100 شهيد فى بيت لاهيا.. وعشرات الآلاف بدون غذاء فى الشمال الأراضي المحتلة - وكالات الأنباء: تتواصل جهود التوصل لإطلاق النار فى غزة وذلك استنادًا إلى المبادرة المصرية التى تم طرحها يوم الأحد الماضى وتهدف إلى إقرار التهدئة بشكل كامل وتبادل للأسرى بين حركة المقاومة الفلسطينية حماس وإسرائيل. وذكر موقع «أكسيوس» الأمريكى نقلاً عن ثلاثة مسئولين إسرائيليين أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز طرح اتفاقاً لوقف إطلاق النار فى غزة لمدة 28 يوماً وإطلاق سراح نحو ثمانية أسرى مُحتجزين لدى حماس وإطلاق سراح عشرات السجناء الفلسطينيين لدى إسرائيل. وأضاف الموقع: أن بيرنز ناقش الفكرة خلال اجتماع عقده مؤخرًا مع رئيس الوزراء القطرى محمد بن عبد الرحمن آل ثانى ورئيس الموساد ديفيد برنياع. وقال المسئولون الإسرائيليون: إن بيرنز وآل ثانى وبرنياع كانوا قد بدأوا بالفعل فى تطوير فكرة التوصل إلى اتفاق جزئي، وناقشوا سبل البناء على المبادرة المصرية خلال اجتماعهم. وكان الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى قد أكد أن المقترح يتضمن: وقف إطلاق النار لمدة يومين مقابل إطلاق سراح 4 أسرى إسرائيليين وأيضاً أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، على أن يتم خلال 10 أيام (من الهدنة) الاتفاق على استكمال الإجراءات فى القطاع، وصولاً لإيقاف كامل لإطلاق النار وإدخال المساعدات لأهالى غزة الذين يتعرضون لحصار يصل لحد المجاعة. ووفقًا ل «أكسيوس» فإن المقترح الأمريكى الجديد يتضمن وقفًا لإطلاق النار لمدة 28 يوماً، مع إطلاق حماس نحو 8 نساء من جميع الأعمار أو رجال فوق سن الخمسين عاماً مقابل إطلاق إسرائيل سراح العشرات من الأسرى الفلسطينيين. وقال الموقع: إن التوصل إلى اتفاق جزئى من شأنه أن يكسر الجمود الذى دام شهرين فى محادثات وقف إطلاق النار، ويعزز المفاوضات للتوصل إلى اتفاق أكثر شمولاً، كما أنه سيسهم فى تحسين الظروف الإنسانية فى غزة، ويطلق سراح بعض الأسرى المُحتجزين فى غزة. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، قد أكد فى وقت سابق أمام حزب الليكود فى الكنيست: أن «إسرائيل لم تتلق عرضاً بالإفراج عن 4 رهائن مقابل وقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة فى غزة». ولو كان هذا العرض قد طُرح لكان «قبله على الفور». وأكد نتنياهو أنه «لن يوافق إلا على اتفاق جزئي، وليس على إنهاء الحرب». فيما ذكر مسئول إسرائيلى كبير ل «أكسيوس» أن هناك «توافقاً إسرائيلياً على وقف مؤقت، لكن حماس تريد وقفة من شأنها أن تفتح عملية تؤدى إلى خطوات إسرائيلية لا رجعة فيها». وفى سياقٍ متصل، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى فى بيان: أن «الجانبين ناقشا إطاراً موحداً جديداً يدمج المقترحات السابقة ويأخذ فى الاعتبار أيضاً القضايا الرئيسية والتطورات الأخيرة فى المنطقة». وكان المسئولون الأمريكيون يأملون فى أن يؤدى اغتيال إسرائيل لزعيم حماس يحيى السنوار، إلى جعل تل أبيب أكثر استعدادًا للتحرك نحو إنهاء الحرب. وأعرب مسئولون إسرائيليون عن أملهم بأن يؤدى ذلك إلى تحسين فرص موافقة حماس على اتفاق. يأتى ذلك فيما من المتوقع أن يجتمع الوسطاء المصريون والقطريون مع مسئولى حماس فى الأيام المقبلة لمناقشة الخطة الجديدة للتوصل إلى اتفاق. كما أنه من المتوقع أن يسافر بيرنز إلى القاهرة فى وقتٍ لاحق، هذا الأسبوع، لمناقشة هذه القضية حسبما نقل «أكسيوس» عن مصدر مطلع على الأمر. من جانبها، قالت الخارجية القطرية إنه لا يمكن التعليق على محتوى المفاوضات، لكن «تم تحقيق الكثير». فى غضون ذلك، ارتكب الاحتلال الإسرائيلى مجزرة جديدة فجر أمس فى شمال قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد نحو 100 فلسطينى من بينهم عشرات الأطفال والنساء. وقصف الاحتلال فى غارة جوية، عمارة سكنية، تتكون من 5 طوابق، وتؤوى نحو 150 نازحًا، تعود لعائلة أبو نصر فى بيت لاهيا شمال القطاع. من جانبه، قال محمود بصل الناطق باسم الدفاع المدنى فى قطاع غزة: إن هناك عشرات الجرحى والمفقودين تحت ركام المبنى، مؤكداً أن منظومة الدفاع المدنى «معطلة بشكل كامل» فى شمال القطاع بسبب القصف الإسرائيلى المستمر، إضافة إلى «اعتقال عشرات الأفراد من كوادر الدفاع المدنى والصحة». ودعا مدير المستشفيات الميدانية فى غزة مروان الهمص كل الأطباء الجراحين «للعودة إلى مستشفى كمال عدوان لمحاولة إنقاذ المصابين». وأضاف: «مستشفى كمال عدوان خارج عن الخدمة وجيش الاحتلال يطلق النار أثناء إسعاف مصابى مجزرة مشروع بيت لاهيا»، مناشداً العالم ب «التحرك وعدم الاكتفاء بالتفرج على حرب الإبادة الجماعية» فى قطاع غزة. ومنذ 25 يوماً يواصل جيش الاحتلال الإبادة الجماعية شمال قطاع غزة، تحديداً جباليا وبيت لاهيا. وبشكل عام، تجاوزت حصيلة الشهداء فى قطاع غزة 43 ألف شهيد منذ السابع من أكتوبر 2023. يأتى ذلك فيما اعترف جيش الاحتلال بمقتل أربعة جنود آخرين من قواته فى اشتباكات مع المقاومة فى شمال غزة. فى غضون ذلك، حذرت وزارة الخارجية الأمريكية من أن المساعدات الإنسانية لا تصل لمستحقيها فى جباليا بشمال قطاع غزة، وهو ما قال المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر: إن واشنطن لا تقبله. وأضاف ميلر: «أحد تقديراتنا... أن الناس فى جباليا لا يحصلون على الغذاء والمياه والدواء الذى يجب إيصاله لهم. ونريد أن نرى ذلك يتغير». وقالت مديرية الدفاع المدنى الفلسطينية إن نحو 100 ألف شخص تقطعت بهم السبل فى جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون بلا إمداداتٍ طبية أو غذائية.