كل الوقائع الجارية على الأرض فى إسرائيل وقطاع غزة خلال الساعات الأخيرة على مرأى ومسمع منا ومن العالم كله، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن ما يحكم تصرفات ومواقف المسئولين الإسرائيليين، ابتداء من نتنياهو رئيس الوزراء وانتهاء بقادة الجيش مروراً على كل أعضاء الحكومة المتطرفة قبل وبعد تعديلها،...، هو الرغبة العارمة والخارجة عن السيطرة فى الانتقام والقتل والتدمير. الانتقام من كل الشعب الفلسطينى، وقتل كل مواطن فلسطينى، وتدمير كل مظاهر وأشكال الحياة فى قطاع غزة، تحت وقع وتأثير حالة الصدمة والذهول والغضب الهائل، التى ألمت بهم نتيجة «طوفان الأقصى» الذى جرف فى طريقه كل دعاوى التفوق والقوة التى كانت تحيط بهم قبل وقوعه. وفى ظل هذه الحالة من الاضطراب والتخبط والخلل، لا توجد بوادر جادة تشير إلى الاستجابة لنداءات وقف العدوان الهمجى واللاإنسانى الإسرائيلى، على المواطنين الفلسطينيين فى غزة. وفى هذا السياق يصبح غياب التوقع باستجابة إسرائيلية قريبة للنداءات المتصاعدة بالتهدئة أو وقف عمليات الإبادة الجارية فى القطاع، هو الأمر الأكثر احتمالاً والأقرب للحدوث، إذا ظل الموقف الدولى على ماهو عليه الآن، من عجز فاضح عن اتخاذ موقف إيجابى قوى لردعه أو حتى التنديد به وشجبه. وللأسف تؤكد الوقائع الجارية على الأرض فى إسرائيل وغزة أيضا، على أن الأمل فى وقف المذابح الإسرائيلية الجارية فى قطاع غزة، هو أمل ضعيف، خاصة بعد أن حصلت إسرائيل على إذن مباشر وواضح من الإدارة الأمريكية منذ اللحظة الأولى لاشتعال الأوضاع بممارسة أقصى درجات الانتقام والعنف ضد الفلسطينيين، تحت حجة وذريعة حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها،...، متجاهلة فى نفس الوقت عن قصد وعمد حق الفلسطينيين فى الدفاع عن أنفسهم، بالرغم من أن الشعب الفلسطينى هو الواقع تحت الاحتلال وأن إسرائيل هى المحتل،...، وأن أبسط حقوق الشعب الواقع تحت الاحتلال، هو المقاومة والسعى لنيل حقوقه المشروعة فى التحرر وإقامة دولته المستقلة.