في الطابق العلوي من المتحف المصري بالتحرير، وتحديدًا في القاعة رقم 2، يقف الزائر أمام تحفة أثرية تأسر الألباب وتروي فصلًا مهيبًا من تاريخ مصر القديمة. اقرأ أيضا | a href="https://akhbarelyom.com/news/newdetails/4587861/1/%D8%A3%D8%B5%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D9%88%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%83-%D8%AA%D9%88%D8%AA-%D8%B9%D9%86%D8%AE-%D8%A2%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%AA%D8%AD%D9%81" title="أصل الحكاية| "تابوت الملك توت عنخ آمون".. تحفة فرعونية فريدة في المتحف المصري "أصل الحكاية| "تابوت الملك توت عنخ آمون".. تحفة فرعونية فريدة في المتحف المصري إنه التابوت الذهبي للملك توت عنخ آمون، الذي احتضن مومياء الفرعون الشاب في مقبرته الشهيرة بوادي الملوك. هذا التابوت، المصنوع من الخشب المذهب والمزخرف بدقة مذهلة، يجسد روعة الفن المصري القديم ويعكس عبقرية صُنّاع الحضارة الخالدة. تابوت ملكي مذهّب: يُعرض التابوت الذهبي للملك توت عنخ آمون ضمن القطع الأثرية الأهم في المتحف المصري، نظرًا لقيمته التاريخية والفنية الفريدة. صنع هذا التابوت من الخشب، وتمت تغطيته بالكامل برقائق من الذهب الخالص، كما زُيِّن بزخارف دقيقة وألوان زجاجية زرقاء وحمراء لا تزال تحتفظ ببهائها رغم مرور أكثر من 3300 عام. شكل إلهي وملامح رمزية: يصور التابوت الملك توت عنخ آمون على هيئة المعبود أوزير، إله البعث والخلود في العقيدة المصرية القديمة، وهو ما يعكس إيمان المصريين القدماء بالحياة بعد الموت. يظهر الملك ويداه متقاطعتان على صدره في وضع جنائزي، تحملان رمزي الحكم والسيادة: العصا والمذبة، وهما مطعمان بعجائن زجاجية ملونة، تمنح التابوت لمسة من الروعة والرهبة في آنٍ واحد. مكان الاكتشاف وسياقه التاريخي: اكتُشف هذا التابوت ضمن مقتنيات مقبرة الملك توت عنخ آمون (KV62) بوادي الملوك في الأقصر، على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر عام 1922. وكان التابوت يضم مومياء الملك الشاب، محاطة بثلاثة توابيت متداخلة، مما يعكس الأهمية الاستثنائية التي أولاها المصريون لرحلة الملك في العالم الآخر. الحالة الفنية والترميم: يُعد التابوت مثالاً رائعًا على دقة الصناعة المصرية القديمة، حيث لا يزال في حالة حفظ ممتازة، تحافظ على تفاصيله الدقيقة وألوانه النابضة بالحياة. وقد خضع لعدة أعمال ترميم دورية للحفاظ عليه من آثار الزمن والعوامل البيئية، ليبقى شامخًا كأيقونة ملكية نادرة. يظل التابوت الذهبي للملك توت عنخ آمون من أكثر القطع الأثرية سحرًا ودهشة في المتحف المصري، ليس فقط لما يمثله من قيمة تاريخية، بل لما يعكسه من عبقرية فنية وروحية لحضارة خالدة. وعبر أروقته، يستمر المتحف في سرد قصة الفرعون الذهبي الذي أبهر العالم، وتقديم جزء أصيل من ذاكرة مصر القديمة لكل زائر يطأ أرضه.