كل الوقائع الجارية على الأرض فى إسرائيل والجنوباللبنانى وأيضاً فى غزة والضفة الغربية، خلال الساعات الأخيرة على مرأى ومسمع منا ومن العالم كله، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن ما يحكم تصرفات ومواقف المسئولين الإسرائيليين، ابتداء من نتنياهو رئيس الوزراء وانتهاء بقادة الجيش مروراً على كل أعضاء الحكومة المتطرفة والعنصرية، هو الرغبة العارمة فى الانتقام والقتل والتدمير لكل ما هو عربى أو فلسطينى. وأحسب أنه بات واضحاً للجميع أن العقيدة الأساسية المسيطرة والسائدة على الفكر الصهيونى العنصرى والإرهابى الإسرائيلى، هى الرغبة المرضية للانتقام من كل الشعوب العربية، والشعب الفلسطينى على وجه الخصوص، وأنه يسعى ويعمل دائماً لقتل وتدمير كل مظاهر وأشكال الحياة فى قطاع غزة والضفة، وإحلال المستوطنات الإسرائيلية محل كل المدن والقرى الفلسطينية وكل لبنان والجولان وبقية الأراضى العربية لو استطاع الى ذلك سبيلاً. وفى ظل هذه الحالة من الاضطراب والخلل النفسى، لا توجد بوادر جادة تؤدى أو تشير إلى الاستجابة للنداءات الدولية بوقف العدوان الهمجى واللا إنسانى الإسرائيلى على غزة أو جنوبلبنان. وفى هذا السياق يصبح غياب التوقع باستجابة إسرائيلية قريبة للنداءات المتصاعدة بالتهدئة، أو وقف عمليات وجرائم الإبادة الجماعية التى تمارسها فى غزة، وعمليات وغارات القتل والهدم والدمارالتى تمارسها فى لبنان، هو الأمر الأكثر احتمالاً والأقرب للحدوث، إذا ما ظل الموقف الدولى على ما هو عليه الآن، من عجز فاضح عن اتخاذ موقف إيجابى قوى لردعه أو إدانته بقوة وفاعلية. وعلى من يتشكك فى ذلك الغياب عليه أن ينظر ويدقق فى الموقف المتهافت للولايات المتحدةالأمريكية، الصديق المنحاز دائماً لإسرائيل والمدافع الدائم عنها. وللأسف تؤكد الوقائع الجارية على الأرض فى إسرائيل وجنوبلبنانوغزة أيضاً، على أن الأمل فى وقف المذابح الإسرائيلية الجارية فى قطاع غزة، أو وقف الهجمات الوحشية على لبنان، هو أمل ضعيف بل هو أمل غائب عن الوجود، فى ظل عقيدة ورغبة الانتقام والقتل والإرهاب المسيطرة على كل قادة إسرائيل وفى المقدمة منهم نتنياهو،..، وأيضاً فى ظل الدعم الدائم والمستمر من الولاياتالمتحدةالأمريكية لإسرائيل،..، الذى يمكن تلخيصه فى تلك العبارة الصريحة التى قالها الرئيس الأمريكى بايدن خلال زيارته لإسرائيل،..، «بأن إسرائيل لو لم تكن موجودة لعملنا على إيجادها».