شهدت الساحة السياسية خلال الأيام الماضية تحركات دبلوماسية نشطة للرئيس عبد الفتاح السيسي، شملت استضافة قمة ثلاثية في القاهرة، وزيارات رسمية لرؤساء دول، وصولًا إلى جولة خليجية هامة شملت قطر والكويت، وقد حظيت هذه التحركات بإشادة واسعة من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، الذين أكدوا أن هذه الخطوات ليست فقط تعبيرًا عن حضور مصر القوي، بل أيضًا تجسيد لدورها كوسيط نزيه وصوت عاقل في منطقة تموج بالتوترات. السيسي يعيد ترتيب البيت العربي ويعزز التحالفات فى هذا الشأن ، قال الدكتور ياسر الهضيبي، عضو مجلس الشيوخ، إن الجولة الدبلوماسية للرئيس السيسي ليست مجرد زيارات بروتوكولية، بل تحركات مدروسة تهدف إلى إعادة ترتيب التحالفات الإقليمية وتعزيز الأمن القومي المصري والعربي. وأوضح أن استضافة القمة الثلاثية في القاهرة ثم اللقاء مع رئيس إندونيسيا والجولة الخليجية، تعكس قدرة مصر على إدارة الملفات الإقليمية المعقدة بذكاء سياسي وتوقيت دقيق. اقرأ أيضا| 1.7 مليار دولار التبادل التجارى بين مصر واندونيسيا خلال 2024 وأشار إلى أن مصر تلعب حاليًا دور الوسيط المسؤول في الأزمة الفلسطينية، بدعم من قوى كبرى مثل فرنسا، مؤكدًا أهمية التعاون مع قطر والكويت في مجالات الطاقة والاستثمارات والأمن، في ظل التحديات المتزايدة في المنطقة. مصر تستعيد دورها الريادي في وقت حرج من جانبه ، أكد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، أن هذه الجولة تبرهن على استعادة مصر لدورها المحوري في المنطقة. وأضاف أن القمة الثلاثية التي جمعت مصر وفرنسا والأردن كانت نقطة انطلاق لتحركات دولية داعمة لوقف إطلاق النار في غزة ورفض التهجير القسري. وشدد محسب على أن مصر تتحرك من منطلق مسؤولية تاريخية تجاه القضية الفلسطينية، وأن جولتي قطر والكويت تعكسان حرص القيادة على تنسيق المواقف العربية في مواجهة التصعيد الإسرائيلي وتطورات الشرق الأوسط. تحركات السيسي تؤكد ثقة العالم في مصر من ناحيته ، صرّح المهندس أحمد صبور، عضو مجلس الشيوخ، بأن النشاط الدبلوماسي المكثف للرئيس السيسي يعكس الثقة الدولية المتزايدة في الرؤية المصرية، وقدرتها على لعب دور فاعل في إحلال السلام والاستقرار. وأشار إلى أن استقبال الرئيس لرؤساء فرنسا والأردن وإندونيسيا يعكس توازن السياسة الخارجية المصرية، ويعزز الشراكات الدولية، لا سيما في ظل دعم مصر الكامل لرفض التصعيد العسكري في غزة. وأكد أن جولة الخليج الأخيرة تبرز أهمية العلاقات المصرية الخليجية كركيزة أساسية للأمن القومي العربي. سياسة خارجية حكيمة قائمة على المصالح المشتركة و أشادت النائبة مايسة عطوة، عضو مجلس النواب، بالجولة الخليجية للرئيس السيسي، ووصفتها بأنها خطوة استراتيجية تعكس حرص مصر على بناء شراكات متوازنة تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وأكدت أن الحضور المصري القوي في قطر والكويت يعكس الاعتراف بدور القاهرة كصمام أمان إقليمي، وصوت يسعى إلى نزع فتيل الأزمات، بعيدًا عن الاستقطاب السياسي. كما أشارت إلى أن اللقاءات التي أجراها الرئيس تفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة والأمن الغذائي. تحركات السيسي تجسد رؤية مصر الواضحة لمستقبل المنطقة من جهتها أكدت النائبة هند رشاد، أمين سر لجنة الإعلام بمجلس النواب، أن تحركات الرئيس السيسي تعكس وعيًا استراتيجيًا بأهمية التنسيق العربي في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية. وأضافت أن هذه الجولات تبرز حرص مصر على لعب دور ريادي يعتمد على الشراكة والتكامل، وهو ما يرسّخ مكانتها كصوت حكيم في إقليم مضطرب. وشددت على أن السياسة الخارجية المصرية باتت نموذجًا يُحتذى به في العالم العربي، خصوصًا في ظل ما تشهده المنطقة من تحولات متسارعة. مصالح مشتركة وتوجه مصرى واضحاً تعكس التحركات الدبلوماسية للرئيس عبد الفتاح السيسي توجهًا مصريًا واضحًا نحو إعادة صياغة العلاقات الإقليمية والدولية، بما يخدم الاستقرار ويعزز من مكانة مصر كدولة محورية في الشرق الأوسط. ومع إشادة البرلمان بهذه الجهود، تزداد القناعة بأن مصر تقود مشروعًا عربيًا للتكامل والتعاون، قائمًا على المصالح المشتركة والشراكة الفاعلة.