يواصل الجيش الإسرائيلى عمليته العسكرية شمالى قطاع غزة لليوم 27 على التوالي، وتوغل مجددا فى مخيم جباليا، فى حين تجدد القصف المدفعى الإسرائيلى العنيف على مختلف أنحاء القطاع لليوم 391 على التوالى مستهدفا المدنيين وكافة مظاهر الحياة. واستهدفت إسرائيل صباح أمس مستشفى كمال عدوان، حيث تعرض الطابق الثالث منه لقصف جوى إسرائيلى تسبب بإحراق مخزن الأدوية ومستلزمات طبية تم استلامها قبل 5 أيام من منظمة الصحة العالمية. اقرأ أيضًا | نتنياهو إلى حكومته: إلى أين سنذهب من المسيرات؟ وتوغلت الآليات الإسرائيلية مجددا فى محيط المستشفى الإندونيسى ومدرستى تل الزعتر وتل الربيع قرب منطقة الفاخورة، وسط إطلاق نار من أسلحتها الرشاشة بشكل مباشر تجاه المستشفى والمنطقة المحيطة. وأنذر الجيش الإسرائيلى النازحين داخل المدرستين عبر مكبرات الصوت فى الطائرات المسيرة من نوع «كواد كابتر» لإخلاء المدرستين، وشهدت المنطقة حركة نزوح للأهالى إلى منطقة الشيماء فى بيت لاهيا. وناشدت وزارة الصحة بقطاع غزة الهيئات والمنظمات الدولية التدخل لحماية المستشفيات والطواقم الطبية من بطش الاحتلال. يأتى هذا فيما شهدت مناطق شمالى قطاع غزة غارات جوية عنيفة وقصفاً مدفعياً اسرائيلياً مكثفاً طال عدة مناطق فى شمالى وغربى مخيم جباليا وبيت لاهيا، مما تسبب باندلاع النيران فى عدد كبير من المنازل، ووسط إطلاق العديد من السكان المحاصرين عدة مناشدات لإنقاذ حياتهم، وانتشال الضحايا والمصابين والمفقودين من جراء القصف فى ظل توقف خدمات الإسعاف وخروج المستشفيات عن الخدمة، وذلك فى أعقاب استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية فى شمال غزة منذ 27 يوما. وعلى الجانب الاخر من القطاع، شن جيش الاحتلال 8 غارات استهدفت شمالى شرقى مخيم النصيرات، بالتزامن مع قصف مدفعى عنيف فى شمالى المخيم، وإطلاق الزوارق الحربية النار والقذائف تجاه بحر المخيم. وأشارت مصادر محلية إلى أنه يصعب الوصول إلى مناطق القصف جراء التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع واستهداف كل ما يتحرك، مشيرا إلى أنه تعذر على الإسعاف والدفاع المدنى الوصول إلى شمال النصيرات وشمال شرق مخيم البريج. كذلك تعرضت مناطق شرقى مخيم المغازى لقصف جوى ومدفعي، وتم نقل جثامين 3 شهداء إلى مستشفى شهداء الأقصى وعدد آخر من المصابين. وأشارت مصادر محلية إلى أن المناطق التى يصفها جيش الاحتلال بالإنسانية، تضم نحو 1٫7 مليون مدنى على نحو 10% فقط من مساحة قطاع غزة فى ظل ظروف قاسية ومنع إدخال المساعدات والبضائع إلى محافظات القطاع منذ أكثر من 170 يوما. من جهته، قال المدير العام لوزارة الصحة بغزة إن عشرات الشهداء ملقون فى الشوارع ونتلقى الكثير من الاستغاثات. وبدورها، حذّرت بلدية غزة من التدهور البيئى المتسارع الذى يهدد المدينة ويقودها نحو الانهيار البيئى الكامل نتيجة منع دخول غاز الطهي. وأشارت إلى أن هذا المنع دفع العديد من العائلات لاستخدام خشب الأشجار فى التدفئة والطهي. وأكدت البلدية أن العدوان المستمر أدى إلى تجريف مساحات زراعية واسعة، وتدمير المتنزهات وإمدادات المياه والري، واقتلاع أكثر من 60 ألف شجرة. وفى غضون ذلك، كشفت تقارير إعلامية عن تراجع كبير فى كمية المساعدات الإنسانية التى دخلت قطاع غزة خلال الفترة الأخيرة، لتبلغ أدنى مستوى لها فى أكتوبرالجارى منذ أكتوبر 2023. وقالت وكالة رويترز إن الهجوم على شمال قطاع غزة، بالإضافة إلى قواعد جديدة فرضتها إسرائيل ووقف أغلب العمليات الخاصة لتوصيل الأغذية، أدى إلى خفض المساعدات والإمدادات الغذائية إلى أدنى مستوى منذ بداية الحرب. جاءت التقارير الاعلامية فى وقت وجهت فيه الادارة الأمريكية توبيخا للمسئولين الإسرائيليين بشأن المساعدات لقطاع غزة. وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الشاحنات التى تدخل القطاع أقل بكثير من الطلب الأمريكى البالغ نحو 350 شاحنة يوميا. ونقلت البث الاسرائيلية عن الادارة الأمريكية أن تل أبيب لم تمتثل لطلب واشنطن بزيادة المساعدات رغم تحذيرها من تأثير ذلك على تزويدها بالسلاح. وفى الضفة الغربية، استشهد فلسطينيان بقصف إسرائيلى على مخيم نور شمس، بعد ساعات من اغتيال الشاب حسام بسام يوسف ملاح من مسافة صفر بعدة رصاصات اخترقت جسده فى مخيم طولكرم، فى الوقت الذى تستمر فيه اقتحامات الاحتلال لمدن وبلدات فى الضفة . وأعلن جيش الاحتلال اغتيال أحد عناصر حركة حماس فى عملية واسعة فى مخيم نور شمس . وبعد يومين من قرار حظرها، هدمت قوات الاحتلال مكتب وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين «أونروا» فى مخيم نور شمس شرق طولكرم .