رحلة التحول من العمامة إلى الطربوش

عباس بيضون يتحدث عن «الشيخ الأحمر»:

حرص الشاعر الكبير والروائى اللبنانى البارز عباس بيضون على أن تكون القاهرة هى محطة انطلاق أحدث ابداعاته.. روايته «الشيخ الأحمر»، كما آثر أن يحمل معرضها قبل ختامه بأيام إجاباته عن التساؤلات التى تدور فى أذهان قرائه حول الرواية، فبعد العديد من البصمات الشعرية، والنصوص الروائية، ومنها مرايا فرنكشتاين، وخريف البراءة الفائزة بجائزة الشيخ زايد فى الآداب تجيء هذه الرواية الصادرة عن دار الشروق لتعالج إشكالية أرقت اديبنا المهموم بما لا حصر له من التساؤلات، حيث تصحبنا الرواية إلى مسقط رأس شيخ لبنانى، وترصد رحلة التحول من عمامة عالم دين إلى طربوش الأفندى، وقد أجرينا هذا الحوار مع الأديب اللبنانى الكبير داخل معرض الكتاب قبل ساعات من الختام.
■ هل ترصد تحولات عالم الدين فى العصور الماضية؟
روايتى لا تعنى برجل الدين كمهنة بل كإنسان، ومع ذلك الرواية تستمد من التاريخ فترة سابقة هى القرن الثامن عشر، لكنها لم تكن معنية بهذا الماضى ولم تدافع عنه أو تنتقده، وهى تتناوله كإنسان فى الواقع، حيث تتغلب صفاته الإنسانية على صفاته كرجل دين، حيث يتعرف القراء على مغامراته الخاصة، وما يهمنى فى هذه الرواية هى الحياة الخاصة لرجل الدين.
■ وما الذى يعنيه العنوان «الشيخ الأحمر»؟
الشيخ الأحمر فى الرواية هو مثقف ومهتم بالفلسفة وكونه أحمر جاء من هذا الاهتمام وليس ارتباطا بفكرة الشيوعية أو الاتحاد السوفيتي، وأطلق عليه هذا الاسم تمييزا له عن الشيوخ الآخرين، لأنه يقرأ فى الفلسفة ويهتم بها.
■ ولماذا لم تجعلها رواية تاريخية؟
لم أرد ذلك لأنها لو كانت تاريخية فقد تقع فيها أخطاء أو قد تكون المعلومات التاريخية نفسها غير صحيحة، ما يهمنى فى روايتى هو النموذج الإنسانى ولم تكن الرواية بحثا تاريخيا او فلسفيا ولكنها نص روائى يهتم بالبعد الإنساني.
■ حاولت الشخصيات النسائية فى الرواية إثبات حضورها فى الحياة الاجتماعية، فكيف تصنع المرأة واقعها؟
فى مجتمعاتنا الرجال حاصلون على كل حقوقهم الاجتماعية والإنسانية، بينما المرأة فى حالة صراع مع الواقع من أجل الحصول على حقوقها، فالنساء يشعرن بالزمن ويعشنه، ويتعاملن معه ومع تغييراته، والمرأة فى الرواية هى الوحيدة ذات البعد الدرامي، حيث تحاول أن تصنع واقعها.
■ معظم رواياتك تتحدث عن التنظيمات الدينية، فما سبب انجذابك إلى ذلك العالم؟
هذه الرواية هى الثانية التى تتحدث عن رجل الدين وما يهمنى فى الموضوع هو وجهة نظر الشخصية، لأننى اعيش فى مجتمع يلعب رجل الدين فيه دورا كبيرا، ثم إننى شخصيا قريب من هذا الجو لأننى حفيد رجل دين.