يعيش قادة وزعماء إسرائيل وكل المسئولين بها وخاصة أعضاء الحكومة العنصرية المتطرفة، حالة متصاعدة من الصدمة والذهول والغضب العارم المصحوب برغبة شديدة فى الانتقام، نتيجة ما جرى لهم من مهانة خلال «طوفان الأقصى»، الذى جرف فى وقائعه وأحداثه كل دعاوى التفوق والقوة والمنعة، وهز بعنف مشاعر الأمن والأمان والسيطرة وفرض الأمر الواقع والخضوع على الفلسطينيين تحت الاحتلال. وفى ظل هذه الحالة من الاضطراب والتخبط والخلل، لا توجد دلائل جادة تشير إلى إمكانية وقف موجات العدوان الهمجى واللا إنسانى الإسرائيلى على المواطنين الفلسطينيين فى غزة فى القريب المنظور. بل على العكس من ذلك، توجد دلائل شبه مؤكدة تشير إلى استمرار آلة الحرب الإسرائيلية فيما تقوم به حالياً من قصف عنيف، وهدم ودمار للمبانى والمنشآت فى القطاع، وما ينتج عنه من قتل مقصود وممنهج للأهالى المدنيين من الأطفال والشيوخ والنساء وغيرهم. والمتابع للمستجدات والتطورات الجارية على الساحة السياسية إقليمياً ودولياً، يدرك بوضوح أن الأمل فى وقف هذه المذابح الإسرائيلية ضعيف جداً، خاصة بعد أن حصلت إسرائيل على إذن مباشر وواضح من الإدارة الأمريكية بممارسة أقصى درجات الانتقام والعنف ضد الفلسطينيين، تحت حجة حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها. وإذا ما أردنا الحقيقة على أرض الواقع فلابد أن نقول بكل الوضوح، إن هذه الحجة وذلك القول الأمريكى هو تصريح واضح لإسرائيل بممارسة العدوان والقتل ضد الشعب الفلسطينى تحت الاحتلال. وأمريكا تتجاهل فى موقفها هذا عن عمد وقصد واضح، حق الشعب الفلسطينى هو الآخر فى الدفاع عن نفسه، وتتجاهل أيضاً عن عمد وقصد واضح أن الشعب الفلسطينى هو الشعب الواقع تحت الاحتلال، وأن إسرائيل هى المحتل الغاصب للأراضى الفلسطينية،...، وأن أبسط حقوق الشعب الواقع تحت الاحتلال هي السعى بقوة وإصرار والعمل بكل الوسائل على تحرير أرضه والحصول على حقه المشروع فى النضال والتحرير والحياة فى دولته المستقلة ذات السيادة.