أمانى عبدالرحيم جهود مكوكية تبذلها مصر منذ الإعلان عن الخطة الأمريكية للاستيلاء على قطاع غزة بعد تهجير سكانه قسرًا، لحشد موقف دولى موحد ضد هذه الخطة، مستفيدة من ثقل دورها الإقليمى والعلاقات الجيدة التى تربطها بكل القوى المؤثرة فى العالم، وذلك انطلاقًا من إيمان مصر بدور المجتمع الدولى الفاعل والضاغط، ورغبتها فى تحميل المجتمع الدولى مسئولياته. ومن خلال جهود تشمل لقاءات وزيارات واتصالات أجرتها على أعلى المستويات استطاعت مصر بلورة موقف دولى واضح داعم لرؤيتها الخاصة بمنع التهجير وطرح حل الدولتين. اقرأ أيضًا | الرئيس السيسي يصل إلى أرض الوطن بعد زيارته لإسبانيا والمشاركة باجتماع الرياض آخر هذه الجهود كانت الزيارة التى قام بها الرئيس السيسى لإسبانيا الثلاثاء الماضى التى انتهت بمؤتمر صحفى أعلن فيه رئيس الوزراء الإسبانى بيدروسانشيث رفض بلاده القاطع لنقل السكان الفلسطينيين من غزة، وشدد فيه على دعم اقتراح إعادة إعمار القطاع دون تهجير الذى سيتم عرضه على القمة الاستثنائية للجامعة العربية فى القاهرة. وقبلها بأيام أكد رئيس قبرص نيكوس خريستودوليدس، خلال زيارة لمصر، أن الرئيس السيسى قاد جهودًا دبلوماسية بارزة لوقف إطلاق النار واحتواء التصعيد فى غزة، وأن قبرص تدعم بقوة هذه المساعى. وفى زيارة مماثلة أعرب رئيس الكونجرس اليهودى العالمى «رونالدلاودر»، بعد لقائه الرئيس السيسى عن تقديره لجهود القاهرة لاستعادة الاستقرار فى المنطقة، مشددًا على أهمية البدء فى إعادة إعمار غزة دون تهجير. وأبدى تأييده لدور مصر الريادى فى تحقيق السلام وتطلعه للمقترح المصرى/ العربى بشأن غزة، ومشددًا على أن السلام سيتحقق من خلال حل الدولتين. وفى اتصال هاتفى أكد سكرتير عام الأممالمتحدة أنطونيو جوتيريش للرئيس السيسى ضرورة الإسراع فى بدء عمليات إعادة إعمار غزة، ورفض إخلاء القطاع. وشدد على ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولى فى هذا الصدد، مؤكدًا ضرورة أن يكون حل الدولتين، هو نهج ومحور تحرك المجتمع الدولى، باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام المستدام فى الشرق الأوسط. وأشاد جوتيريش بالجهود المصرية، مؤكدًا أهمية دورمصر باعتبارها إحدى الركائز الداعمة لتحقيق الاستقرار فى المنطقة. وفى اتصال آخر مع الرئيس السيسى أعرب الرئيس الفرنسى «إيمانويل ماكرون» عن تقديره للجهود المصرية، والدور المحورى لمصر فى تحقيق الاستقرار الإقليمى، مشددًا على دعم فرنسا للجهود المصرية فى هذا الصدد. نفس الموقف عبَّر عنه المستشار الألمانى أولاف شولتس الذى قال إن أى خطط لطرد مواطنى غزة لمصر أو الأردن، غير مقبولة، مؤكدًا دعمه لحل الدولتين وأنه يتعين أن يكون واضحًا أن السلطة الفلسطينية ستتولى المسئولية فى غزة. وتابع: «يتعين عدم تبديد الأمل فى السلام الذى أصبح ممكنًا الآن»، فى إشارة لاتفاق وقف إطلاق النار الذى رعته مصر. وخلال لقائهما على هامش أعمال «الدورة ال28 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المُتحدة الإطارية لتغير المناخ» بحث الرئيس السيسى مع جورجيا ميلونى، رئيسة وزراء إيطاليا، تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، حيث تقدمت رئيسة الوزراء الإيطالية بالشكر إلى مصر على دورها الرائد فى دفع جهود السلام فى المنطقة. رئيسة وزراء الدنمارك عبّرت عن موقفها فى اتصال مع الرئيس السيسى، حيث أكدت ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار بمراحله الثلاث، وتبادل إطلاق سراح الرهائن والأسرى، وتيسير دخول المساعدات الإنسانية. كما شددت على ضرورة بدء عمليات إعادة الإعمار دون تهجير الفلسطينيين، مؤكدة على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967، باعتبار ذلك الضمان الوحيد للتوصل للسلام الدائم والاستقرار. وفى اتصال هاتفى أيضًا أكد رئيس الوزراء الماليزى أنور إبراهيم للرئيس السيىسى رفض بلاده تهجير الفلسطينيين، لعدم تصفية القضية الفلسطينية، مشددًا على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لإقامة الدولة الفلسطينية كونها الضمانة الوحيدة للسلام فى المنطقة. وأشاد أنور بالجهود المصرية الحثيثة لدعم الأشقاء الفلسطينيين ولحقن الدماء واستعادة الهدوء. كذلك أشادت رئيسة البرلمان الأيرلندى فيرونا مورفى بالجهود المصرية المبذولة على الساحة الفلسطينية ووقف الحرب فى غزة، بالإضافة لدور القاهرة المهم فى المنطقة. أما موقف النرويج فعبّرت عنه هيلدا كليمتسدال سفيرة النرويجبالقاهرة التى وجّهت رسالة للشعب الفلسطينى أن جميع النرويجيين يساندون فلسطين وسيحاولون بكل الطرق المساعدة، مقدمة الشكر لجهود مصر فى وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات، وأشارت إلى أن الحل الوحيد هو حل الدولتين والاتجاه للسلام، مشددة على أن النرويج تدعم هذا الحل وترفض تهجير الفلسطينيين لمصر أو الأردن. البابا فرانسيس بابا الفاتيكان أيضًا أشاد بالدور المصرى المحورى بقيادة الرئيس السيسى تجاه الأزمة الفلسطينية، خلال لقائه د. خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء، على هامش القمة الدولية لحقوق الأطفال. كما أشاد بالتزام الدولة المصرية بتقديم المساعدات الإنسانية وتوفير الرعاية الصحية لأهالى غزة، داعيًا دول العالم لمشاركة مصر فى التخفيف من آثار الأحداث التى يتعرض لها آلاف الأطفال الأبرياء.