مصدر رئيسى للأمراض، كارثة على القلب، الطريق الأسهل لمرض السكر والضغط وفقرات الظهر. عدم السعى لوضع حدٍ لها يتسبب فى كوارث لا حصر لها. إنها السمنة، «كابوس الأجساد المدمر»، والتى تُعد من أكثر الأمراض شيوعًا فى العصر الحديث، خصوصًا فى المجتمعات الحديثة حيث حياة الرخاء. ولكن يبقى السؤال: كيف يتم وضع حد للسمنة؟ وما الأضرار التى تتسبب بها سواء فى الجانب الصحى والمجتمعى؟ وما الإرشادات التى يجب أن تُتبع حتى نضمن جسدًا خاليًا من الدهون والأمراض؟ اقرأ أيضًا | 5 معلومات يجب معرفتها عند محاولة تقليل استهلاك السكر «الأخبار» فى السطور الآتية ناقشت الخبراء لمعرفة أبرز الأضرار للسمنة وكيفية مواجهتها ووضع حد لها. فى البداية تؤكد د. هالة عسكر، استشارى التغذية العلاجية أن السمنة أصبحت واحدة من أخطر الأمراض التى تواجه المجتمعات الحديثة، خاصة أنها تؤثر على جميع أجهزة الجسم وتزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل: السكرى والقلب والسرطان. وترى أن الحل السحرى لها يبدأ باتباع نمط حياة صحى، مع الحرص على ممارسة الرياضة بانتظام. فالرياضة تُعد ركيزة أساسية فى هذه المعركة. كما نوهت بأهمية إجراء الفحوصات الطبية الدورية، ومتابعة الوزن بشكل منتظم. وتشير خبيرة التغذية إلى أن الطريق الصحى لعلاج السمنة يبدأ بالإفطار الصحى عن طريق تناول وجبة إفطار غنية بالبروتين والألياف، مثل: البيض مع الخضراوات أو الفول مع الخبز الأسمر، بالإضافة إلى ضرورة التركيز على الأطعمة الكاملة وزيادة استهلاك الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون، وفى نفس الوقت لابد من تقليل الأطعمة المُصنعة والسكرية وتجنب المشروبات السكرية والوجبات السريعة على أن يتزامن كل هذا مع شرب كمياتٍ كافية من الماء لا تقل عن 8 أكواب من الماء يوميًا. أوضحت هالة أن وجبة الغداء لمدة أسبوع تكون عبارة عن بروتينات عالية مرتين سمك أو لحوم أو فراخ بكميات قليلة أو البقوليات التى تحتوى على نسبة عالية من البروتين والألياف، وهى عناصر مغذية تساعد على الشعور بالشبع؛ ولذلك يُفضل تناول البقوليات 3 مرات فى الأسبوع فى وجبة الغداء، مثل: العدس، الفاصوليا البيضاء، الفاصوليا الحمراء.. ولكن البقوليات يمكن أن تؤدى لاضطرابات هضمية لدى بعض الأشخاص - ولذلك لا يُنصح بالإكثار من تناولها، ويُفضل إضافة الكمون إليها لتقليل الانتفاخ والغازات - أو العجة المصرية بالخضار والبيض مرة فى الأسبوع، مع طبق الخضراوات الورقية الثابت طوال أيام الأسبوع - ويُفضل تناول ثمار الفواكه بعد وجبة الغداء مباشرة.. وقالت: إن المشروبات التى تساعد على حرق الدهون ، شرب كوب من المياه مضافاً إليه معلقة كبيرة من خل التفاح ويُفضل تناوله بشفاطة لعدم الإضرار بالأسنان بعد وجبات الغداء والمشروبات أيضاً التى تُفضل بعد وجبة الغداء وتساعد على إنقاص الوزن شاى أخضر بالليمون مرتين فى اليوم. وجبة العشاء وأشارت إلى أنه يُفضل تناول وجبة العشاء مبكراً من الساعة 7 الى 8 مساء. وتكون هى نهاية أكل اليوم ويتم تناولها قبل النوم بحوالى ساعتين ويجب الاهتمام بالأطعمة الصحية المسلوقة، أو الباردة كالزبادى الغنى بالبروتين، ويمكن تناول البروتين من خلال الزبادى المصنع بالمنزل والبيض الصحى. وقالت: إن الخضراوات من الخيارات المهمة جدًا الغنية بالفيتامينات والمعادن، مثل: السبانخ والبروكلى والبطاطا الحلوة والجزر، كلها خيارات صحية ومفيدة ويمكن أن تهتم بتناول القرنبيط المسلوق والخس أيضًا. ويمكن أن تتناول فى وجبات العشاء بعض الأطعمة المفيدة الخفيفة على المعدة، كالقليل من شوربة العدس الغنى بالبروتين، وشوربة الخضار والقليل من طحينة الحمص، وتُعد السلطة أيضًا من الخيارات الرائعة شريطة ألا نضع عليها الكثير من الملح. ممارسة الرياضة وتضيف: أنه يجب أيضاً الحرص على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مع التركيز على تمارين القوة والتمارين الهوائية، والحرص على الحصول على قسط كافٍ من النوم وتجنب التوتر، وتلعب هذه العوامل دورًا مهمًا فى خسارة الوزن والحفاظ على الصحة. وفى نفس السياق توضح د. سحر خيرى، عميد المعهد القومى للتغذية أن السمنة أصبحت وباءً عالميًا يهدد صحة الملايين. وأشارت إلى أن عوامل متعددة تساهم فى انتشار هذه المشكلة، منها: العوامل الوراثية، والعادات الغذائية غير الصحية، وقلة النشاط البدنى، بالإضافة إلى بعض العوامل الدوائية والحالات الطبية. وتحذر من خطورة مضاعفات السمنة، التى تشمل: أمراض القلب، والسكرى وبعض أنواع السرطان. وأكدت أن السمنة ليست مجرد مشكلة جمالية، بل هى مرض مزمن يتطلب تدخلاً طبياً وعلاجياً. ودعت د. سحر إلى اتباع نمط حياة صحى لمكافحة السمنة، مشددة على أهمية الحرص على التغذية الصحية المتوازنة والتركيز على تناول الأطعمة الغنية بالألياف والبروتين والفيتامينات، وتجنب الأطعمة المُصنعة والمشروبات السكرية وأيضاً لابد من الحصول على قسط كافٍ من النوم، فالنوم الجيد يساعد على تنظيم الهرمونات التى تتحكم فى الشهية والشبع، بالإضافة الى العمل على إدارة التوتر عن طريق ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل: اليوجا والتأمل. وتؤكد عميد المعهد القومى للتغذية أن الوقاية من السمنة أفضل من علاجها، وأن اتباع نمط حياة صحى يمكن أن يُحسن نوعية الحياة ويطيل العمر. عادات غير صحية وأوضحت العادات الغذائية غير الصحية منها الإفراط فى تناول الأطعمة الدهنية والسكرية وقلة تناول الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة وقلة النشاط البدنى وعدم ممارسة الرياضة بانتظام. وأضافت سحر: أن العوامل الدوائية لها تأثير على السمنة، كما أن بعض الأدوية قد تسبب زيادة الوزن كأثر جانبى، إضافة إلى الحالات الطبية مثل: قصور الغدة الدرقية ومتلازمة كوشينغ، وكذا العوامل النفسية مثل: التوتر والاكتئاب قد يؤديان إلى زيادة الوزن.وأكدت د. سحر أن مضاعفات السمنة تشمل: أمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، وأمراض الشرايين التاجية والسكرى من النوع الثانى وبعض أنواع السرطان مثل: سرطان الثدي، سرطان القولون، سرطان البروستاتا. أمراض المفاصل والتهاب المفاصل ومشاكل فى التنفس ومشاكل نفسية مثل: الاكتئاب، وانخفاض تقدير الذات. وأشارت د. سحر إلى علاقة السمنة بالأمراض المزمنة، فالسمنة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالعديد من الأمراض المزمنة، حيث تزيد من خطر الإصابة بها. وهذا الارتباط يرجع إلى العديد من العوامل، بما فى ذلك الالتهاب المزمن، مقاومة الأنسولين، وتغيرات فى الهرمونات. وأوضحت: أن خطوات العلاج يجب أولاً تعديل نمط الحياة واتباع نظام غذائى صحى ومتوازن وممارسة الرياضة بانتظام والحصول على قسط كافٍ من النوم، قد يصف الطبيب أدوية تساعد على إنقاص الوزن وفى حالات السمنة المفرطة، قد تكون الجراحة هى الخيار الأنسب. الوقاية ضرورية وأكدت د. سحر على أن الوقاية من السمنة ضرورية بالتغذية الصحية والتركيز على الأطعمة الغنية بالألياف والبروتين والفيتامينات والمعادن، وتجنب الأطعمة المُصنعة والمشروبات السكرية والنشاط البدنى المنتظم من خلال ممارسة الرياضة بانتظام لمدة 30 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع والنوم الكافى بالحصول على 7- 8 ساعات من النوم كل ليلة وإدارة التوتر بممارسة تقنيات الاسترخاء مثل: اليوجا والتأمل وتشجيع الأطفال على اتباع نمط حياة صحى وغرس عادات غذائية صحية وممارسة الرياضة لدى الأطفال منذ الصغر.