تناول كتاب بالصحف المصرية الصادرة صباح اليوم /الأحد/ احتفالات روسيا بمرور 70 عاما على انتصارها في الحرب العالمية الثانية، والمشاركة المهمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، واهتمام وسائل الإعلام الروسية بمشاركة الرئيس المصري. ففي صحيفة (الأهرام).. قال مرسي عطا الله بمقاله "كل يوم" تحت عنوان (رسالة روسيا.. واحتفالات النصر!) "رغم كل المصاعب والتحديات التي تواجهها روسيا في الآونة الأخيرة بسبب الأزمة الأوكرانية والتداعيات التي نجمت عن انفصال شبه جزيرة القرم عن أوكرانيا وانضمامها إلى روسيا مما أثار غضب أمريكا وحلفائها الأوروبيين فإن المستثمرين الغربيين مازالوا يتوافدون على موسكو وبما يؤكد صحة ما يعتقده حكام الكرملين بأن روسيا سوف تظل سؤالا مفتوحا يحمل قدرا هائلا من الإغراء لكل من يغمرهم الحماس ولديهم آمال عظيمة في استثمارات مضمونة يمكن العثور على مفاتيحها بسهولة في موسكو التي تتربع منذ سنوات على عرش أكثر المدن الأوربية غلاء بسبب كثافة التدفق السياحي والاستثماري نحوها". وأضاف "الحقيقة أن روسيا التي تحتفل هذه الأيام بالذكري السبعين لانتصارها على قوات النازيين وتغيير دفة الحرب العالمية الثانية لصالح الحلفاء الذين تختلف معهم اليوم تريد أن تبعث برسالة مفادها أن روسيا مازالت تحتل مرتبة متقدمة ضمن أفضل 10 دول على مستوي العالم في جذب الاستثمار الأجنبي وأنه لا صحة لما يتردد في بعض وسائل الإعلام الغربية عن تراجع المناخ الاستثماري في روسيا بسبب العقوبات الأمريكية والأوربية على موسكو نتيجة الأزمة الأوكرانية". وتابع الكاتب أن "احتفال روسيا منفردة بعيدا عن حلفائها في الحرب العالمية الثانية الذين شاركوها هزيمة النازيين يستهدف توجيه رسالة مفادها أن روسيا مازالت قوية ومستقرة وأن اقتصادها الذي تنامي وتعافي في العقدين الآخرين سيتسارع نموه وازدهاره عبر السنوات القليلة المقبلة حيث مازال أمام الدب الروسي مسافة واسعة وفسيحة لمزيد من الركض وتخطي كل الحواجز بقوة ومهارة حصان مدرب على كسب المسابقات". ورأي أن مصر حالفها التوفيق بتلبية الرئيس السيسي لدعوة الرئيس بوتين والمشاركة في هذه الاحتفالية التاريخية تعبيرا عن الوفاء والامتنان لسجل تاريخي من العلاقات الإستراتيجية بين البلدين التي تسمو وترتفع فوق أي ادعاءات أو مزاعم عن محاور جديدة أو تكتلات جديدة لأن مصر الجديدة أكدت مرارا وتكرارا أنها منفتحة على كل دول العالم دون استثناء وأنها ليست مع أحد ضد أحد وإنما هي مع كل ما يخدم المصالح العليا لمصر ويسهم في الأمن والاستقرار العالمي حاضرا ومستقبلا. وفي صحيفة (الأخبار).. قال ياسر رزق بمقاله "ورقة وقلم" تحت عنوان (أسرار ما جري في الكرملين) "وقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشد على يد الرئيس عبدالفتاح السيسي مودعا وهو يقول "أنت ضيف مرغوب فيه دائما في روسيا، إنني سعيد بلقائك، وأكن لك محبة كبيرة على المستوي الشخصي، وأنا في خدمتك وفي خدمة مصر، من أجل أن تواصل مهمتك الكبيرة في نهضتها، وسوف نواصل مشاوراتنا هاتفيا أو من خلال زيارات متبادلة في الفترة المقبلة". وأضاف "ساعة كاملة أمضاها السيسي مع بوتين في جلسة مباحثات بعد ظهر أمس بقصر الكرملين المهيب المطل على الميدان الأحمر، أكبر ساحات العاصمة موسكو، مقابلات الرئيس الروسي مع ضيوفه من زعماء دول العالم الذين حضروا احتفالات روسيا بالذكري السبعين للنصر على النازية وانتهاء الحرب العالمية الثانية في أوربا، كانت في معظمها لقاءات بروتوكولية للترحيب". وتابع "رغم مشاغل بوتين بالاحتفالات الهائلة ومراسمها، وبضيوفه وواجبات الاحتفاء بهم.. اختص الرئيس المصري بمباحثات مطولة لم تترك جانبا من أوجه التعاون المصري الروسي إلا وتناولته.. وكان واضحا للقادة المشاركين في الاحتفالات أن هناك وضعا خاصا لمصر وقائدها لدى روسيا وزعيمها". ومن جانبه، قال محمد بركات بمقاله "بدون تردد" تحت عنوان (مصر وروسيا.. والعالم) إن "المشاركة المصرية في الاحتفالات الروسية بالذكري السبعين للانتصار في الحرب العالمية الثانية، تتعدي بالقطع حدود المشاركة المراسمية في الاحتفالات، وتتخطاها إلى ما هو أكبر وأعمق من ذلك في الدلالة والمعني". وأشار إلى أن الحرص الروسي على حضور الرئيس المصري هذه الاحتفالات، بالمشاركة مع نخبة بارزة من قادة الدول وزعمائها شرقا وغربا، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أمرين أساسيين، أولهما أن لمصر حضورا وتواجدا دوليا ظاهرا وملموسا وغير قابل للتجاهل أو النكران، وثانيهما قوة ومتانة العلاقات بين موسكو والقاهرة، والصداقة التي تربط بين السيسي وبوتين. وأضاف أنه "في هذا الإطار، لابد أن نذكر حقيقة باتت مؤكدة، ولا يستطيع أن ينكرها أي متابع أو راصد موضوعي للتطورات الجارية على الساحة السياسية الإقليمية والدولية، وهي أن هناك عودة واضحة للتواجد والفاعلية المصرية على هذه الساحة بعد طول غياب، كان ملموسا وظاهرا طوال السنوات الأخيرة". وأوضح أنه برزت ملامح هذه العودة والفاعلية بصورة لافتة ومؤثرة لا تخفي على أحد من المهتمين والمتابعين لمجريات الأحداث وتفاعلاتها إقليميا ودوليا، طوال الشهور التي مضت منذ تولي الرئيس السيسي المسئولية وحتى الآن، في أكثر من صورة وعلى أكثر من وجه، بحيث لا يستطيع أحد إنكاره، أو الافتئات عليه، إلا إذا كان له غرض أو به مرض وهو في ذلك من الجاحدين. وتابع أن "أي منصف لابد أن يلفت انتباهه بقوة، أن مصر قد استعادت حضورها القوى والفاعل في محيطها العربي، وأن هذا الحضور مرحب به بل ومطلوب من شقيقاتها العربيات في تفاصيله وجزئياته بعد عمومه وكلياته، وأحسب أن أحدا لا يستطيع تجاهل ذلك أو إنكاره". وقال "أي منصف كذلك لا يستطيع إلا أن يعترف، بأن الدور المصري على الساحة الأفريقية، قد استعاد وجوده وفاعليته وتأثيره، وأصبح لمصر مرة أخرى وجود أفريقي متميز ومشاركة مؤثرة على مستوي القارة كلها، هذا إضافة إلى الإنجازات الإيجابية العديدة على الساحة الأوربية والمتوسطية بصفة خاصة والدولية بصفة عامة".