المشاركة المصرية فى الاحتفالات الروسية بالذكرى الثمانين للانتصار فى الحرب العالمية الثانية، تتعدى بالقطع حدود المشاركة المراسمية فى الاحتفالات، وتتخطاها إلى ما هو أكبر وأعمق من ذلك فى الدلالة والمعنى. والحرص الروسى على حضور الرئيس المصرى هذه الاحتفالات، والمشاركة مع نخبة بارزة من قادة الدول وزعمائها شرقا وغربا، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أمرين أساسيين. أولهما أن لمصر حضورا وتواجداً دوليا ظاهرا وملموسا وغير قابل للتجاهل أو النكران، ،..، وثانيهما قوة ومتانة العلاقة بين موسكووالقاهرة، والصداقة التى تربط بين الرئيسين «السيسى وبوتين». وفى هذا السياق لابد أن نذكر حقيقة باتت مؤكدة، ولا يستطيع أن ينكرها أى متابع، أو راصد موضوعى للتطورات الجارية على الساحتين، الإقليمية والدولية، وهى أن هناك بالفعل تواجداً وفاعلية سياسية مصرية، إيجابية على الساحتين، وهو ما يحظى باحترام وتقدير الجميع وشهادة الكل. وقد برزت تلك الفاعلية وذلك التواجد بصورة لافتة، ومؤثرة، لا تخفى على أحد من المهتمين والمتابعين لمجريات الأحداث وتطوراتها إقليميا ودوليا، طوال السنوات الماضية منذ عام 2014 وحتى الآن، وقد تجلى ذلك فى كل الأحداث، التى تعرضت لها المنطقة أو مر بها العالم، فى الآونة الأخيرة وهو ما لا يستطيع أحد إنكاره أو الافتئات عليه. وفى هذا الإطار يأتى الحضور المصرى فى الاحتفالات الروسية، ترجمة واقعية لما تشهده العلاقات المصرية الروسية من انطلاقة قوية للأمام، على أساس التعاون والتنسيق المشترك والشامل فى المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية أيضا. ونستطيع القول بوجود رغبة مشتركة بين القاهرةوموسكو لدعم وتقوية العلاقات، والوصول بها الى مستويات مرتفعة تتناسب مع الصداقة التاريخية التى تربط بينهما. وفى سياق ما هو معلن من الجانبين يمكننا التأكيد على السعى المشترك للتعاون فى مختلف المجالات، بما فى ذلك إنشاء المنطقة، الصناعية الروسية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، واستكمال إقامة محطة الضبعة لتوليد الكهرباء من الطاقة النووية، والتعاون المشترك فى مجالات الطاقة والأمن الغذائى والسياحة، والمشاريع الزراعية والصناعية بالإضافة، إلى التنسيق والتشاور فى التطورات السياسية، الاقليمية والعالمية والسعى لتحقيق الاستقرار والسلام الإقليمى والدولى. «وللحديث بقية»