يُعد تابوت الملك الشاب توت عنخ آمون على هيئة أبو الهول واحدًا من أبرز القطع الأثرية المعروضة في المتحف المصري بالقاهرة، حيث يجسد براعة الفنان المصري القديم في تصوير الملوك كرموز للقوة والحماية. يعكس هذا التابوت روعة الفن الفرعوني والتقاليد الدينية التي ارتبطت بمفهوم الحماية والملكية الإلهية. في هذا التقرير، نستعرض تاريخ هذا التابوت الفريد، مكوناته الفنية، وأهم الأنشطة والفعاليات التي يقدمها المتحف المصري للحفاظ على هذا الإرث العظيم وعن قصة مقبرة الملك توت عنخ آمون. أولًا: لمحة تاريخية عن توت عنخ آمون توت عنخ آمون هو أحد أشهر ملوك الأسرة الثامنة عشرة، اعتلى العرش في سن صغيرة وعُرف بإعادة إحياء الممارسات الدينية التقليدية بعد فترة حكم أخناتون. رغم وفاته المبكرة، إلا أن كنوزه المدفونة في مقبرته بوادي الملوك جعلته من أشهر الفراعنة عبر العصور. اقرأ أيضا | «مروحة توت عنخ آمون».. تحفة تعكس عظمة الملك الشاب ثانيًا: تابوت توت عنخ آمون على هيئة أبو الهول يتميز هذا التابوت بتصميمه الفريد على شكل أبو الهول، حيث يجسد وجه الملك توت عنخ آمون بجسد أسد، وهو رمز للحماية والقوة في الحضارة المصرية القديمة. صُنع التابوت بدقة متناهية باستخدام الذهب والخشب المطعم بالأحجار الكريمة، مما يعكس براعة الحرفيين المصريين القدماء. ثالثًا: المتحف المصري ومقتنيات توت عنخ آمون يضم المتحف المصري العديد من القطع الأثرية النادرة المتعلقة بالملك توت عنخ آمون، ومن بينها الأقنعة الجنائزية، التوابيت الذهبية، والمجوهرات الملكية. وتشكل هذه القطع نافذة على حياة الملك الشاب والمعتقدات الدينية التي سادت في عصره. رابعًا: الأنشطة والفعاليات في المتحف المصري يقدم المتحف المصري برامج تعليمية ومعارض مؤقتة وورش عمل تفاعلية تهدف إلى تعريف الزوار بتاريخ مصر القديمة. كما ينظم جولات إرشادية لشرح تفاصيل مقتنيات المتحف، بما في ذلك كنوز توت عنخ آمون، مما يمنح الزوار تجربة ثقافية وتاريخية غنية. ** مقبرة الملك توت عنخ آمون في عام 1922 اكتشف البريطاني هوارد كارتر مقبرة الملك توت عنخ أمون، واحتل الحدث العناوين الرئيسية بأغلب الصحف الكبرى بالعالم، إذ صاحب ذلك ظهور التحف الذهبية وغيرها من القطع الفاخرة التي اكتشفت بالمقبرة التي اعتبرت هي وكنوزها أيقونة لمصر ولا يزال اكتشافها أحد أهم الاكتشافات الأثرية حتى الآن. وتعد مقبرة الملك توت عنخ آمون (1336-1327 ق.م) من الأسرة الثامنة عشرذات شهرة عالمية لأنها المقبرة الملكية الوحيدة بوادي الملوك التي تم اكتشاف محتوياتها سليمة وكاملة نسبيًا. على الرغم من ثرواتها المهولة، فإن مقبرة توت عنخ آمون رقم 62 في وادي الملوك متواضعة للغاية من ناحية الحجم والتصميم المعماري مقارنة بالمقابر الأخرى في هذا الموقع وذلك بسبب وصول توت عنخ آمون إلى العرش في عمر صغير جدًا وحكم لمدة تسع سنوات فقط. ومع الحجم الصغير للمقبرة قد ضم حوالي 5000 قطعة أثرية تم اكتشافها والتي كانت مكدسة بإحكام شديد، هذه القطع تعكس نمط الحياة في القصر الملكي، وتشمل الأشياء التي كان توت عنخ آمون يستخدمها في حياته اليومية مثل الملابس والمجوهرات ومستحضرات التجميل والبخور والأثاث والكراسي والألعاب والأواني المصنوعة من مجموعة متنوعة من المواد والمركبات والأسلحة وغيرها. يعد تابوت توت عنخ آمون على هيئة أبو الهول تحفة أثرية فريدة تعكس عظمة الفن المصري القديم. وزيارة المتحف المصري بالقاهرة تمنح عشاق التاريخ فرصة لاكتشاف المزيد عن هذا الملك الشاب وإرثه الغني الذي لا يزال يبهر العالم حتى اليوم.