موسكو - جدة - وكالات الأنباء: تعرضت روسيا خلال ليلة أمس لهجوم ب337 مسيّرة أوكرانية هو الأكبر من نوعه منذ بدء الحرب فى أوكرانيا فى فبراير 2022. وقالت وزارة الدفاع الروسية فى بيان «خلال الليلة الماضية، اعترضت منظومات الدفاع الجوى ودمرت 337 مسيّرة أوكرانية، بينها 91 فوق منطقة موسكو، و126 فوق منطقة كورسك» الحدودية مع أوكرانيا، واستهدف الهجوم أيضا منطقتى بريانسك وبيلغورود المتاخمتين لأوكرانيا، بالإضافة إلى ريازان وكالوغا وفورونيج ونيجنى نوفغورود. وأوقف مطار فنوكوفو الدولى حركة الطيران، بينما فرضت المطارات الثلاثة الأخرى التى تخدم موسكو، أى دوموديدوفو وجوكوفسكى وشيريميتيفو، «قيودا مؤقتة». وأعلنت السلطات مقتل شخصين وإصابة 18 شخصا، بينهم ثلاثة أطفال، فى الهجوم. من جهته، ندد الكرملين بالهجوم، واعتبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميترى بيسكوف إنه «من المهم الإشارة الى أن نظام كييف يقصف بنى تحتية اجتماعية ومبانى سكنية». ومن جانبها، قالت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن استهداف موسكو بعدد كبير من المسيرات الجوية الأوكرانية مرتبط بزيارة سكرتير عام منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا فريدون هادى سينيرلى أوغلو إلى موسكو حيث التقى وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، وفى تصريحات منفصلة أشارت زاخاروفا إلى أن الاتصالات بين موسكووواشنطن أصبحت الآن كثيفة إلى درجة كبيرة، ويمكن الاتفاق على أى خطوات فى العلاقات الثنائية بشكل سريع. جاء ذلك فى تعليق أدلت به زاخاروفا لوكالة «نوفوستي» على تقارير تحدثت عن زيارة محتملة للمبعوث الخاص للرئيس الأمريكى ستيف ويتكوف إلى موسكو. وكان موقع «أكسيوس» قد نقل عن مصادر مطلعة أن ويتكوف يخطط للسفر إلى موسكو غدا الخميس للقاء الرئيس بوتين. فى المقابل، قالت أوكرانيا إن هجومها الضخم بالمسيّرات على موسكو والمنطقة المحيطة بها يجب أن «يحث» الرئيس الروسى على قبول الهدنة الجوية التى اقترحتها كييف كشرط مسبق لإجراء محادثات محتملة لإنهاء الحرب. يأتى ذلك فى حين بدأت فى مدينة جدة السعودية أمس محادثات بين ممثلين عن أوكرانيا ووزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو ومستشار الأمن القومى لترامب مايك والتز. وفى مستهل اللقاء، أكّد رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندرى يرماك «نحن مستعدون لفعل كل شيء من أجل تحقيق السلام»، وتحدثت تقارير عن مقترح أوكرانيا يشمل خطة لوقف إطلاق نار جزئى مع روسيا، فى مبادرة تأمل منها كييف أن تستعيد دعم البيت الأبيض الذى يطالبها، منذ عاد إليه الرئيس دونالد ترامب، بتقديم تنازلات مريرة لإنهاء الحرب. وتأمل كييف أنّ يؤدى عرض الهدنة الجزئية لإقناع واشنطن باستئناف المساعدات العسكرية لأوكرانيا وكذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية والوصول إلى صور الأقمار الصناعية، والتى أوقفت بعد المشادة الكلامية الحادة بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وزيلينسكى فى البيت الأبيض نهاية فبراير. وقبل بدء المفاوضات، قال روبيو، إن الولاياتالمتحدة تريد معرفة التنازلات التى قد تكون أوكرانيا على استعداد لتقديمها. وصرح روبيو من على متن الطائرة خلال توجهه إلى المملكة العربية السعودية إن نتيجة الاجتماع «ستكون أساسية» فيما يتعلق بما إذا كان سيتم رفع التوقف فى المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية.