أكد السكرتير الدائم بوزارة الخارجية الفنلندية السيد جوكا سالوفارا على عمق العلاقات الثنائية المتميزة التى تجمع مصر وفنلندا والتى شهدت فى السنوات الأخيرة تنسيقاً وتعاوناً فى عدة مجالات والتى تحدث عنها فى هذا الحوار.. اقرأ أيضًا | لأول مرة مُنذ 7 سنوات.. جولة مشاورات سياسية بين مصر وفنلندابالقاهرة هل هذه هى زيارتك الأولى إلى مصر؟ وما أهم أهداف الزيارة؟ - زرت مصر عندما كنت طفلًا فى السبعينيات، ولكنها زيارتى الأولى للعاصمة الإدارية الجديدة وكما تعلمين، تربط فنلندا ومصر علاقات قوية للغاية، ونحن نولى اهتمامًا خاصًا لتعزيز التبادل التجارى مع القاهرة خاصة فى ظل التطور الكبير الذى تقوم به مصر فى البنية التحتية. ما القطاعات التى تعتبرها فنلندا واعدة للاستثمار فى مصر؟ - قطاعات متعددة، أبرزها الطاقة، التى تمتلك فيها فنلندا خبرة واسعة، وقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والذى يمكن أن تقدم الشركات الفنلندية لمصر الكثير فيه، لا سيما فيما يتعلق بالخدمات الرقمية. كذلك يعد الاقتصاد الأخضر مجالًا مهمًا لنا، من حيث تحسين كفاءة استخدام المواد الخام، وهو مرتبط أيضًا بجهود مكافحة التغير المناخى. وهناك بالفعل مشاريع فنلندية حاليًا فى مصر، من بينها مشاريع فى صناعة التعبئة والتغليف، وصناعة الهواتف المحمولة. ماذا عن موقف فنلندا من أزمة غزة؟ - فنلندا داعم قديم للسلطة الفلسطينية، ومن الممولين الأساسيين لوكالة الأونروا. كما أننا نعمل بمشاريع تنموية فى الضفة الغربية، ونتعاون مع شركائنا فى الأممالمتحدة. وكجزء من الاتحاد الأوروبى، ندعو للسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى غزة. كيف ترون مبادرة وقف إطلاق النار بين روسياوأوكرانيا؟ - ندعو لوقف لإطلاق النار وإحلال السلام، ولكن يجب أن يكون سلامًا عادلًا لأوكرانيا. وأن تكون أوكرانيا جزءًا من أى محادثات سلام، لا أن يُفرض عليها حل. كما أن وقف إطلاق النار يجب أن يكون طويل الأمد، حتى يؤدى لسلام دائم. ونتمنى حدوث ذلك قريبًا. كيف يمكن لمصر الاستفادة من تجربة فنلندا الرائدة فى مجال التعليم؟ - مصر بالفعل تستفيد من هذه التجربة من خلال مشاريع عملية بين خبراء التعليم الفنلنديين والجهات المصرية. نحن ندرك التحديات التى تواجه مصر بسبب النمو السكانى، وهناك اهتمام كبير من الجامعات والمؤسسات الفنلندية بدعم تطوير نظام التعليم المصرى وتقديم فرص تعليمية جديدة. ما رأيك فى أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا؟ والتعنت الإثيوبى؟ - لدينا فى فنلندا تقليد قوى فى «دبلوماسية المياه»، ونؤمن بأن التعاون ضرورى بين الدول التى تشترك فى الأنهار. نحن نعى أهمية نهر النيل بالنسبة لمصر، ونشجع كلًا من مصر وإثيوبيا على التفاوض والتعاون حول إدارة المياه. كما أننا مستعدون لتقديم خبراتنا فى هذا المجال. ما النتائج المتوقعة من مشاوراتك السياسية الحالية فى مصر؟ - هناك توافق كبير فى الرؤى، ونحن ندرك أهمية موقع مصر فى محيطها الإقليمى، كما ندرك أهمية موقع فنلندا فى منطقتها. ونشعر بأن الوقت حان لتعزيز التعاون وزيادة الزيارات والمشاورات رفيعة المستوى، فالعالم اليوم بحاجة لشركاء موثوقين، وأعتقد أن مصر وفنلندا يمكن أن يكونا كذلك. ما الرسالة التى تأمل فى توصيلها خلال زيارتك؟ مصر تحقق تقدمًا كبيرًا، وهناك إصلاحات تُنفذ، ويبدو أن البلاد تسير فى الاتجاه الصحيح. نحن حريصون على دعمها فى مسارها التنموى، كما نأمل أن تُحل الأزمات الإقليمية فى محيطها مثل ليبيا، السودان، غزة، والبحر الأحمر، فذلك سيساعد فى استقرار المنطقة بشكل عام.