر زوارق صغيرة لا يتعدى طولها 17 مترًا وكلها مسلحة بصواريخ وطوربيدات بعيدة المدى، تصل سرعتها إلى 70 عقدة مما يوفر لها خفة حركة ومناورة عالية. وقد حصلت بحرية الحرس الثورى من شركة “,”فابيو بوتزى“,” الإيطالية على زوارق تعتبر الأسرع فى العالم وترخيص تصنيعها محليًا. كما طورت الصناعة البحرية الإيرانية زوارق أخرى سريعة بدون أفراد موجهة عن بعد ومحملة بالمتفجرات مخصصة للهجوم على قطع بحرية كبيرة “,”حاملات طائرات ومدمرات وبوارج“,”.
ويكرر قادة البحرية الإيرانية التصريحات بأن “,”أهداف الأعداء فى الخليج تقع فى مرمى القوات البحرية الإيرانية“,”. كما أكد “,”على جنتى“,” سفير إيران السابق فى الكويت أن بلاده فى حالة تعرضها لهجوم عسكرى يكفيها عدد من السفن البحرية الأمريكية الموجودة فى الخليج للهجوم عليها، ولا تحتاج لضرب القواعد العسكرية المتواجدة فى الخليج. وهذا التصريح يعتبر نوعًا من اللغو والخداع الدبلوماسى، لأن كثيرًا من قادة إيران أعلنوا أكثر من مرة أنه فى حالة تعرض بلادهم لعمل عسكرى سواء من جانب إسرائيل فقط أو أمريكا فقط، فإن جميع الأهداف العسكرية والنفطية والإستراتيجية للدول العربية المتواجدة على الساحل الغربى من الخليج ستكون معرضة لهجمات البحرية والصواريخ البالستية الإيرانية، فضلا عن العواصم والمدن الخليجية، كذلك سفن الأسطول الخامس الأمريكى فى الخليج وقيادته فى البحرين، ناهيك بالطبع عن قصف المدن والأهداف الإستراتيجية فى إسرائيل بالصواريخ “,”شهاب“,”. وأكد المستشار العسكرى - يحيى رحيم صفوى - أن إيران قادرة على السيطرة على الخليج، وأن صواريخ الحرس الثورى تغطى مياه المنطقة بالكامل، ولا يمكن لأى سفن العبور بدون أن تكون فى مرمى الصواريخ، وهو ما يعنى أن ناقلات النفط أيضا ستكون ضمن أهداف صواريخ البحرية الإيرانية، كذلك أعطت القيادة الإيرانية العليا أوامرها لكل القوات الإيرانية فى الخليج بالتصرف كوحدات قتالية ذات قيادة منفصلة ومستقلة، عليها اتخاذ قرارات الاشتباك مع الأهداف المعادية طبقا لما تراه فى ساحة المعركة، وأن يكون الرد الإيرانى على مصادر النيران المعادية خلال ثلاث دقائق من أى ضربة عسكرية تتعرض لها إيران دون الرجوع إلى السلطات العليا. ومن المعروف أن بحرية الحرس الثورى تعتمد إستراتيجية مركزية التخطيط لا مركزية التنفيذ بالنسبة للوحدات البحرية الصغرى، فيما يطلق عليه “,”الدفاع الفسيفسائى Mosaic Defense “,” وبما يتيح للوحدات الصغرى مرونة أكثر فى العمل عند مواجهة مواقف غير متوقعة من جانب العدو، وذلك فى إطار “,”الإستراتيجية البحرية غير المتماثلة Asymmetric War “,”. المناورات البحرية تكشف عن خطة إغلاق “,”هرمز“,” والدفاع عنه..
تعتبر المناورات التدريبية التى تجريها الجيوش عادة بشكل دورى كل عدة شهور، مؤشرًا على خطتها لتنفيذ مهام العمليات القتالية - دفاعية أو هجومية - فى حالة نشوب الحرب، لذلك يطلق عليها عادة “,”تدريب على مهام العمليات“,”. وبالنسبة لإيران تجرى سنويًا مناورات تطلق عليها “,”النبى الأعظم“,” بلغ عددها 7 مناورات خلال الأعوام القليلة الماضية، وكل منها تستغرق ما بين 3- 4 أيام فى مياه الخليج ومضيق “,”هرمز“,”، تشارك فيها عادة حوالى 300 قطعة بحرية متنوعة ما بين غواصات وفرقاطات وقراويطات ولنشات صواريخ وزوارق حراسة وداورية، إلى جانب طائرات مقاتلة وحوالى 30 مروحية وطائرات بدون طيار تصنيع إيرانى. وأعلنت إيران مع كل مناورة أن الهدف من هذه المناورات هو التدريب على مواجهة توغل محتمل للعدو جوًا وبحرًا فى الجزر الواقعة فى مياه الخليج والسواحل الإيرانية، واعتبارها نقطة انطلاق لعمل مشترك للدفاع عن أمن المنطقة والحد من تدخل القوات الأجنبية، ورسالة إلى مختلف القوى فى المنطقة، تستعرض فيها إيران قدراتها العسكرية على الرد بعنف على أى تهديد تتعرض لها.
اليوم الأول فى المناورة
عادة ما تخصص إيران اليوم الأول من مناوراتها لعرض عدد من أنظمة تسليح جديدة - جوية وبحرية وبرية وصاروخية - تم تطويرها فى مصانعها الحربية بترخيص من دول صديقة لها، روسيا، الصين، كوريا الشمالية، وأيضا إيطاليا مثل الصواريخ البحرية “,”كوثر“,” و“,”نور“,” و“,”نصر“,” و“,”حوت“,” ولنشات سرعتها 50 عقدة مسلحة بصواريخ غير موجهة ( BM-21 )، ولنشات سريعة MK-13 لا يتجاوز طولها 14 مترًا ومسلحة بصواريخ كروز مضادة للسفن. فضلا عن استعراض المقاتلات الأمريكية القديمة F-4 ، F-5 ، F-14 التى تم تحديثها، والمقاتلات الروسية سوخوى 24، 25 والميج - 29، والمروحيات الروسية مى 4، مى 8 والطائرة بدون طيار “,”كرار“,” ومداها يصل 1000كم، إلى جانب إطلاق الصواريخ البالستية من عائلتى “,”شهاب“,” و“,”سجيل“,”، وأسلحة برية أخرى من دبابات ومدفعية وصواريخ دفاع جوى أبرزها النظام الروسى Tor-M1 .
اليوم الثانى فى المناورة
يتم فيه التدريب على تحريك اللنشات والزوارق السريعة على ناقلات من الخلف إلى مواقع هجوم لها مجهزة سلفا، متواجدة على الساحل وبجوار الجزر وفى الخلجان والتجويفات المتواجدة على الساحل الشرقى للخليج، لإخفائها عن وسائل الاستطلاع والطيران المعادية، ثم شن هجمات سريعة ومركزة وموقوتة من اتجاهات مختلفة بلنشات الصواريخ التى تخرج فجأة من مكانها حول الجزر والتجويفات والخلجان ضد أهداف تمثل سفنًا حربية كبيرة “,”حاملات طائرات ومدمرات“,”، ثم العودة بسرعة إلى مواقعها الإبتدائية وملاجئها المخفاة فى التجويفات والخلجان والجزر.
اليوم الثالث فى المناورة
يتم فيه التدريب على القيام بعمليات تلغيم ممر “,”هرمز“,” بواسطة “,”30 سفينة رص ألغام“,” مع عشرات الغواصين الذين يقومون بزرع ألغام فى أعماق الممرات البحرية المعروفة فى الخليج وفى المضيق، ثم إزالتها، واختبار أربعة أنواع من الصواريخ بحر/ بحر، إنتاج إيرانى لتدمير هدف بحرى ضخم حجمه 3000 طن، إلى جانب اختبار منظومة حرب إلكترونية “,”جانكال“,” تطوير إيرانى. وقد اعتبرت إيران أنها حققت نصرًا على أمريكا بإسقاطها طائرة استطلاع أمريكية ( RQ-170 سنتينيل) وذلك فى “,”مكمن إلكترونى“,” إثر انتهاكها المجال الجوى الإيرانى فوق المنشأة النووية الجديدة “,”فاردو“,” القريبة من مدينة قم.
اليوم الرابع فى المناورة
الدفاع عن إحدى الجزر فى مواجهة عمليات غزو بحرى وجوى معادى، باستخدام كافة الأسلحة البحرية والجوية والبرية والدفاع الجوى، بالإضافة لاستعراض قيام لنشات صواريخ ولنشات داورية بتفتيش سفينتين معاديتين أثناء عبورهما مضيق “,”هرمز“,” بدعوى التأكد من مراعاة الضوابط الأمنية، واستعادة قاعدة بحرية تم احتلالها بقوات إنزال بحرى وجوى معادى، وتشترك فى عملية استعادة القاعدة هجمات لنشات صواريخ بحرية، وغواصات إنزال قوات خاصة، ومروحيات إنزال قوات خاصة فوق القاعدة. بعد تمهيد نيرانى من صواريخ ومدفعية من داخل الأراضى الإيرانية. سيناريو متوقع لعمليات هجومية ودفاعية فى مضيق “,”هرمز“,” وحوله
لإعطاء تصور منطقى لسيناريو عمليات هجومية ودفاعية فى مضيق “,”هرمز“,” وحوله، يتعين الإجابة أولا على عدة أسئلة هى: (1) من الطرف المدافع عن المضيق ومن الطرف المهاجم ومتى يتوقع أن يشن هجومه وتحت أى ظروف سياسية وإستراتيجية؟ (2) وما هو التوازن العسكرى بين الطرفين؟ (3) ماهى الأهداف الإستراتيجية القصوى والدنيا عند كل طرف سيتورط فى هذه الحرب؟
(4) كيف ستدار الحرب الدفاعية، وماهى ردود الفعل الانتقامية من كل طرف إذا ما تعرض لخسائر جسيمة؟ (5) ماهو تصور كل طرف للحالة التى ستنتهى بها الحرب؟ (6) ما هو الدور المنتظر أن تلعبه دول الخليج العربي فى هذه الحرب؟. أ- إجابة السؤال الأول:
من المعروف أن إيران هى الطرف المدافع عن مضيق “,”هرمز“,” والجزر المتحكمة فيه وكل الساحل الشرقى للخليج، أما الطرف المهاجم فيتوقع أن يكون إسرائيل أو أمريكا أو كليهما، وستتورط بالضرورة الدول العربية الخليجية المتواجدة على السواحل الغربية للخليج رغم أنها أعلنت أكثر من مرة أنها لن تكون طرفًا فى مثل هذه الحرب، ولن تسمح لأى طرف باستخدام أراضيها ضد طرف آخر. أما متى يتوقع أن تبدأ العمليات العسكرية، فقد تبدأ إذا ما فشلت المفاوضات الجارية حاليًا بين مجموعة الدول الغربية (5+1) والتى تضم الدول دائمى العضوية فى مجلس الأمن + ألمانيا وبين إيران، فى إقناع إيران بإيقاف عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% وفتح منشأة “,”فاردو“,” لتخصيب اليورانيوم ومنشأة “,”بارشين“,” لاختبار التفجيرات النووية معمليًا للتفتيش بواسطة الوكالة الدولية للطاقة النووية. وبذلك تحصل إسرائيل على الفرصة التى تنتظرها فى شن ضربتها الجوية والصاروخية ضد المنشآت النووية والصاروخية الإيرانية، والتى تلح على الولايات المتحدة فى إعطاء الضوء الأخضر لها ومشاركتها فيها، بالنظر للقيود الكثيرة التى تواجه إسرائيل فى شن هذه الضربة بمفردها بسبب طول المسافة (1800كم) وكثرة عدد الأهداف الإيرانية وانتشارها الواسع والمطلوب قصفها وإسكاتها جوًا تأمينًا للضربة الجوية ضد المنشآت النووية “,”وسائل الدفاع الجوى والمطارات الإيرانية ومراكز القيادة والسيطرة والاتصالات“,”، والتى تصل إلى 200 هدف تحتاج إلى حوالى 600 مقاتلة قاذفة، فضلا عن 50 مقاتلة أخرى للحماية الجوية، وطائرات حرب إلكترونية، وقيادة وسيطرة وإنذار E2C ، ومروحيات لإنقاذ الطيارين فى حالة سقوطهم، وطائرات إمداد بالوقود فى الجو، لذلك من المؤكد أنها ستشرك صواريخ “,”أريحا 3 البالستية“,” فى الضربة لتعوض النقص فى الطائرات. وقد تقرر إسرائيل شن الضربة بمفردها على غير رغبة أمريكا، وقد وعدت إسرائيل إدارة أوباما بإعطائها إخطارًا بقرارها بضرب إيران قبل تنفيذه ب12 ساعة فقط، فإذا ما أقدمت إسرائيل على ذلك، ونتج عنها بالطبع رد فعل إيرانى بضرب إسرائيل بما لا يقل عن 100 صاروخ “,”شهاب“,”، وبالطبع ستتكبد إسرائيل خسائر جسيمة نتيجة ذلك قد تدفعها إلى شن هجوم بصواريخ “,”كروز“,” مسلحة برءوس نووية تكتيكية من 3-5 غواصات تمتلكها طراز “,”دولفين“,” التى ستكون قد اتخذت مواقع لها فى خليج عمان يمكنها من قصف أهداف إستراتيجية داخل إيران، هنا فى هذه الحالة ستكون أمريكا مضطرة للدخول فى الحرب إلى جانب إسرائيل بموجب التعهد الأمريكى بالمحافظة على أمن إسرائيل، فإذا ما تورطت أمريكا فى الحرب، هنا ستلجأ إيران إلى تنفيذ تهديدها بإغلاق مضيق “,”هرمز“,”. وقد تلجأ إيران إلى إغلاق المضيق أيضا فى حالة تنفيذ الدول الغربية قرارها بحظر استيراد النفط الإيرانى. ب- إجابة السؤال الثانى:
أما التوازن العسكرى بين الجانبين، فهو بالقطع فى غير صالح إيران على المستوى المحلى فى منطقة الخليج بالنظر للتفوق الجوى والصاروخى الأمريكى فى منطقة الخليج والقواعد الجوية الأمريكية فى وسط وجنوب آسيا؛ فضلا عن القاذفات المقاتلة بعيدة المدى ( B1-B2-B52 ) التى تأتى من القواعد الأمريكية والبريطانية وقاعدة “,”ديجوجارسيا“,” فى جنوب المحيط الهندى، ناهيك عن قاعدة “,”أنجرليك“,” فى جنوب تركيا وقاعدة “,”العديد“,” فى قطر وحوالى 160 مقاتلة على ظهر 2 حاملة طائرات أمريكية متواجدتين فى مياه الخليج، وبما يؤدى إلى حشد أكبر من 600 طائرة أمريكية، 400 صاروخ كروز يطلق من 6 غواصات و8 مدمرات صواريخ فى الخليج والبحر الأحمر وخليج عمان ضد الأهداف الإيرانية العسكرية والإستراتيجية، وسيكون أبرزها قواعد الحرس الثورى البحرية فى الخليج والقواعد الجوية والدفاعات الجوية ومراكز قيادة الحرس الثورى والجيش ومراكز القيادة السياسية والإستراتيجية الإيرانية، أما المنشآت النووية الإيرانية فستكون ضمن المرحلة الثانية من القصف الجوى والصاروخى الأمريكى؛ وذلك بواسطة قنابل مجهزة لاختراق تحصينات تحت الأرض لعمق 30مترًا “,”القنبلة MOAB “,” وزنتها 21.5 طن، فضلا عن القنابل GBU-28 و GBU-39 . أما المرحلة الثالثة من القصف الجوى الأمريكى فتستهدف تدمير الموانئ والقواعد البحرية الإيرانية المطلة على الخليج، والسيطرة على الجزر التى تقع بالقرب من مضيق هرمز. وستركز أهداف المرحلة الرابعة من القصف الجوى والصاروخى الأمريكى على تدمير البنية الأمنية والسياسية والعسكرية فى إيران، والتى تشمل مقار القيادات السياسية والمصانع الحربية ومحطات القوى ومراكز المخابرات والوزارات والجسور والكبارى والمنشآت النفطية من “,”حقول ومصافى وموانئ تصدير“,”.. الخ. وستهتم القوات الأمريكية فى المرحلة الأولى من الحرب بامتصاص القدرة الصاروخية لإيران بما نشرته من وسائل دفاع مضاد للصواريخ من أقرب نقطة إلى أبعد نقطة لمدى صواريخ إيران، وذلك فى دول الخليج العربي “,”باتريوت باك - 3، ثاد، إيجيس.. الخ“,” وفى حالة نجاح بعض الصواريخ الإيرانية فى تخطى الدفاع الصاروخى وإصابة أهداف حساسة فى دول الخليج العربي سوف توجه القاذفات والصواريخ كروز الأمريكية هجمات نووية تكتيكية ضد أبرز الأهداف السياسية والإستراتيجية الإيرانية، وبما يكسر الإرادة السياسية للنظام الحاكم فى إيران.. وفى مواجهة التفوق الجوى الأمريكى لن يكون بوسع القوات الجوية الإيرانية المسلحة بمقاتلات سو - 24، سو - 25، وميج - 29، أن تؤدى مهام قصف جوى أو اعتراض المقاتلات الأمريكية والإسرائيلية لضعف قدراتها النوعية مقارنة بالمقاتلات الأمريكية ف-16، ف-15، ب-1، ب-2، ب52، ف-18، ف-117الشبح، ف-35. وتسعى إيران لتحييد التفوق الجوى الأمريكى بالحصول من روسيا على نظام الدفاع الجوى والصاروخى S-300 ، وفى حالة فشلها فى ذلك ستسعى للحصول على النظام الصينى المماثل
FD-2000 وربما تكون قد حصلت عليه بالفعل.
وفى دراسة للأدميرال الروسى “,”إدوارد بالتين“,” القائد السابق للأسطول الروسى فى البحر الأسود، أفاد أن وجود الغواصة الأمريكية المسلحة بصواريخ نووية “,”نيوبورت نيوز“,” فى منطقة مضيق “,”هرمز“,” يدل على أن أمريكا بصدد حشد قوة عسكرية بالقرب من سواحل إيران، وأن مهمة هذه الغواصة ستكون التمهيد للهجمات الجوية بتدمير أنظمة الدفاع الجوى الإيرانية، وأكد الأدميرال الروسى أنه يوجد من 3-4 غواصة أمريكية بالقرب من السواحل الإيرانية حتى الآن. وتستطيع هذه الغواصات إطلاق 45-60 صاروخًا دفعة واحدة يتم بها تدمير المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية الرئيسية. ناهيك عما تم كشفه مؤخرًا عن وصول سرب من المقاتلات الأمريكية “,”رابتورز“,” F-22 إلى قاعدة “,”الظفرة“,” بالإمارات وهى الأحدث على مستوى العالم إلى منطقة الخليج، ولا يستبعد الأدميرال “,”بالتين“,” فرض حصار بحرى على الخليج كمرحلة أولى من الحرب ضد إيران ويتوقع أن تنشر الولايات المتحدة حوالى ثلاثين سفينة حربية ما بين حاملة طائرات ومدمرة وبارجة وغواصة فى مياه الخليج وخليج عمان والبحر الأحمر لصالح العملية الهجومية ضد إيران. ومن المعروف أن مجموعة حاملة الطائرات الواحدة تضم حوالى 17 سفينة حربية أخرى تتحرك مع الحاملة وتضم مدمرات إطلاق صواريخ كروز “,”توماهوك“,” وفرقاطات وقراويطات ومن 1-2 غواصة ولنشات صواريخ وسفن بث وإزالة ألغام ومروحيات هجومية وسفن لوجيستية، مع نشر معدات متقدمة لكشف الألغام وإزالتها، وتحسين قدرات المراقبة، إضافة إلى تعزيز فعالية أنظمة تسليح السفن فى مواجهة أسطول لنشات الصواريخ والزوارق السريعة الهجومية الإيرانية، وبما يمنعها من الاقتراب من السفن الحربية الأمريكية الضخمة، وقد تعهد قائد البحرية الأمريكية فى الخليج بمضاعفة عدد كاسحات الألغام المملوكة لها فى الخليج ثمانى مرات، ونشر أربع مروحيات بحرية طراز SH-53 لديها القدرة على كشف الألغام. وفى إطار تعزيز القوة البحرية الأمريكية فى الخليج تم تعزيز قوة الإنزال البحرى الخاصة بالمجموعة القتالية ( USS-Boxer ) التى تتضمن سفنًا برمائية وعدة آلاف من رجال الضفادع البشرية المتخصصين فى عمليات الإنزال البحرى. ومع سحب القوات الأمريكية من العراق إلى الكويت، فقد أصبح لديها هناك 15.000 جندى بينهم 2 كتيبة جيش ووحدة طائرات مروحية هجومية. ج- إجابة السؤال الثالث:
إن أقصى ما تستهدفه إيران من وراء إغلاق مضيق “,”هرمز“,” أن تجبر الدول الغربية على فك حصارها عن إيران، وإلغاء العقوبات المفروضة عليها سواء بقرارات دولية أو بقرارات فردية من الدول الأوروبية، فضلا عن اعتراف المجتمع الدولى بها كدولة نووية وقوة إقليمية عظمى تراعى مصالحها فى المنظومة الأمنية لمنطقة الخليج بشكل خاص ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، مع تعهد دولى بعدم المساس بنظام حكمها الدينى. وفى الحد الأدنى من أهدافها استمرار تدفق النفط الإيرانى وعدم مصادرة حق إيران فى تصدير نفطها لدول العالم، وإلغاء قرار عدم التعامل مع البنك المركزى الإيرانى.
أما الأهداف الأمريكية والإسرائيلية فى أقصاها فهي: إزالة نظام الحكم الدينى فى إيران واستبداله بنظام ديمقراطى، تدمير البرنامجين النووى والصاروخى الإيرانيين، فضلا عن تدمير القوات المسلحة الإيرانية لاسيما الحرس الثورى وقوات إيران البحرية على وجه الخصوص، وبما يزيل التهديد الذى تشكله ضد التواجد البحرى الأمريكى فى المنطقة، وضد دول الخليج العربي، وتمنعها من دعم المنظمات الإرهابية - القاعدة - وتقطع أذرع إيران الممتدة فى المنطقة “,”حزب الله، حماس، الحوثيين، شباب المجاهدين فى الصومال.. الخ“,”، هذا فضلا عن إزالة التواجد الإيرانى فى الجزر الإماراتية الثلاث المتنازع عليها، مع فرض سيطرة دولية على قاعدة بندر “,”عباس“,” والجزر المتحكمة فى مضيق “,”هرمز“,”، وبما يمنع أى نظام إيرانى فى المستقبل من تهديد الملاحة فى المضيق. أما الأهداف الدنيا لكل من أمريكا وإسرائيل فتتمثل فى إجبار إيران على إعادة فتح مضيق “,”هرمز“,” أمام الملاحة الدولية، وإحداث تدمير جزئى فى المنشآت النووية الإيرانية وبما يعطل برنامجها للحصول على سلاح نووى لعدة سنوات.
وتدرك إيران جيدًا خطورة نجاحها فى تدمير وإغراق قطعة أو قطع بحرية أمريكية كبيرة فى الخليج، حيث لن تقبل الولايات المتحدة بسهولة مثل هذه الهزيمة التى ستؤثر بالسلب كثيرا على هيبتها على المستويين الدولى والإقليمى، فضلا عما تحدثه من غضب وتأثير سيئ على الرأى العام الأمريكى، وهو ما سترد عليه أمريكا بقسوة قد تتمثل فى توجيه ضربات نووية تكتيكية ضد إيران تقضى على الأخضر واليابس فيها، وبما يشمل ضمنيًا إسقاط النظام الدينى الحاكم فى إيران. لذلك فى الأغلب سيتعقل النظام الإيرانى بتجنب إثارة حرب أصلا بتجنب إغلاق مضيق “,”هرمز“,” من البداية. أما فى حالة قيام إسرائيل والولايات المتحدة بتوجيه ضربة جوية وصاروخية ضد المنشآت النووية الإيرانية، ستسعى إيران إلى امتصاص هذه الضربات والالتزام بالدفاع عن نفسها وعدم توسيع مساحة العمليات العسكرية وحصرها فى أضيق نطاق، وتجنب التعرض للسفن البحرية الأمريكية، وتجميد برنامجها النووى مؤقتا، والسماح للوكالة الدولية بإجراء تفتيش على منشآتها النووية. لاسيما وأن إغلاق إيران لممر “,”هرمز“,” سيثير كل دول العالم ضدها، بما فيها الدول الصديقة لإيران مثل الصين وروسيا، لما سيترتب على إغلاق هذا الممر المائى الحيوى من نتائج دراماتيكية على أسواق النفط والغاز، وتأثيرات سلبية على اقتصاديات الدول الصناعية بما فيها اليابان والصين، ومحصلة كل ذلك نتائج كارثية بالنسبة لإيران على المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية، مع ترجح تدمير برنامجها النووى، وحيث ستكون إيران من أوائل الدول التى ستتضرر من إغلاق المضيق حيث يعتمد اقتصادها بنسبة 80% على عائدات النفط.
وقد تنجح القوات البحرية الإيرانية فى إغلاق ممر “,”هرمز“,” بصورة مؤقتة ولأيام معدودة، ولكنها لن تكون قادرة على مواجهة القدرات العسكرية الأمريكية، خصوصًا الجوية والبحرية للأسطول الخامس، فضلا عن القوات الجوية لدول حليفة لأمريكا ستشارك فى الحرب لتضررها من إغلاق المضيق مثل بريطانيا التى بالقطع ستشارك قطع بحريتها فى إعادة فتح المضيق وتدمير البحرية الإيرانية، وأيضا فرنسا التى لها قاعدة بحرية عسكرية فى أبوظبى، كما لا يجب إغفال فاعلية القوات الجوية لدول الخليج العربي والتى تتمتع بتفوق كمى ونوعى على القوات الجوية الإيرانية، وكذلك أنظمة الدفاع الجوى الخليجية الحديثة، وكلاهما سيستخدم فى الدفاع الجوى والصاروخى عن أجواء وأراضى الدول العربية الخليجية ضد الهجمات الإيرانية الصاروخية والجوية والبحرية والبرية، وبما يكبد القوات الإيرانية خسائر جسيمة.
وفى تقدير بعض الخبراء الإيرانيين - مثل شمس الواعظين رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية، أن واشنطن ستشن عمليات محدودة من حيث ضرب المنشآت النووية، وسترد إيران عليها دفاعيًا، مع استبعاد إغلاق مضيق “,”هرمز“,” والتعرض للبحرية الأمريكية، وذلك حتى لا تعطى إيران الفرصة لأمريكا لتشن عليها حربًا شاملة كما فعلت مع العراق. لذلك يعتقد هؤلاء الخبراء الإيرانيون أن الحرب ستكون تكتيكية بالرد الإيرانى فقط على مصادر النيران والقواعد التى يشن منها الهجمات، لاسيما إذا ما التزمت دول الخليج العربي بعدم استخدام أراضيها ومياهها الإقليمية بواسطة القوات الأمريكية فى شن عمليات عسكرية ضد إيران. وفى إطار هذه الإستراتيجية الدفاعية الإيرانية قد لا ترد إيران إطلاقا على أى ضربة توجه إليها، وربما تنفى أن تكون قد أحدثت أثرًا أو حتى تخفيه. د- إجابة السؤال الرابع: ‌(1) ‌اعتبارات سياسية وإستراتيجية:
من البديهى أن أى عمل عسكرى إيرانى يستهدف إغلاق مضيق “,”هرمز“,” سيتم الرد عليه فورًا من جانب القوات الأمريكية وحلفائها فى منطقة الخليج، حيث لا تتحمل الدول الصناعية الكبرى فى الغرب واليابان والصين توقف صناعاتها بسبب عدم حصولها على وارداتها النفطية، فضلا عن الحاجات الاستهلاكية لشعوب العالم من النفط والغاز. ناهيك عن أن غلق المضيق لعدة أيام فقط يمكن أن يسفر عن اضطراب فى أسواق النفط والمال فى العالم بسبب زيادة سعر برميل النفط والذى قد يتعدى 200 دولار للبرميل، لذلك من المحتم أن تغير الدول الصديقة لإيران موقفها منها وتنضم إلى الولايات المتحدة فى مواجهاتها للإجراء الإيرانى فى “,”هرمز“,”، وبذلك تتمكن الولايات المتحدة من تشكيل جبهة عالمية ضد إيران.
ويرى المراقبون أنه ومن حيث المبدأ، لا تبدو عملية إغلاق المضيق أمرًا عصيًا وصعبًا، لكن استمرار الإغلاق هو الأمر الأكثر صعوبة، فهو بمثابة “,”انتحار سياسى“,” يفتح جبهة حرب بين إيران من جهة والغرب والخليج والصين ودول أخرى من جهة أخرى، ولأن إيران تدرك تبعات مثل هذا التصرف، وهو ما يجعلهم يستبعدون حدوثه، لأن مثل هذه العملية الانتحارية لن تنتهى إلا بإسقاط النظام الإيرانى، لأنه بمثابة إعلان حرب وتهديد مصالح إقليمية دولية واعتداء على مياه دولية، ولابد عند حدوث ذلك أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيعملون على إعادة فتح المضيق بالقوة العسكرية لكافة أنواعها، ولتحقيق ذلك سيتحتم تدمير القوات المسلحة الإيرانية مسبقا بكافة أنواعها، بل واحتلال غالبية الجزر وأيضا قاعدة بندر “,”عباس“,” بعمليات إنزال جوى وبحرى مشترك وتحت ستر قصف جوى شامل ومركز. ناهيك عن أن الوسائل التى ستستخدمها إيران فى إغلاق المضيق، وهى الصواريخ الساحلية ولنشات الصواريخ، فسيتم تدميرها بالمقاتلات القاذفة أولا ثم بالقطع البحرية الأمريكية بعد ذلك. أما إغلاق المضيق بالألغام الراسية فى القاع أو الطافية، فإنه من السهل إزالتها بواسطة الطائرات والسفن المخصصة لاستطلاع وإزالة الألغام، سواء المتواجدة ضمن القوات الأمريكية أو فى دول الخليج. ومن المرجح أن تستخدم القيادة الأمريكية ما لديها من قوات جوية وسفن حربية من أجل تدمير الأسطول البحرى الإيرانى فى غضون أيام، كما أن لدى البحرية البريطانية سفنًا صائدة للألغام خارج دولة البحرين يمكن استخدامها.
ويقول محللون إن البحرية الإيرانية ليست فى حجم يتيح لها إغلاقًا متواصلا للمضيق، إذ إن غالبية سفنها صغيرة ولا تستطيع البقاء فى المياه المفتوحة فى تشكيل منسق لأيام عدة، ناهيك عن إغراق ناقلة نفط عملاقة، وهى أضخم وأكثر قدرة على الصمود من سفينة حربية. ولكن طهران قادرة على زرع ألغام وشن هجمات صاروخية ضد ناقلات نفط وسفن حربية غربية، وربما شن هجمات انتحارية بلنشات صغيرة وسريعة، أو محاولة شن هجوم ضد منشأة تصدير نفط فى إحدى الدول الخليجية على الساحل الغربى للمضيق. وإن كانت ناقلات النفط بإمكانها الالتفاف على النشاطات الإيرانية فى “,”هرمز“,”، بإرسال سفن أصغر تستطيع التحرك على مسافة أقرب من ساحل عمان، وإن كانت الاعتداءات المحتملة سترفع من تكاليف التأمين والنقل، لكن من المؤكد أنه فى جميع الأحوال سيقوم الأسطول الخامس الأمريكى بمراقبة النشاطات الإيرانية فى المضيق عن كثب، وقادر على رصد زرع الألغام وزيادة النشاط الصاروخى وبما يمكنه من إجهاض النوايا الإيرانية لإغلاق المضيق مبكرًا، وهو ما يمكن أن يشكل بداية احتكاك مع البحرية الإيرانية قابل للتصعيد إذا ما تمادت إيران وأصرت على الاستمرار فى عمليات التلغيم. لذلك يؤكد الخبراء أن عملية إغلاق “,”هرمز“,” لن تكون سهلة إذا ما أرادت طهران إثارة المشاكل.
ولقد أوضحت الولايات المتحدة أن تعطيل الملاحة البحرية فى الخليج “,”خط أحمر“,” من شأنه أن يدفع لاتخاذ رد فعل عسكرى شامل ستدخل فيه المنشآت النووية الإيرانية ضمن قائمة أهداف العملية العسكرية، وحتى الآن فإن الجيش الأمريكى يستبعد شن هجمات على البرنامج النووى الإيرانى، ولكن إذا كانت الولايات المتحدة ستدخل فى حرب بشأن النفط ومروره عبر “,”هرمز“,”، فإن الموقف الأمريكى من عدم ضرب المنشآت النووية الإيرانية سيتغير، ومن ثم فإن إغلاق المضيق - إن لم يكن عملا انتحاريًا - فإنه سيضر بإيران أبلغ الضرر، غير أن الخيار الذى يواجه إيران ليس ثنائيًا بل دولي. لذلك ثمة خيارات كثيرة أمام إيران لا ترقى إلى مستوى الإغلاق الكامل للمضيق، منها أشكال لعرقلة تجارة النفط من شأنها أن ترفع أسعار النفط الخام وتبقيه مرتفعًا على نحو يعود بنفع كبير على إيران، ولكنه لا يصل إلى درجة أن يكون ذريعة لشن حرب، ومع ذلك فإن انتهاج تلك الخيارات يتطلب دهاءً وحكمة من جانب جميع الأطراف، وهو ما ليس مطروحًا حاليًا. ففى فترة يحتدم فيها التوتر بشكل دائم، بإمكان قائد بحرية الحرس الثورى ذى الحماسة المفرطة أن يستغل هذه اللحظة فى شن حرب، وقد يسيء قبطان أمريكى عصبى تفصل سفينته ثوان عن قذائف إيرانية مضادة للسفن، تقدير الموقف بالمثل. وقد حدثت بالفعل احتكاكات وتحرشات بين سفن أمريكية ولنشات صواريخ وداورية سريعة إيرانية عندما اقتربت الأخيرة من سفن أمريكية عابرة للمضيق لمسافات قريبة. وكان آخر مرة دخلت فيها إيران وأمريكا فى نزاع فى هذا المضيق على وجه التحديد فى عام 1988 حينما قذفت قاذفة صواريخ تسمى USS-Vensim طائرة ركاب إيرانية مما أسفر عن مصرع 290 مدنيًا. إذ تذكر هذه الحادثة بأنه حتى أقوى الجيوش وأكثرها تقدمًا فى العالم ليس بالضرورة قد تكون قادرة على السيطرة على موقف سُمح فيه بتصاعد التوترات.
وإذا ما فشلت المفاوضات الجارية حاليًا بين مجموعة الدول 5+1 وإيران حول البرنامج النووى الإيرانى، فقد يؤدى ذلك إلى زيادة العقوبات المفروضة على إيران، الأمر الذى قد ترد عليه الأخيرة بإعاقة إبحار ناقلات النفط فى الخليج وفى مهاجمة البعض منها، دون التعرض للسفن الحربية الأمريكية حتى لا تعطى لها ذريعة التدخل، وخصوصًا إذا ما قررت السعودية ضخ المزيد من نفطها لتغطية النقص الحاصل فى أسواق النفط بسبب العقوبات المفروضة على النفط الإيرانى، لكن مثل هذا السلوك من جانب إيران ضد ناقلات النفط ستعتبره أمريكا شكلا من أشكال الحرب يدفعها للتدخل عسكريًا لمنعه، حتى وإن لم تغلق إيران الممر بشكل كامل.
وإذا عدنا بالذاكرة إلى الحرب العراقيةالإيرانية، والتى استمرت ثمانى سنوات، فإنها لم تتسبب فى إغلاق مضيق “,”هرمز“,” أكثر من 12 ساعة فقط تم فيها تأجيل الملاحة البحرية آنذاك. ويرى بعض الخبراء أنه من الناحية العملية ليس بإمكان إيران تنفيذ تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز، ذلك إن إغلاق ال37 ميلا يحتاج إما إلى سلاح جوى يقوم بقصف السفن والبوارج الحربية المتمركزة فى المضيق عبر صواريخ أرض/ بحر كخيار أولى، أو استخدام الألغام فى قاع البحر كخيار آخر. وإيران لا تملك هذه القوة بفاعلية عالية، ويأتى اللجوء للألغام العائمة كخيار ثالث، وهنا يمكن للمد والجزر أن يفشل تنفيذها على الشكل الصحيح، وهو ما يجعل القوات البحرية الإيرانية أن تلجأ إلى استخدام لنشات الصواريخ والزوارق السريعة التى يمكن للمقاتلات الأمريكية أن تتصدى لها بقصفها فى مواقعها الإبتدائية فور رصدها، وقبل أن تتحرك فى اتجاه المضيق وقبل أن تدخل فى مدى نيران السفن الحربية الأمريكية، وبما يمنعها من الوصول أصلا إلى المضيق والتأثير فى أعمال السفن الحربية الأمريكية الكبيرة من حاملات طائرات ومدمرات. كما أن امتلاك دول الخليج العربي - خاصة السعودية والإمارات - لكاسحات ألغام حديثة لها القدرة على التصدى لأى محاولات زرع ألغام فى المضيق وإزالتها، ناهيك عن وسائل كسح الألغام المتواجدة مع القوات الأمريكية.
ومما لا شك فيه أن ما تمتلكه إيران من صواريخ كروز مضادة للسفن، بالإضافة للصواريخ البالستية أرض/ أرض ذات القدرات المتعددة والمخصصة لمهاجمة الأهداف الأرضية، وبأعداد كبيرة، سيعقد كثيرًا الجهود البحرية الأمريكية لتنظيف مضيق “,”هرمز“,” من الألغام البحرية. لذلك ستحتاج البحرية الأمريكية لكى تسكت بطاريات الصواريخ الساحلية وتدمرها إلى وقت قد يجعل المضيق مغلقا لعدة أسابيع، إلا أنه من المحتمل أن تكون القوة الصاروخية الإيرانية بدائية تمامًا لتشكل مثل هذا التهديد اليوم، خاصة إذا ما أدركت إيران أن ليس لديها حافز للمبادرة إلى تصعيد عسكرى، باعتبار أنها فى نهاية الأمر ستتلقى أقسى العقوبات لقيامها بذلك. ومع ذلك فإن إيران قد تجد فى يوم قريب أن الترهيب عامل فعال لحماية مصالحها، وقد يلجأ قادة إيران إلى فرض عقوباتهم الاقتصادية على الاقتصاد العالمى بإغلاق المضيق، وذلك باستخدام الألغام والصواريخ المضادة للسفن. وإذا تبين أن العقوبات الغربية لم تعد فاعلة، فإن طهران قد تستنتج أن ليس لديها الكثير لتخسره من الإغلاق، لكن لديها الكثير ما تفيد منه نتيجة الصعوبات الاقتصادية التى تستطيع فرضها على الآخرين، وهو ما يفرض على الإستراتيجيين الأمريكيين إعادة النظر فى افتراضاتهم بشأن العملية المستقبلية فى الخليج وأنظمة التسليح التى تلائم مواقف مثل إغلاق “,”هرمز“,”، لاسيما إذا ما نجحت إيران فى تطوير أنظمة صواريخ مضادة للسفن أبعد مدى وأكثر دقة وأكبر فى القوة النارية، وهو ما قد يتطلب من أمريكا سرعة تطوير قاذفات مقاتلة ذات مدى أطول لضرب منصات الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى، ومن دون حاجة إلى استخدام قواعد جوية وتسهيلات فى دول المنطقة، كما قد يتطلب الأمر إعادة النظر فى موقع قيادة الأسطول الخامس فى البحرية، ومركز القيادة الوسطى وقاعده “,”العديد“,” الجوية فى قطر، وكلاهما على بعد خمس دقائق من الصواريخ الإيرانية، وإذا ما أغلقت إيران المضيق فقد تدعو الحاجة إلى استخدام قوات مارينز من مركبات برمائية لإعادة فتحه، وهو ما يستدعى وجود سفن برمائية وقوات مشاه أسطول بأعداد كافية بالمنطقة، وجميع هذه التطويرات والاحتياجات تتطلب بالضرورة تخصيص موارد مالية كافية لإنجازها.
“,”الجزء الثاني من الدراسة غدًا“,”..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.